بدأت أمس بجامعة صنعاء ندوة حول التنوع الثقافي ينظمها لمدة يومين المركز الثقافي الفرنسي والمركز الفرنسي للدراسات وسفارة فرنسا في اليمن بالتعاون مع منظمة اليونسكو وجامعة صنعاء. وتتناول الندوة التي يشارك فيها عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية الفرنسيين واليمنيين ثلاثة محاور رئيسية، الأول بعنوان «اليمن والعالم العربي يواجهون العولمة، والمحور الثاني الهوية الوطنية والتنوع الثقافي، أما المحور الثالث فيتضمن النضال الدولي من أجل التنوعات الثقافية». في افتتاح الندوة أكد رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد عبدالله طميم على أهمية الحوار الثقافي من أجل التوجه الحقيقي للحفاظ على التنوع الثقافي في اليمن بصفته مطلباً اجتماعياً وسياسياً. ونوه إلى ما تمتلكه اليمن من تنوع ثقافي كبير وخصوصية ثقافية للكثير من المناطق اليمنية. ولفت طميم إلى دور هجرة العقول العربية في صناعة التنوع الثقافي للشعوب والمجتمعات التي هاجرت إليها. كما ألقيت كلمتان من قبل نائب وزير الثقافة الدكتور أحمد القاضي والسفير الفرنسي بصنعاء جيل جوتيه أشارا فيهما إلى أهم مبادئ التنوع الثقافي التي يجب رعايتها وتنميتها وفي مقدمتها حق الإنسان في حرية التعبير والإعلام والاتصال وحق الأفراد في اختيار التعبير الثقافي الذي يتناسب مع كل فرد. وثمنا دور وزارة الثقافة فيما يتعلق بتطبيق اتفاقية حماية وتعزيز أشكال التعبير الثقافي المقرة من اليونسكو وإدراجها ضمن أولويات أنشطتها. بعد ذلك ألقى أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" الدكتور محمد عبدالباري القدسي محاضرة تطرق فيها إلى أهمية التنوع الثقافي وحقوق الإنسان ودور اليونسكو والمنظمات العربية والإسلامية في مد جسور الحوار وحماية التنوع الثقافي. وتطرق إلى إسهامات وأنشطة منظمة اليونسكو والمنظمات العربية والإسلامية في الحفاظ على ثقافة الشعوب من الاندثار والحفاظ على التراث الإنساني والتنوع الثقافي والتشجيع على التعليم. كما قدمت عدد من أوراق العمل حول "نهاية الاحتكار الغربي لصناعة الإعلام الدولي.. من السي.إن.إن إلى الجزيرة" المقدمة من قبل رئيس تحرير جريدة "لومند الدبلوماسي بالعربية «ألان جريش»، و"اليمن والعالم العربي أمام العولمة وحرية الإعلام" المقدمة من رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) رئيس التحرير نصر طه مصطفى، و"وسائل الإعلام الحديثة في اليمن" المقدمة من الصحفي نبيل الصوفي، و"نشر كتب الأدب العربي والمنافسات العالمية" والمقدمة من مدير مجموعة دار النشر «سندباد باريس» فاروق مردم بيه. وتم التعقيب على الأوراق المقدمة في الندوة من قبل عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبدالجبار سلام، وتخلل الندوة عدد من النقاشات والمداخلات التي أثراها عدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين المشاركين في الندوة. هذا وتتواصل أعمال الندوة اليوم، حيث ستقدم العديد من أوراق العمل المعنونة ب"من أجل ممارسة ثقافتين.. مثل فرنسي يمني" يقدمها الدكتور جان لامبير من المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية، و"تجربة مركز ميل الذهب لجمع التراث الشفهي" تقدمها رئيسة مركز ميل الذهب فاطمة البيضاني، و"الهوية الوطنية والتنوع الثقافي" يقدمها نائب عميد كلية الآداب بجامعة صنعاء الدكتور عبدالله البار، و"العولمة في طبعتها المحلية" تقدمها أروى عبده عثمان، و"التنوع الثقافي.. نبع الصراع أو قوس التوحيد" تقدمها سميرة حنا الظاهر سفيرة لبنان السابقة باليونسكو، و"الرهان الوطني للتنوع الثقافي" يقدمها سفير اليمن باليونسكو حميد العواضي، بالإضافة إلى "العولمة وتنوع الثقافات" يقدمها محمد عبدالسلام منصور من مركز الأبحاث اليمني.