- سهى باشرين: استحواذ الرجل بصنع القرار يحرم المرأة الحصول على احتياجاتها أكد نبيل الصوفي رئيس تحرير موقع نيوز يمن الإخباري أن أبرز معوقات التحول الديمقراطي في اليمن يكمن في أن الديمقراطية لم ترقَ لدى الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لتصبح مشروعاً يعمل الجميع على ترجمته على أرض الواقع، وانما ما يجري الآن هو أن الأحزاب تستخدم الديمقراطية للوصول إلى تقاسم للحصص الانتخابية، في الوقت الذي هي بعيدة تماماً عن جعلها نهجاً فاعلاً داخل أطرها التنظيمية ، جاء ذلك في ورقة العمل التي قدمها في الملتقى الديمقراطي النسوي الذي احتضنته تعز يوم أمس ونظمه منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان وبالتعاون مع مؤسسة السعيد الثقافية ، والذي تناول «معوقات التحول الديمقراطي والمشاركة السياسية للنساء» حيث أشار الصوفي إلى أن الأحزاب السياسية ما زالت تعتقد أن الديمقراطية هي حرية القول، وحمل الصوفي المجتمع ، والفرد تحديداً، مسئولية إحداث التحول الديمقراطي ليصبح سلوكاً وممارسة لدى الجميع في البيت والمدرسة والوظيفة حيث قال : «قبل أن نطالب الآخر الالتزام بالنهج الديمقراطي يجب علينا الالتزام به أولاً كمشروع ذاتي لكل واحد منا»، واستهجن الصوفي نقد الأحزاب المعارضة لنهج الحزب الحاكم في تطبيق الديمقراطية.. معتبراً أن نقدها ليس له مبرر سوى سبب واحد وهو أن المعارضة لا تستطيع تطبيق ما يقوم به الحاكم فقط.. كما واصل تناوله لمعوقات التحول الديمقراطي والتي ضمنها غياب الجهات المختصة والمعنية بالديمقراطية عن أغلب الفعاليات والندوات والأنشطة التي تعنى بهذه التجربة ، لتصبح النخب المثقفة والقائمون على هذه الأنشطة هم من يحاورون أنفسهم بأنفسهم.. كما أن الحركة الثقافية حسب ما أكده الصوفي تعيش النقد المطلق للآخر ولا تعمل شيئاً تجاه التحول الديمقراطي في اليمن.. فالمثقفون يريدون أن يغيروا كل شيء في الدنيا ولكنهم لا يقبلون بالتغيير في أنفسهم وسلوكهم بل يكتفون بالتنظير للآخرين.. كما أورد الصوفي الخطاب الديني في اليمن بمختلف مدارسه ومذاهبه كواحد من معوقات التحول الديمقراطي ، حيث أشار إلى أن جميع المدارس والمذاهب الدينية تختلف في الكثير من المسائل والقضايا بدءاً من العقيدة إلى أركان الوضوء ، لكنها تتفق جميعها في أن الديمقراطية لا تعني لها شيئاً ، فالخطاب الديني في اليمن يقول إنه ضد الأفكار الوضعية ، بينما الفكر الديني كله من وضع بني البشر، فلا يزال التاريخ يجرنا حتى اليوم ، والمرأة ما زالت في صورة واحدة لخطاب المسجد ، وهي تلك التي يحذرون منها بنشر الفتنة في الشوارع، وأضاف الصوفي: إن حرية تبادل المعلومات والحصول عليها لا تزال محكومة بقيود مشددة ، خصوصاً ما يعتمل داخل الأحزاب التي يتصدرها حزب الإصلاح فهو لا يتيح لأحد من خارج عضويته دخول أي اجتماع من اجتماعاته. الأخت سهى باشرين عضوة تحالف وطن تناولت في ورقتها أهمية المشاركة السياسية للنساء في صنع التحول الديمقراطي ، حيث قالت : تأتي أهمية مشاركة المرأة السياسية من واقع أن النساء يشكلن 50% من سكان العالم و50% من قوة العمل، وقبل ذلك فإن مشاركة المرأة حق إنساني إلى جانب أن استحواذ الرجل على مراكز صنع القرار يحرم المرأة من الحصول على احتياجاتها التنموية وطرح همومها ومطالبها .. هذا وكانت الأخت بلقيس اللهبي ضابط برامج منتدى الشقائق قد استعرضت أبرز الفعاليات والأنشطة التي قام بها المنتدى في مجال تعزيز دور المرأة في التمكين السياسي خلال الأعوام الماضية.. وفي الختام تم إثراء الموضوع بعدد من المداخلات والنقاشات من قبل عدد من الأكاديميين والناشطين الحقوقين والمهتمين بقضايا المرأة ، وسيواصل الملتقى الديمقراطي عقد عدد من الندوات في هذا الجانب في عدد من المحافظات خلال العام الجاري.