تحدث الانبياء والعلماء والادباء والعظماء عن الحب فقالوا عنه الكثير. ففي السنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم جاءت أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم «والله لن تؤمنوا حتى تحابوا» وقال أيضاً:« لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه وماله وولده ونفسه التي بين جنبيه». سئل أحد الحكماء عن الحب فقال «الحياة بلا حُب بلا معنى». جاء في إحدى قصائد الشاعر الكبير«فاروق جويده». ماعاد يادنيا وقت للهوى ماعاد نبض الحب في وجداني الحب أن نجد الأمان مع المنى أن يشعر الإنسان بالإنسان وقال الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني في إحدى قصائده : وما الحب إلا جنون الحياة وجانبها الغامض المشكل إذاً الحب ظاهرة طبيعية في الإنسان وحثت عليها الديانات السماوية،وتحدث عنها العلماء والآدباء والشعراء والحكماء،وهنا نتساءل عن الدور الذي يمكن التربية بمؤسساتها المختلفة في تهذيب هذه الظاهرة وجعلها تمر في مدارها الطبيعي المنسجم مع تعاليم السماء والحكمة من خلق الإنسان، حيث يمكن أن تقوم مؤسسات التربية بدور كبير في إبراز هذه الظاهرة وإبراز دورها في خلق مجتمع قائم على بين أبنائه وأجياله. فالبيت والتي تعتبر المؤسسة التربوية الأولى تقع عليها مسؤولية تربية النشء على التعامل مع هذه الظاهرة في إطار الاخلاق والقيم النبيلة التي رسمها لنا ديننا الإسلامي الحنيف،حيث يستطيع الأب والأم أن يكتسب ثقة أبنائهما وتربيتهما على قول الصدق في كل أمور حياتهما وفتح باب الحوار معهم ومناقشتهم في كل صغيرة وكبيرة وأن يشعروا أبناءهم بوجود الحب ودفئه داخل المنزل حتى لايخرجوا عنه في الخارج،ويقعوا في أخطاء يصعب معالجتها فيما بعد. وكذلك يمكن للمؤسسات التربوية الأخرى كالمسجد ووسائل الإعلام المختلفة توضيح الصورة المثالية النقية للتعامل مع هذه الظاهرة دون خوف أو خجل أو اسفاف. في هذا المنطلق تتضح أهمية الدور التي تلعبه التربية ومؤسساتها المختلفة في تصحيح مسار هذه الظاهرة التي باتت تثير قلق الكثير من الناس. إن التربية السليمة لأفراد المجتمع القائمة على قول الصدق وتعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم واحترام آرائهم واختياراتهم وتوجيههم التوجيه السليم القائم على الحوار والمناقشة عن الضغوط والاكراه وتشجيع الأبناء على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم وتحمل مسؤولية هذه القرارات هي في نظرنا أهم الأسس لتهذيب هذه الظاهرة وجعلها في مكانها الصحيح. الإنسان العاجز عن الحب على نشر الفضيلة والقيم النبيلة الذين يكرهون الناس ويحقدون عليهم لاينتظرون منهم خير لهذا الوطن. الأمة القادرة على ممارسة الحب السليم بين أفرادها،هي الأمة القادرة على العطاء والابداع والابتكار والقادرة على النمو والتطور. *نائب عميد كلية التربية لشئون الطلاب جامعة تعز