يمتاز الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد بالعطاء الشعري ويتميز شعره بالمتعة الفنية والقيمة الفكرية والرومانسية الوطنية الملتزمة في مشواره الفني أصدر الشاعر عشرين ديواناً شعرياً منذ عام 1954م وبدأ مسيرته مع الشعر بديوانه الشعري الأول «مع الغرباء» الذي صدر عام 1954م وكان آخر دواوينه الشعرية ديوان «قصائد فلسطينية» والذي صدر في عمان عام 2002م بمناسبة عمان عاصمة للثقافة العربية وظل الشاعر هارون هاشم رشيد مرتبطاً بالقصيدة العمودية مبتعداً كثيراً عن المدارس الحديثة ويرى الشاعر في هذا الإتجاه أن الشعر الحديث يرمي بك في سجال الرمزية والالغاز ونقرأ أشياء ولانعرف ماذا نقرأ. وقد تأثر الشاعر بأبي تمام والمتنبي وامرئ القيس وابراهيم طوقان وعبدالرحيم محمود ومن شعراء المهجر عمر أبوريشة ونزار قباني ومحمود حسن اسماعيل وأحمد رامي ومن قصائده الفلسطينية قصيدة كتبها عام 1948م الخيمة يقول فيها: أخي والخيمة السوداء ،قد أمست لنا قبراً.غداً سنحيلها روضاً ونبني فوقها قصراً غداً يوم أنطلاق الشعب يوم الوثبة الكبرى فلسطين التي ذهبت سترجع مرة أخرى. وكان الشاعر الفلسطيني هاشم رشيد أكثر من كتب عن الانتفاضة من الشعراء وبشر بولادتها وأول ديوان اصدره في تونس كان بعنوان «ثورة الحجارة» ومسرحية شعرية كاملة بعنوان «عصابة الشوق» وغنى له من الفنانين عدداً من قصائده الوطنية الملتهبة منهم فائدة كامل ومحمد فوزي ،ومحمد قنديل،والفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز من بينها قصيدة «عائدون» والتي أصبحت نشيد الشعب الفلسطيني وله نشاط مسرحي فكتب مسرحية «السؤال» عام 1967م ومسرحية «وطني عاد» ومسرحية «سقوط بارليف» وتم عرضها على التلفزيون المصري ليلة العبور أما مسرحية السؤال كانت تتحدث عن عائدة سعد وهي اخت فلسطينية قامت بعملية بطولية حيث هاجمت دبابة اسرائيلية مليئة بالعساكر وعمرها 16عاماً وقتلت كل من فيها واطلق سراحها من الأسر ضمن عملية تبادل الأسرى أما في مجال المشهد الروائي فقد بدأ الشاعر مع هذا اللون من الأدب في بداية الخمسينات كتب رواية «مولد عائدة» تتحدث عن لحظات ميلاد امرأة لاجئة في معسكر ال مغازي ومن أروع قصائده الوطنية الغنائية القتالية الملتهبة قصيدة «أخي جاوز الظالمون المدى» التي لحنها وغناها الموسيقار المصري الكبير المرحوم محمد عبدالوهاب. اللافت للنظر في شعر هارون هاشم رشيد أنه شعر تاريخي تحريضي يرفع راية الكفاح والأمل منذ اللحظة الأولى لتتضح التجربة في ريعان الشباب وله اتجاه الدعوة للحوار مع الآخر وهو من مواليد حارة الزيتون في مدينة غزة عام 1927م وهو يعتز بقصيدة قصة من ديوانه الغرباء عام 1954م وتروي هذه القصيدة مشاهداته وأمه وإخوانه الصغار لنسف بيوت في غزة وعمر الشاعر احد عشر عاماً ويقول في هذه القصيدة..قصة قد حدثت بالأمس،من عشرين عام حدثت في قريتي الخضراء،في أرض السلام.
