مراكز ومدارس التشيّع الحوثية.. الخطر الذي يتربص باليمنيين    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    التوظيف الاعلامي.. النفط نموذجا!!    عدن تواجه ظلام دامس الساعات القادمة لنفاد الوقود    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    المبعوث الأممي يصل إلى عدن    مصرع وإصابة 20 مسلحا حوثيا بكمين مسلح شرقي تعز    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    تتويج الهلال "التاريخي" يزين حصاد جولة الدوري السعودي    مقتل "باتيس" في منطقة سيطرة قوات أبوعوجا بوادي حضرموت    جدول مباريات وترتيب إنتر ميامي في الدوري الأمريكي 2024 والقنوات الناقلة    لهذا السبب الغير معلن قرر الحوثيين ضم " همدان وبني مطر" للعاصمة صنعاء ؟    مصادر سياسية بصنعاء تكشف عن الخيار الوحيد لإجبار الحوثي على الانصياع لإرادة السلام    نادي الخريجين الحوثي يجبر الطلاب على التعهدات والإلتزام بسبعة بنود مجحفة (وثيقة )    لو كان معه رجال!    أبناء القبطية ينفذون احتجاج مسلح أمام وزارة الداخلية الحوثية للمطالبة بضبط قتلة احد ابنائهم    الحوثيون يسمحون لمصارف موقوفة بصنعاء بالعودة للعمل مجددا    الدوري الايطالي ... ميلان يتخطى كالياري    مفاجأة وشفافية..!    القوات الجنوبية تصد هجوم حوثي في جبهة حريب وسقوط شهيدين(صور)    "هذا الشعب بلا تربية وبلا أخلاق".. تعميم حوثي صادم يغضب الشيخ "ابوراس" وهكذا كان رده    فوضى عارمة في إب: اشتباكات حوثية تُخلف دماراً وضحايا    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    الحوثيون يطورون أسلوبًا جديدًا للحرب: القمامة بدلاً من الرصاص!    الدوري المصري: الاهلي يقلب الطاولة على بلدية المحلة    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بعد فوزها على مقاتلة مصرية .. السعودية هتان السيف تدخل تاريخ رياضة الفنون القتالية المختلطة    كوابيس أخته الصغيرة كشفت جريمته بالضالع ...رجل يعدم إبنه فوق قبر والدته بعد قيام الأخير بقتلها (صورة)    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    إطلاق سراح عشرات الصيادين اليمنيين كانوا معتقلين في إريتريا    شاهد:ناشئ يمني يصبح نجمًا على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل صداقته مع عائلة رونالدو    أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟    الاحتجاجات تتواصل في الحديدة: سائقي النقل الثقيل يواجهون احتكار الحوثيين وفسادهم    احتكار وعبث حوثي بعمليات النقل البري في اليمن    مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في غزة وتلوح بإلغاء اتفاقية السلام    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    المبيدات في اليمن.. سموم تفتك بالبشر والكائنات وتدمر البيئة مميز    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    سلطة صنعاء ترد بالصمت على طلب النائب حاشد بالسفر لغرض العلاج    توقعات بارتفاع اسعار البن بنسبة 25٪ في الاسواق العالمية    اليمن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة مميز    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    القيادة المركزية الأمريكية تناقش مع السعودية هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية مميز    أمين عام الإصلاح يعزي رئيس مؤسسة الصحوة للصحافة في وفاة والده    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قوات دفاع شبوة تضبط مُرّوج لمادة الشبو المخدر في إحدى النقاط مدخل مدينة عتق    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    ولد عام 1949    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد عبدالواسع الأصبحي يتذكر الحلقة "28"
نشر في الجمهورية يوم 22 - 01 - 2008

لقد كتب الأستاذ المرحوم- محمد عبدالواسع الأصبحي، عن الآخرين في مذكراته أكثر مما كتب عن نفسه، فأبرز رجالاً كان حظهم من البروز أقل مما هم به جديرون، ونوه برجالٍ لا يكادُ أكثر الناس يعرفون عنهم شيئاً.. ومن العدل أن نقرر بأن لكل من يكتبون «المذكراتِ» أو «السيرة الذاتية» الحق في أن يتحدثوا بضمير المتكلم، وإلا لما سميت هذه المؤلفات بالمذكرات ولا بالسير الذاتية، ولكن الميزان في هذا المجال دقيق وحساسٌ، فإذا اختل التوازن هنا، ثقلت كفة «الأنا» أو «الذات» ثقلاً تصبح معه عبئاً باهظاً على التاريخ وعلى القارئ.. وبمقابل ذلك تخف كفة «الهو» أو «الغير» خفة مجحفة بحق التاريخ وبحق القارئ في المعرفة الصحيحة.
ولقد أمسك الأستاذ محمد بالميزان، إمساك الصادق الأمين، الذي تهمهُ أولاً وقبل كل شيء الحقيقة الصادقة، والمصلحة الوطنية، وحق القارئ في الاطلاع على حقائق التاريخ المجردة من عبث الأغراض وتسلط الأهواء، وهذه درجة رفيعة لا يصل إليها إلا القليلون من الخائضين في هذا الميدان من ميادين الكتابة التي تتطلب قدراً عظيماً من النزاهة والإحساس بالآخرين.. وسيجد القارئ الكريم، ما يكفي من الأمثلة التي تبرهن على هذه السوية الرفيعة التي وصل إليها كاتب هذه المذكرات.
كما أن القارئ سيقف أمام بعض الحقائق الإقليمية التي تشمل البحر الأحمر وخاصة في شطره الجنوبي وما جرى على ساحله الشرقي في اليمن وساحله الغربي الذي تقع عليه بعض دول ومناطق شرق أفريقية وما كان يدور في شرق أفريقية من الصراع الاستعماري الذي أدى إلى نشوء دول واختفاء أخرى وهو لا تزال رحاه تدور أمام أعيننا إلى هذا اليوم.. ولن يسع القارئ إلا أن يشعر بالإعجاب إلى حد الدهشة، لما أبرزه الأستاذ محمد عبدالواسع الأصبحي، من أخبار اليمنيين في تغريبتهم الحديثة التي بلغوا بها أصقاع الأرض، وما قابلوه من أهوال تتضعضع أمامها الجبال، ولكنهم قابلوا كل ذلك بصبر عظيم، وجلدٍ لا يذل ولا يهون، وبقدرة على التكيف مع عالم غريب ينكرهم وينكرونه، وينفيهم فيقتحمونه، مما ينبئ عن معدن صلب عريق لهذا الشعب الذي أنجب هؤلاء الرجال، ويبشره بمستقبل زاهر مجيد رغم كل ما يحيط به من مكر الأعداء وقسوة الظروف.. ولو كان لي أن أوجه نداء لهتفت.. نداء.. نداء..: أيها اليمنيون اقرأوا مذكرات المناضل الحر الأستاذ «الخال» محمد عبدالواسع حميد الأصبحي المعافري الحميري اليمني، من هذه المنطلقات، وستجدون فيها طاقة خلاقة قوية، تدفع بالمسيرة إلى الأمام بثقة ماضية وجباه عالية.
دمشق 21-5- 1996م مطهر الإرياني
«الجمهورية» تعيد نشر هذه المذكرات لرجل ساهم بقسط وافر في خدمة الوطن واستذكر ملامح وشواهد من التاريخ المعاصر لليمن والظروف المحيطة بتلك المرحلة وهي مذكرات أحق أن يقرأها هذا الجيل الذي لا يعلم حجم تلك التضحيات وطبيعة الظروف فضلاً عن اتسامها بالأسلوب الأدبي الشيق في رواية الأحداث والأسماء
الفصل السابع
أقاصيص طريفة
أيها الأحباب
أودٌّ أن أسجِّل هنا في هذا الكتاب ما كنت أكتمه عن الآخرين كتابةً وليس كلاماً.. أما كلام مقايل فقد قلت منه في المئة عشرين، وما سأسجله يقع في باب الأخبار المضحكة والمسلّية، وهو باب أعتقد أنه مهم لأنه يمثّل شطر الحياة.. ألم يقولوا: إن الحياة هي المضحك المبكي؟ ثم لا بأس أن تأخذوا عنا يا أبنائي صورة واقعية وليست مثالية، لأن الصورة المثالية المعقمة هي صورة غير حقيقية، ترضي القيم والأخلاق في الجانب النظري، ولكنّها لاتعبر عن الجانب العملي، ولاتعرض مجريات الأمور على ما كانت عليه تماماً.
1- الرجل المناسب في المكان المناسب:-
أتذكّر أنه بعد أن قامت الثورة، ونُحّيَ الأستاذ أحمد محمد نعمان صانع النور والمفكّر الأول في الثورة اليمنية منذ عام 1944م، بل من قبل ذلك، منذ عام 34 أو 1936م حين أصدر الكتاب الأول «الأنّة الأولى».
أقول: ذات يوم كنا في المدرسة الثانوية في تعز التي قيل إن عبدالحكيم عامر هو الذي موّلها.. كنا في حفل وكان الحاضرون كثر فيهم القاضي عبدالرحمن الإرياني والشيخ محمد علي عثمان.. وكان في الحضور أيضاً محافظ اللواء الله يرعاه ويسامحه الأخ عبدالغني مطهر فهو طيب وشريف ومناضل، غير أنه اعتاد أن يغتّر بنفسه بعد أن قال له البيضاني وآخرون: كن أنت مكان الأستاذ أحمد محمد نعمان.. فمن يكون هو؟
في ذلك الحفل، حفل افتتاح المدرسة الثانوية، وقف الأستاذ النعمان خطيباً، فكان من ضمن ماقاله: «نريد مثل هذه التي تنتج الرجال.. تنتج الأبطال.. تنتج الشرفاء.. تنتج المثقفين، لانريد طائرات ولا مدافع ولا دبّابات.. ولو كان كل واحد من الناس من اليمنيين يعرف مكانه لكنّا بخير:
الصانع إلى مصنعه والتاجر إلى متجره والزّارع إلى مزرعته..».
فلما انتهى من خطابه إذا بالأستاذ عبدالغني مطهر عافاه الله وسامحه، يقول: ماتقصد يا أستاذ نعمان بقولك كل إنسان في مكانه الطبيعي؟
فردّ عليه النعمان: أقصد أن مثلك أنت مكانك الطبيعي هو الدكان تذهب تقرطس قراطيس هناك.. مكانك الطبيعي الدكان وليس السياسة يا عبدالغني.
فقال الشيخ محمد علي عثمان، رحمه الله، موجهاً الخطاب إلى الأستاذ عبدالغني: ألم أقل لك اسكت.. لاتتحرش بالأستاذ أحمد محمد نعمان.
2- للمه تقولوا الجانب العربي والجانب اليمني:
كنا في مطار «الرحبة»، نودّع المشير عبدالحكيم عامر، رحمه الله وسامحه.
فإذا بالشيخ الوقور علي ناجي القوسي شيخ الحدا، يقول بلغته المحبّبة، وكأنه عمرو بن معدي كرب الزبيدي:
- «اسمعوا ياعبدالحكيم، للمه تقولوا الجانب العربي والجانب اليمني؟ ما نحن عرب وأنتم عرب».
فاكفهرّ وجه عبدالحكيم عامر.
وإذا بالأستاذ نعمان ينبري، فيجيب بلغته التي كأنها حُقن:
- «اسمع ياشيخ علي، إن الاستعمار البريطاني والفرنسي يقولون إن مصر هذه فرعونية.. فلما جاء عبدالناصر بثورته قال: نحن عرب ونادى بالقوميّة العربية، أما نحن فلا نحتاج إلى من يسمينا الجانب العربي، لأننا نحن مهد العرب ياشيخ علي».
فاكفهرّ وجه عبدالحكيم عامر أكثر مما كان.. وكانت هذه حقنة أخرى.
3- لاتفترض ولاتسامحني:
في يناير 1959م عملت حفلة تكريم للأستاذ محسن أحمد العيني بمناسبة تخرّجه في الجامعة، وكان أول الخريجين.. وبمناسبة عيد رأس السنة أيضاً.
كان الحفل في بيت عبدالجبار أمين عبدالواسع نعمان وكان في الحضور أحمد عبدالرحمن المعلّمي ومحمد علي الأكوع.. وهناك حدث خطأ كاد يودي بحياتي، إذ وضعت زجاجة الماء إلى جانب زجاجة سبرت، فكان أن جرعت من زجاجة السبرت جرعة نزلت كالنار في حلقي وكادت تخنقني..
بعد أن استعدت أنفاسي، قلت: كل من وضع هذه الأشياء فليسامحه الله، حتى ولو كان الأستاذ المعلمي، فهبّ الأستاذ المعلمي وقال: لا. لا. لست أنا.
فقلت: افترض أنك أنت، وأنا مسامح.
فقال: لماذا تفترض؟
وخرج الأستاذ المعلّمي مغضباً، فتبعته إلى خارج الشاليه مسترضياً، لأعيده، وقلت له: لا. لا. لاتفترض.. فكل ماجرى أنا مسؤول عنه، وأنت الله يسامحك وأنا لا أفترض.
هذه الحادثة تكشف جانباً مهماً من شخصية المعلّمي، هو الحذر الشديد، والإصرار على أن لايترك كلمة واحدة يمكن أن تحمّله في مابعد أية مسؤولية.
4- المعلّمي يتغدّى بصاحب الفندق:
ذات ليلة أصرّ الأستاذ المعلّمي على أن يدعوني إلى شقته المتواضعة في «العجوزة»، فسمرنا حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، وكان ذلك في ديسمبر 1958م.. وحين خرجت مودّعاً خرج معي ليوقف سيارة أجرة ويودّعني، فنسي مفتاح شقته في الداخل.
وصلت إلى الفندق الذي كنت أنزل فيه، وأذكر اسمه New Hotel)) بشارع عدلي.
بعد ساعة فتحت باب الغرفة والنافذة ليخرج الدخان، ودخلت دورة المياه، وحين خرجت فوجئت بوجود شخص متدثّر بالملايا والبطانيات.. فقلقت، وبدأت أفكر:
من هذا الذي دخل؟ كيف أدخله صاحب الفندق؟ هل هو لص؟ أم عميل؟ مَنْ جاء به؟
بعد ربع ساعة من القلق تسللت لكي أفتح الباب، وأذهب إلى الاستعلامات لأسأله: من جاء بهذا الإنسان إلى هنا، وأنا أدفع أجرة الغرفة كاملة، وإذا بالمعلمي يكشف عن وجهه ويقول لي: صباح الخير..
وقبل أن أستيقظ في الساعة الثامنة صباحاً، كان المعلّمي قد غيّر ملابسه، وذهب إلى الاستعلامات ليقول لهم: لماذا لاتوقظون فلان؟ أنا جئت هنا وقد قال لي أنكم ستوقظونه في السابعة والنصف، والآن الساعة ثمانية ونصف ولم توقظوه.
هكذا تغدّى المعلّمي بصاحب الفندق قبل أن يتعشّى به ويسأله كيف تسلل إلى الغرفة..
علمت في ما بعد أن المعلمي حين خرج من شقته نسي مفتاحه داخل الشقة، فلحقني إلى الفندق.
5- حوار سياسي جداً:
بعد الثورة، وفي مخاض الصراع السياسي من أجل تبلور الجمهورية، ذهبنا إلى القاهرة، وبقينا هناك نصف شهر لكي نجتمع بالرئيس جمال عبدالناصر.. وأخيراً جاءنا أنور السادات، فقلنا له: نريد أن نعرف من هم الجانب الآخر، أي الملكيين.
فقال السادات: الوفد مؤلف من أحمد محمد الشامي رئيساً ومن أعضائه فلان وفلان وفلان..
القاضي الإرياني رفض أن يكون رئيساً للوفد الجمهوري، ودفع بالأستاذ الشهيد محمد محمود الزبيري، فوافق على أن يكون معه في الوفد محمد أحمد نعمان.
المصريون كانوا لايريدون العبقري محمد أحمد نعمان، وكذلك المشير السلال كان لايريده بدوافع مصرية.. وقال ذات يوم:
يكفي الشامي أن يواجهه علي ناصر طريق المرادي، فقال الأستاذ الزبيري: والله لايمكن أن يكون ضداً مواجهاً للشامي سوى محمد أحمد نعمان، وأنا لن أذهب إلا به.
هكذا وفّقنا وذهبنا إلى مؤتمر أركويت.. وكان من بين الوفد المرحوم القيل الكبير الشيخ علي ناجي القوسي من الحدا، وأنا أشبهه بعمرو بن معدي كرب الزبيدي الذي كان يكنى بأبي ثور.. وهذا أبو كبش، وكان معنا في الوفد أيضاً ابن أخيه الدكتور محمد بن محمد ناجي القوسي.
ذهبنا إلى السودان وكانت تجري مظاهرة كبيرة هناك في الخرطوم وأم درمان من الجامعات وغير الجامعات لإسقاط حكومة عبود.. وفعلاً أسقطت.. ظللنا هناك سبعة أيام، ومن الحوادث الطريفة التي جرت:
أن الشيخ علي ناجي القوسي قال لأحد أعضاء الجانب الملكي، وكان اسمه صلاح المصري، قال له، بلهجته الطيّبة تلك:
- اسمع ياصلاح، والله مانتش من عنس، ولايمكن أن تكون من عنس.. عنس مذجح.. والله أنت ما انتاش إلا بيت المصري.
فأجاب صلاح المصري ببلاهة:- والله وأنت ياشيخ علي ماتمثلشي إلا بيت القوسي.. ماتمثلشي الحدا.
ردّ الشيخ علي بقوله: يكذب أبوك.. بعدي الحدا.
وكانت معه عصا طويلة.. أطول من متر ونصف، ولولا أن الأستاذين النعمان والزبيري والعميد قاسم أخذوا العصا لشج الشيخ علي ناجي القوسي رأس صلاح المصري!!
هذا وكان في المؤتمر رشاد فرعون وآخرون..وخرجنا من المؤتمر باتفاق أن يكون التمثيل 75من الجمهوريين و25من الملكيين.
بعد توقيع الاتفاقية بساعتين نبأ وقوع انقلاب في المملكة العربية السعودية ضد الملك سعود الذي كان خارج المملكة،أي في القاهرة،وسمعنا أن الأمير فيصل الذي كان يمثله في كل المحافل الدولية قد تسلّم مقاليد الأمور،وهو رجل جدير.
6 من أحفاد الفاتحين:
من الطرائف أيضاً،أننا نزلنا مرة بمصر في فندق اسمه فندق شهرزاد وكان جديداً. فوصل الشيخ القوسي وهو يريد مداعة «نارجيلة» وتبغاً وناراً،فاعتذر أصحاب الفندق خشية من الحريق،ولم يُحلّ الأمر إلا بتعهد من العميد قاسم «مصري مسؤول عن شؤون القبائل في اليمن» بأنه لو حدث حريق،فسيكون هو المسؤول..وهكذا حضرت المداعة وكل توابعها..
بعد يومين كنا في الاستعلامات ،وإذا بامرأة من أسبانيا ومعها ابنتها التي لاتزال في الثامنة عشرة من عمرها،تسألها عن الشيخ القوسي،وتقول لها: من هذا الإنسان الذي لم أر مثله من قبل؟من هذا؟ وكانت تشير إلى الشيخ القوسي بقامته المديدة وعسيبه والشمج والعمامة المصبغة الطويلة..
ولما كنت أتقن نوعاً ما الاسبانية والايطالية بالإضافة إلى اللغة الفرنسية التي أجيدها،فقد استأذنت فتاة الاستعلامات المصرية للحديث مع السيدة الاسبانية.
قلت لها: هل تجيدين اللغة الفرنسية؟
قالت : نعم
فقلت لها:قولي لابنتك إن هذا الرجل من أحفاد الفاتحين الذين دخلوا الأندلس أي اسبانيا بلادكم..إنه من بقايا الفاتحين أبقوه للذكرى.
سمع الحديث الأستاذ الزبيري ،فقال: اسمع ياشيخ علي. لقد انتقم لكم محمد عبدالواسع.
7 مسرحان في مسرح واحد:
ذهبنا ذات ليلة إلى مسرح البالون بالقاهرة، وكان الشيخ علي ناجي القوسي يريد من الزبيري أن يذهب معنا،فاعتذر الزبيري،وقال له: خذ محمد عبدالواسع.
فقال الشيخ علي: ما اشتي إلا عمامة جنبي ،فدفع بالقاضي عبدالسلام صبرة،وذهبنا نحن الثلاثة إلى مسرح البالون،وكان من ضمن الفنانين عبدالحليم حافظ رحمه الله.
وقبل الانطلاق إلى المسرح،قال لي الأستاذ الزبيري،همساً: ياأخ محمد.
تأكد أن المسرح هذه الليلة سيكون مسرحين.قلت: ماهو. قال مسرح البالون ومسرح الشيخ علي ناجي،لأنه عندما تضاء الأنوار ستلتفت إليه الأنظار جميعها.
وهكذا كان فعلاً..عندما أضيئت الأنوار بعد ساعة من المسرح، إذا بالشيخ علي يتجه إلى دورة المياه بقامته المديدة وعمامته المصبغة وعصاه مترين..ويقول: ها..ها بصوته الجهوري..فاتجهت الأنظار كلها إلى الشيخ علي..
وكان كما توقّع الأستاذ الزبيري رحمه الله.
8 قاتل..ضارب..عضَ:
عندما سجن الشيخ جازم الحروي ورعى الله رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح عندما منحه قبل عامين أو ثلاثة أعوام درجة نائب رئيس وزراء هذا من أوائل المناضلين اقتيد في 44أو1945م، وهدمت داره في تعز..الناس قالوا إنه زيد الموشكي ،والحقيقة أن الموشكي هدمت داره في ذمار.
أقول: عندما اقتيد الشيخ جازم الحروي مع من اقتيد إلى حجّة ،طوّفوا بهم حول صنعاء،وعندما أفرج عنه الإمام بعد عامين أعطاه ما يقرب من ثلاثة آلاف ريال فرنسا آنذاك،فاستأذنه بالحج،وذهب إلى عدن.
هناك ظلّ يحكي ما حدث له ولزملائه الأحرار،فقال له الأستاذ النعمان: إحكِ للقاضي الزبيري،فهو يرسم دائماً في شعره لوحات حيّة معبرة عن العالم وعما يحدث لليمنيين،فحكى له صوراً من المعاناة التي قاسوها بين الأغلال وتحت السياط، فكتب الشهيد الزبيري رحمه الله قصيدته المشهورة والمعنونة في أعماله الشعرية بعنوان «قيد جماعي»..هذه القصيدة كثيرون لايعرفون أنها كتبت عام 1946م..ومطلعها:
طافوا بهم حول صنعا يطمسون بهم
حقاً يضيق به الطاغي ويخشاه
يكبُّ بعضهم بعضاً بمنكبه
وتلتقي أرجلٌ منهم وأفواه
إذا تحرّك فيهم واحد صرخوا
واستفحلت فيهم الآلام والآه
كل امرئ منهم خطبٌ لصاحبه
يؤذيه وهو بريء حين آذاه
ضاقت رقابهم في الغلّ واحترقت
أقدامهم من رحيل طال منآه
إذا استفات أسير من متاعبه
لبّته بندقة الجندي ورجلاه
فنٌ من البطش والتعذيب مبتكرٌ
خليفة الله للأجيال أهداه
من القصص الطريفة آنذاك أن الأستاذ النعمان أنّب الشيخ جازم وآخرين من الأحرار،قائلاً لهم: هكذا أنتم كالجرذانات ألقي القبض عليكم ..قاتلوا..
قال الشيخ جازم: بماذا نقاتل؟
قال الأستاذ النعمان: بالأحجار
قال الشيخ جازم: وأين الأحجار؟
قال الأستاذ النعمان : قاتلوا..ضاربوا ..عضوا..لماذا ألقي القبض عليكم دون مقاومة.
قال الشيخ جازم:إن الشعب كله قام مع الإمام ضدّنا..والعامة هم العامة في كل مكان وزمان.
في ثورة 1948م تكرّرت المأساة،واقتيد الأحرار ومعهم الشيخ جازم والأستاذ من تعز إلى ذمار،وحين جاءوا ليكبلوهم بالسلاسل والحبال كل عشرة أحرار بحبل،أرادوا أن يبدأوا بالشيخ جازم ،وهو إلى جانب الأستاذ النعمان،فقال لهم: بل ابدأوا بهذا الفقيه.
فقال الجندي: تمتنع؟
قال الشيخ جازم: لاأمتنع، ولكن هذا الفقيه هو الرائد.
فبدأوا بالأستاذ النعمان..وهنا وجد الشيخ جازم الفرصة المناسبة ليردّ على الأستاذ النعمان،فخاطبه قائلاً:هيا قاتل ضارب قاوم عضّ..أين أنت؟
فقال الأستاذ: اتشمت بي ياجازم في مثل هذا الوقت،سامحك الله.
فرد الشيخ جازم: لا والله لا أشمت،ولكن واحدة بواحدة.
أيها الإخوة والأحباب هذه طرفة مرّة،ولكنها صحيحة ،أما الشيخ جازم الحروي فهذا الرجل لايجارى في إخلاصه وكرمه..ولم يمنّ أبداً..هل سمعتم أيها السادة أن جازم الحروي قال في يوم من الأيام إني فعلت أو صنعت؟.
أبداً..لم أسمع،وابن اخته عبدالعزيز الحروي الذي اغتيل في بيروت ظلماً وعدواناً،هذا أيضاً لم أجد أكرم منه سوى ثلاثة أشخاص في اليمن هم: علي محمد سعيد وأحمد هائل ويعطونك دون أن يشعروك بأنهم أعطوك.
ومن مآثر الشيخ جازم أيضاً أنه كان يوزّع الجنيهات على المحتاجين الذين لاعائل لهم،ويأخذ منهم أسناداً لكي لايؤذيهم ولكي لايؤذي نفسه، مموهاً عطاءه الكريم ،جزاه الله خيراً.
الفصل الثامن
قصيدة أبي عادل
وقصائد أخرى
قصيدة أبي عادل
في عام 1972م حين كانت المصالحة اليمنية، لست أدري من سرّب إليّ قصيدة أبي عادل، وكنت في شقة في المؤسسة اليمنية في شارع علي عبدالمغني، فقرأتها، وأعطيتها لمحمد أنعم، فقرأها وأعطاها للأستاذ أحمد محمد نعمان، فلما انتهى من قراءتها، قال: هذا مثقف، وليس ضابطاً أو ضابط صف بسيط.. هذا مثقف أدّاها بالشعر الشعبي..
بعد ذلك فقدت القصيدة، فصرت أبحث عنها ولا أجدها، إلى أن نشرت مرة مشوّهة في جريدة أو مجلة لا أتذكر الآن اسمها كان يصدرها محمد عبدالجبار الحمادي في الحديدة..
نشرت وكان فيها شبه رموز عن القاضي عبدالرحمن الإرياني، فاتصل به سنان أبولحوم، وكان محافظاً للواء الحديدة، ينبهه إلى مافيها من إشارات ورموز، فردّ عليه القاضي عبدالرحمن ببساطة وطيبة وعدم حقد على الآخرين: انظروا ياشيخ سنان إلى ماقاله فيكم.
المهم، ألقى سنان أبو لحوم القبض على محمد عبدالجبار الحمادي، وصادر الصحيفة أو المجلة، وأقفل أيضاً المطبعة.. وبعد سنة خرج محمد عبدالجبار الحمادي إلى روسيا وهو الآن دكتور.
هذه القصيدة «قصيدة أبي عادل» اعتبرها الأستاذ محمد عبده نعمان، الله يرحمه، من دلائل الخيرات، وسأتي بما أحفظه من هذه القصيدة، فهي تشنّف الآذان، من الشعر العربي غير الملتزم بالنحو وبأوزان الخليل، ولكنها قصيدة.
وقبل أن آتي بها لا بدّ من التنويه بصاحبها.
ظلّ الكثيرون لايعرفون من هو أبو عادل صاحب هذه القصيدة، ولكن بعد أن زالت الأهوال والأخطار تبيّن أنّ أبا عادل هو العقيد علي العولقي من «قيفة»، من «رداع»، وكان ضابطاً في الأمن.
أقول: في عام 1972م عندما تمت المصالحة بين الجمهوريين والملكيين وكان من ضابط «حرب السبعين» من سجن، ومنهم من قتل من أمثال البطل عبدالرقيب عبدالوهاب ثم الوحش والعزيق «الثعلب»، وفرّ آخرون، إذ بأبي عادل الضابط الذي فقد ساقه في حرب السبعين، وهو يعيش الآن في الحديدة، إذ به يأتي بهذه القصيدة العصماء، فلا فضّ فوه:
يا الله يامن لك السلطان والقدرة
عبدك ترجّاك تجري اللطف بالمقدورْ
بحق طه ومن شدّيت به أزره
لاهنت منصب ولاشفيت به منذورْ
وكل من قل ولّا مسته عثره
يا الله تقيمه، وردّه خاطره مجبورْ
لاتترك النسرْ مقصوص الجناح حسره
في مخدعه والفضاء يلعب به العصفورْ
وفكّ أسر الأسد ذي طال في أسره
يرجع عرينه يذود الثعلب المغرورْ
***
يقول أبو عادل الهاجس دفر دفره
في ليل طائل حسبته في الجبل مسمورْ«1»
من طول ما أمتدّ خفت أغتر في فجره
ولايبان الضياء عندي من الديجورْ
وقال لي طول هذا الليل لك عبره
تعرفْ مقام النهار لاتحسبه مهذورْ
يارب سالك تبدّد هذه الغدرة
بصبح باهي يذكرني بلون النورْ
جوّب عليّ هاجسي بأبيات من شعره
وقافية تفرز الشاعر من الشعرورْ
يافجر ياحلم أبو عادل طنن دهره
يامنة أجيالنا يامطلب الجمهورْ
بديتْ والطلّ عاده قبل الزهره
وارتش في خدّها كاللؤلؤ المنثورْ
والورد حسّ الندى وأهدى النسيم عطره
والجولبه «2» ساجعه تناجي الشحرور
والله يافجر مهما طالت السفره
لابدّ منك ولو كان الطريق موعورْ
لو بانخضِّب طريقك بالدما الحره
ونفرشه من جماجمنا ونبني سورْ
بديتْ في فجر سبتمبر مع البُكره
في يوم طائل من أيام اليمن مشهورْ
كل النجوم أحجرت وغنّت الزهره
وتلفّت الدهر لاخلفه وهو مبهورْ
وظنوا الناس «تبع» قام من قبره
وعاد يبني على سطح الكواكب دورْ
وأخي المهاجر من المهجر دغر دغره
على جناح الأمل يبزّه الطيمورْ«3»
حتى قبور الذين ماتوا في الهجره
جاءت من الشوق تقبل قبل نفخ الصورْ
والشعب هلّلْ وكبر وانشرح صدره
ظن أن ماشي غدره من قفا ذا النورْ
ظلَّ يغني في المقيل وفي السمره
بالبال والدان والمزمار والطنبور
ل ما نسي في البناء ذي شيده ثغره
ما شافها حين ظل في الفرح مغمور
وجوا لنا منها ذي لاثوا السمره
حد قال أنا شيخ واحد قال أنا مأمور
حد قال أنا ذي نسفت القصر من جذره
وتجي وهو كان مخبي في السفل«4» مذعور
رص الرتب من قفا والزند للحثره
وأنزل بنات نعش إلى كتفه فعلها درور«5»
وجر كرباج «6» من اتحاكى قرش ظهره
مثل أحمد الشوربان«7» الفارس المشهور
والثاني أقبل يقول أنه وحيد عصره
قال أنه احتل صعده ل بلاد احجور
بعده رجال أهل عامه وأهل أبو مره
يشتي وزاره زحف من لحقته للثور
وتجي وهو كان مع من زيد الأجره
ساعة معاهم وساعة ضدهم مأجور
والثالث أقبل يقول أنه فريد دهره
قال إنه العقل ذي دبر وسوّا الشور
وتجي وهو قال يوم الشور أنا هجره
لما تولى عوج ثلمه وشد الجور
والرابع الجامعي وفي لها الجغره
فصيح في النقد لكن في العمل معذور
من فندق الشرق لا باب فندق الزهره
إن قلت يسعد صباحك قال لك بون جور«8»
ليتي تحلبط ولا تمت له السفره
كنه قفا الثور يزرع حقله المهجور
والليل عود والليل الليل والغدره
وإن المريض انتكس وتضرر المضرور
واتسلل الثعل في ده راية الثورة
وخلفها سيف «ياجناه» و«المنصور»
وأمسى يلاحق ديوك الفجر بالقصره
حد عضعضه وحدن قصقص له الشنقور
ماشي عليّ لوم لو نويت للهجره
هارب من الثعل لاقع في يده مأسور
الحر لا شاف ما يشنأ وما يكره
ترك بلاده وخلف واديه والدور
والصقر لو شاف ما يشنا هجر وكره
وألقى فروخه وفارقها وهو مقهور
وطار لا حيد وإلا لا خلا قفره
من بعد ما كان في عشه سعيد مسرور
يا باطل اليوم يا غبنه ويا قهره
من بطل بقعة ومن سخرية المغدور
النوق فيها تهيج وتزيد الهدره
والهيج هادن متنكس حترته معقور
قرن الوعل في حفاته حيث كان ظفره
وأطرافه نبت حيث القرون ظفور
لكن علي عار نبش قحطان من قبره
وهز تبع وحمير جدنا المشهور
ما نتركش يا أرضنا لو تعظم القدره
لو يرجع الفحل ناقة والفحال نمور
ما نتركش ساعة الضيقات والعسرة
ونفلتش والدسائس داخلك بتدور
نهاية الآدمي مهما طول عمره
في جرف عرضه ذراع إلا شبر محفور
ساعه بعزه تكفي الحر من دهره
ولا مية عام يحياها ذليل مقهور
باطل شقي شقَّ حيد «اسبيل»«9» من جذره
وأمسى شقيقه «عصر» من شدته معصور
حرام يحرم تظل شامز النخره
جالس تعصب جنازة عودها منخور
ياعيب عيباه من «عيبان» كم صبره
يشاهد الجور ما حتى احترك شندور
كنه نسى يوم تزوج كم شرط مهره
وكم تركنا ذهب في مقرفه منثور
ذكرت «نهدين» وتنهدت في حسرة
هدت جدار الفؤاد أمسى وهو مقصور
قم يا «نقم» بانقم ونعود الكرة
التلم ذي سبروه اعوج ترد الثور
وقل لغمدان يطلق من حموا ظهره
وردوا الخصم عنه من عراض السور
ويجوا معانا ونحمل راية الثورة
ونبشر الشعب بالشورى وبالدستور
يا شوقي أشواق من نجران إلى شقره «10»
ببارق الصيف يبشرني الوطن ممطور
لا ما حضرته فلا زدت البس الوزره
وسقي القلب لما أرويه بالمعشور
ختمت قولي وهذا بعض من زفره
..............................
لو طار منه شراره من طرف جمره
تحرق جهنم ويوحيها المحيط ويثور«11»
والختم صلوا على أحمد باهي الغره
جد الحسن والحسين ذي دلنا للنور
الهوامش:
1 علق الشاعر محمد أنعم غالب على هذا البيت بأنه أقوى من قوله «عيونهم تسمرت على الطريق».
2 الجولبة: الورقاء.
3 الطيمور: الطائرة.
4 مخبأ تحت الدار
5 بنات نعش: نجوم
6 الكرباج: السوط.
7 أحمد شوربان: من الأساطير، كان جباناً ولكن كان معه شنب يهجم به.
8 بون جور «Bon Jour»: بالفرنسية صباح الخير.
9 اسبيل: جبل في آنس.
10 شقره: هي «أبين».
11 في البيت مبالغة، تذكرني يقول الشاعر محمود سامي الباردوي:
على أنه الحب الذي لو تعلقت
شرارته بالجمر لا حترق الجمر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.