- أكاديميون: مثيرو الفتن لا يفرقون بين الشاة والخروف والتحريض باسم الله عدوان على الحرية ما تزال ثقافة التحريض والتجريم باسم الله والفضيلة تعشعش في عقول من نصبوا أنفسهم حراساً للدين من مظاهر الدعارة والفسوق حسب ما يمليه فقه المصلحة لا الفقه الإسلامي، حيث تصدر مشائخ حزب الإصلاح الإسلامي قائمة المحرضين ضد الفنانة أصالة والتي من المقرر أن تصل يوم غدٍ الأربعاء إلى عدن لإقامة حفل فني يوم الاحتفال بعيد الحب، وبلغت حملة التحريض أوجها أمس الأول وخرجت إلى الشوارع في لافتات كبيرة تحمل عبارات التجريم والإدانة المسبقة. عدد من الباحثين والمراقبين عبروا عن استغرابهم لتخاذل مشائخ الإصلاح في اليمن عن دعم الحملات التي ينظمها مجموعة من الفنانين ومنهم الفنانة أصالة لمكافحة مظاهر العري والإباحية بالتعاون مع حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين في مصر وقالوا في تصريحات ل(الجمهورية): الغريب أن هؤلاء المشائخ وبدلاً عن وقوفهم إلى جانب الفنانين يقومون بحملات تحريضية ضدهم ويصمونهم بالمجون والخلاعة. ففي هذا الصدد أكد الكاتب الصحفي نبيل الصوفي رئيس تحرير موقع نيوز يمن، رئيس تحرير الصحوة السابق أن الموقف بقدر ما يعكس الجهل بفقه الأولويات فإنه يعكس موقف الثقافة الاجتماعية القبلية السلبي في الفن والمرأة على اعتباره لا يمثل موقفاً سياسياً للإصلاح ولا فقهياً مسئولاً، وأشار إلى أن من يلجأ إلى التحريض ليس لديه استعداد للحوار أو النقاش فهو ينطلق من موقف دوغمائي يدعي احتكار الدين والحقيقة والفضيلة ويريد أن يفرض وصايته على الآخرين، بحيث يبقى التجريم والتحريض باسم الله والدين والفضيلة عدواناً وتعدياً على حرية الآخرين وليس ممارسة لحرية الرأي. واستنكر الصوفي تخاذل الوحدات السياسية في «الإصلاح والمشترك» تجاه هذه الثقافة الاجتماعية وقال: إن توريط كبار العلماء بالتوقيع والمشاركة في هذه الحملات من قبل بعض الشباب المندفع أصبحت ظاهرة مألوفة والغريب أن الكثير من العلماء الذين وقعوا يحضرون مهرجانات مماثلة في الخارج..من جهته قال الباحث في الفقه الإسلامي الأستاذ عبدالعزيز العسالي: إن هذا الموقف المسبق من مهرجان أصالة ناتج عن تصرفات بعض مثيري الفتن الذين لا يفرقون بين الشاة والخروف وليس فقط بين أصالة ونانسي عجرم. وژأضاف: تأسيس جمعية مكافحة العري والإباحية موقف إيجابي للفنانة أصالة ويجب تعزيز هذه الخطوات بدعم العلماء لها حيث إن عدم تدعيم الإيجابيات يعد تدعيماً للسلبيات، ومحاربة هؤلاء الفنانين مشاركة حقيقية في نشر ثقافة الإباحية والتحلل. وتساءل العسالي أين كان هؤلاء الذين تذكروا قضية غزة المحاصرة ليلة عاشوراء يوم كانت غزة تعيش أحلك ظروفها هل كانوا ينتظرون قدوم الفنانة أصالة إلى اليمن حتى يتذكرون فجأة قضية غزة وقضية التأزم المعيشي وقرروا مواجهة هذا التأزم بإعلان الحرب عليها لأن ترفيه الجياع والتخفيف من كآبتهم وأحزانهم مضر بالصحة حسب آخر إعلانات خطباء الهم والغم والعبوس والكراهية. إلى ذلك قال الباحث مجيب الحميدي - صاحب كتاب «فقه الغناء والمعازف عند الإمام الشوكاني»: إن من يغلقون على الناس أبواب المباح يفتحون لهم أبواب الحرام من حيث لا يشعرون، وأكد اتهامه لفتاوى التحريم بالمسئولية عن انغماس بعض أهل هذا الفن في كثير من المخالفات، وارتكابهم للكثير من المحظورات وبالمستوى الهابط الذي وصلت إليه الأغنية لأن المستوى الرفيع من الأغاني النظيفة لا يجد من يشجعه ويقوم بتدعيمه وتعزيزه ويمنحه المشروعية والرضا الذاتي. وقال: إن ما يفعله فقهاء التحريم هو دفع هذا اللون من الغناء المباح بالتحريم ومساواته بكافة أنواع الغناء فيغلقون بذلك آفاق الحلال، فتتوسع آفاق الحرام وتزداد انتشاراً يوماً بعد آخر في ظل غياب المنهجية العلمية التربوية الرشيدة في مواجهة وحصار المحرمات، وأكد الحميدي أهمية إعداد خطباء الجوامع وتزويدهم بالمعارف الإنسانية والاجتماعية إلى جانب العلوم التقليدية ومنها نظريات التعلم السلوكية والمعرفية الحديثة في علم النفس التجريبي والمعرفي للاطلاع على قوانين الدافعية والاستعداد والاقتران والتعزيز ..وقال: إن العوائق التي تحول اليوم دون استئناف الحياة الإسلامية بصورة طبيعية كثيرة ومعقدة ولا يمكن مواجهتها بالدعوات السطحية التي قد تضر من حيث تظن أنها تحسن صنعاً. إلى ذلك أكد مروان الخالد «مدير الشركة المنظمة للحفل الفني ل «الجمهورية» حضور الفنانة أصالة نصري وزوجها طارق العريان وأنهم سيعقدون مؤتمراً صحافياً في عدن يتناول مسيرتهم الفنية. وكان موقع «إسلام أون لاين.نت» قد نشر تقريراً عن حملة مكافحة العربي والإباحية في الفن التي دشنها المشرفون على موقع حماسنا المحسوب على حركة «حماس» وجماعة الإخوان المسلمين.. ووجه المشرفون على الحملة «شكراً خاصاً» للمطربة أصالة نصري التي شاركت منذ سنوات في تأسيس جمعية ضد مظاهر العربي والإباحية في فرنسا وتصرح دوماً بأنها ضد ثقافة العربي التي انتشرت في أغاني الفيديو كليب.