لتعيين ثقل الأجسام، وأوزانه، اتخد العرب أنواع الموازين المختلفة منها القبان الذي كانوا يسمونه باسمه اليوناني «القرسطون» وكان يستخدم لوزن الاجمال الثقيلة، اعتمادعلى النسبة بين بعدي راسي عمود القبان، وذلك أن أحد أسيه طويل ببعد عن المعلق والآخر قصير قريب منه فإذا علق على رأسه الطويل ثقل قليل وعلى رأسه القصير ثقل تساويا وتوازيا إذا ما كانت نسبة الثقل القليل إلى الكثير كنسبة الرأس القصير إلى بعد الرأس الطويل من المعلاق، ومنها الموازين العادية ذات الكفتين المتساويتين في الوزن. كما تفنن العرب في صناعة الموازين والمكاييل الدقيقة التي تستخدم لوزن الأدوية أو كليها، أو لوزن المعادن الثمينة والاحجار الكريمة. وبلغت هذه الموازين درجة عالية من الدقة، وقد ثبت من بعض الابحاث الحديثة أن فرق الخطأ في وزن بعض مواد تجاربهم كان أقل من اربعة من ألف جزء من الغرام، فقد وزون فلندر «بيتري» ثلاث قطع من نقد عربي فوجد أن الفرق بين اوزانها جزء من ثلاثة آلاف جزء من الجرام، فقال إنه لايمكن الوصول إلى هذه الدقة في الوزن إلا باستعمال أدق الموازين الكميائية، وبتكرار الوزن مراراً حتى لا يبقى ظاهراً في رجحان إحدى كفتي الميزان على الآخرى. وبرع المسلمون أيضاً في تقدير الأوزان النوعية للعديد من السوائل والمواد الصلبة والمعادن والأحجار الكريمة واستخدموا لذلك أجهزة دقيقة وموازين حساسه، منها الميزان الطبيعي الذي ابتكره أبوبكر الرازي، واخترع أبو الريحان البيروني بدوره آلة مخروطية يتجه مصبها إلى أسفل، صنعها وصورها بنفسه لاستخراج الثقل النوعي عن طريق ملئها بالماء حتى المصب، ثم يوضع فيها المادة المراد معرفة ثقلها النوعي، فيخرج الماء من خلال المصب، ويسقط في الكفة، فيكون الوزن النوعي لها وهو النسبة بين وزنها ووزن الماء المزاح. وقد استطاع البيروني عن طريق هذه الالة التوصل إلى الوزن النوعي لثمانية عشر معدناً، قدره حتى الرقم العشري الرابع، منها الذهب والفضة والنحاس والقصدير والزئبق والبلخش والياقوت الأحمر وغيرها من المواد، فقد روت المصادر العربية أن الخازن الأندلسي الذي عاش في أوائل القرن السادس الهجري- الثاني عشر الميلادي، اخترع ميزاناً لوزن الأجسام في الهواء والماء، كان له خمس كفات تتحرك إحداهما على ذراع مدرج.