احتفت بلادنا يوم الثلاثاء الماضي مع سائر الدول العربية باليوم العربي لمحو الأمية «8 يناير» في احتفال خطابي وفني كبير احتضنته محافظة تعز تشريفاً وتكريماً لها وللانجازات التي حققتها في هذا الجانب مقارنة مع نظيراتها من المحافظات الأخرى. أحمد عبدالله العوذلي وشهد الاحتفال حضور محافظ محافظة تعز صادق أمين أبو رأس ورئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار بصنعاء الأستاذ أحمد عبدالله أحمد كما شهد عدداً من الفقرات الفنية والأناشيد المتنوعة وتم في نهاية الحفل تكريم محافظ المحافظة بدرع جهاز محو الأمية وتعليم الكبار كما تم على هامش الاحتفال إقامة معرض للمشغولات اليدوية والحرفية للملتحقين بمراكز محو الأمية بتعز. وفي تصريح ل «طباشير» قال رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار أحمد عبدالله العوذلي إنه تم اختيار محافظة تعز لإقامة احتفال هذا العام بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية، باعتبارها من المحافظات التي حققت انجازات ملموسة مع الدارسين في صفوف محو الأمية، والذي من شأنه أن يمثل إضافة نوعية لمسيرة العمل في ميدان محو الأمية وتعليم الكبار بالمحافظة.. وأشار رئيس الجهاز إلى أن العام الدراسي الحالي يشهد تطوراً كمياً ونوعياً في مجال العمل الميداني لمحو الأمية بالإضافة إلى ماهو قائم من أعمال على المستوى المركزي. مبان وفصول جديدة منوهاً بهذا الصدد بأن إجمالي عدد الدارسين والدارسات في صفوف محو الأمية وتعليم الكبار في مختلف المحافظات بلغ 128 ألفا و465 دارساً ودارسة، فيما بلغ عدد الدارسين والدارسات في صفوف المهارات 8 آلاف و531 دارساً ودارسة منهم 8 آلاف وعشر دارسات لمهارات تسوية و521 دارساً لمهارات أساسية.. وعلى مستوى بناء الفصول الدراسية وتشييد المباني لمواجهة أعداد الدارسين أكد أحمد عبدالله بهذا الخصوص ارتفاع أعداد الفصول الدراسية في مختلف المحافظات إلى خمسة آلاف و588 فصلاً دراسياً لسنوات الأساسي والمتابعة، إلى جانب استكمال عدد من المشاريع، منها مبنى الجهاز الجديد بأمانة العاصمة الممول من البنك الإسلامي للتنمية بتكلفة 200 ألف دولار، ومبنى الإدارة العامة لمحو الأمية بمحافظة شبوة، ومبنى الإدارة العامة لمحو الأمية بمحافظة صعدة. مناهج خاصة وأشار إلى أن الجهاز انتهى مؤخرآً من تأليف وتطوير وطباعة مناهج خاصة بمحو الأمية وتعليم الكبار لأول مرة في تاريخ محو الأمية في اليمن حيث يجري حالياً تدريسها في فصول محو الأمية في الجمهورية كما تم الانتهاء من مراجعة وطبع مرشد المعلم لمرحلة المتابعة بدعم من البنك الإسلامي للتنمية، والبدء في تأليف كتب مراكز التدريب الأساسي بواسطة مؤلفين متخصصين وطبع 7 آلاف نسخة لكتيبات ثقافية خاصة بالتحرر من الأمية بغية إعطائهم فرصة للإطلاع على مختلف المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية بأسلوب يراعي مستوياتهم الثقافية ويحفزهم على مواصلة التعليم في المراحل اللاحقة وطبع خمسة آلاف نسخة من كتب المهارات الحياتية. مسئولية الجميع وفي مجال بناء القدرات، تم تدريب 877 عنصراً من موظفي الجهاز على المستويين المركزي والميداني حسب حديث رئيس الجهاز في مجالات التوجيه والإدارة والتدريس بغية تحسين أدائهم وإكسابهم مهارات وخبرات حديثة في جوانب العمل الإداري والفني، وأيضاً رفع مكافآت المتعاقدين العاملين في مجال محو الأمية. وأهاب رئيس الجهاز أحمد عبدالله أحمد بالمنظمات الجماهيرية والجمعيات والمؤسسات الرسمية لمضاعفة الجهود لتنفيذ برامج محو الأمية وتعليم الكبار، للقضاء على هذه المشكلة الخطيرة على مجتمعنا اليمني. الجدير بالذكر أن الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية الذي يصادف الثامن من يناير من كل عام جاء بناءً على قرار مجلس الجامعة العربية سنة 1946م في اجتماع الاسكندرية الذي عقد في جمهورية مصر العربية المخصص لمناقشة مشكلة الأمية في الوطن العربي وخطورتها على التنمية والشعوب العربية، ومن حينها أصبح هذا اليوم يوماً عربياً لمحو الأمية تحتفي به الدول العربية من خلال الوقوف التقييمي لمراجعة مسيرة الكفاح ضد الأمية وإزالتها من بين صفوف المواطنين العرب وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الجهاز لزيادة عدد الدراسين والدارسات في مجال محو الأمية وتعليم الكبار إلا أن عدد الأميين حسب وثيقة صدرت عن الجهاز نفسه من المتوقع أن يرتفع خلال الخمس السنوات القادمة عماهو عليه الآن من خمسة ملايين و545 ألف أمي إلى أكثر من سبعة ملايين أمي إذا لم يتم معالجة المعوقات التي تعترض عمل الجهاز والتي من أبرزها نقص المعلمين، وشحة الإمكانيات المادية والنفقات التشغيلية لفروع الجهاز في المحافظات. اهتمام كبير وفيما يتعلق بالانجازات على مستوى اليمن أكد رئيس الجهاز انه وبفضل الرعاية الكريمة لفخامة رئيس الجمهورية واعتماده لعدد من المحاور الرئيسية التي سار عليها عمل الجهاز خلال الفترات الماضية ومنها الاهتمام بمحو أمية المرأة باعتبارها أكثر الشرائح المجتمعية عرضة لهذه المشكلة فإن نسبة الأمية في اليمن قد انخفضت من نسبة 56،9% سنة 1994م إلى نسبة 45،7% سنة 2004م وهذا مؤشر إيجابي يعكس مدى اهتمام القيادة السياسية اليمنية بالقضاء على الأمية في البلاد كأحدى أهم معوقات التنمية.