رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار وقال لي : قفي داخلها ... فانطلقت هاربة إلى شوارع البحر.
غاضباً لحق بي غاضباً زقزق في وجهي ، وقرّعني وقال إن القضية جادة وإن "البث مباشر" ويجب أن أعود معه إلى (الاستديو) لأقف وسط دائرة الطباشير وتحت دائرة الضوء
مسكينة ومبتلة كمتسول شتائي حاولت أن أقول له إنني أنا أيضاً جادة ! .. ولكنني (أبداً أبداً) لن أتركه يسجنني داخل دائرة مرسومة بالطباشير على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما .. لن أتركه يسجنني ، لا باسمه ، ولا باسم الحب ، ولا باسم الشهرة ولا باسم أحد .
آه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ...
ها أنا ألحظ للمرة الاولى ، وبرعب ان الحرف الأول من اسمك هو جزء من دائرة فلا تتابع رسمها حولي !
الساعة مستديرة لكن رمل الزمن صحارى من الأسرار تسخر من الاشكال الهندسية . وأنا أكره الدائرة ، واكره المربع والمثلث وسأخرج في مظاهرة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع وكل ما هو مغلق كالسجن ! ... وحدها النقطة المتحركة أحبها أما الخطان المتوازيان فيثيران حزني لركضهما إلى الأبد دونما لقاء ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ... إلى شاطئ البحر أهرب منك وأقف وحيدة وبطبشورة الحرية أرسم دائرة غير مغلقة ، مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والأق وأقفز داخلها ، وأركض منها إلى البحر .. البحر .. البحر ... البحر ...