هاجمت شخصيات حزبية معارضة تنتمي لأحزاب «اللقاء المشترك»أمس السبت البرلماني الإصلاحي فؤاد دحابة الذي كان أطلق تصريحات نارية متشددة تحرم مهرجان عدن الفني الاول المزمع إقامته يوم الخميس القادم بعدن وتحييه الفنانة السورية أصالة نصري ومعها فنان الشباب المصري عصام كاريكا، واستنكرت هذه الشخصيات دعوة البرلماني دحابة لمنع إقامة المهرجان بذريعة أنه سينشر المجون وهو ما يمكن اعتباره مؤشراً لرغبة الجناح المتشدد في حزب الإصلاح لتطبيق شريعة إمارة طالبان التي تحرم الغناء والموسيقى والفنون. وقيم مراقبون دعوة دحابة وهو رجل دين وخطيب جامع مراهق ونائب عن حزب الإصلاح في البرلمان ولا يتجاوز عمره الثلاثين عاماً إنها بمثابة «رسالة تهديد» مبكرة من المتشددين في حزب التجمع اليمني الإصلاح(الإخوان المسلمين) لمنع دخول اليمن في عضوية مجلس التعاون الخليجي الذي تقام في مدنه وعواصمه مهرجانات للغناء والموسيقى فصلياً وسنوياً. وقال نقيب الصحافيين السابق عبدالباري طاهر في تصريحات لوكالة «يونايتد برس انترناشنال» الأمريكية نشرت أمس السبت «إن مثل تلك الدعوات...عودة إلى عصور الظلام والجهل وتقدم اليمن على أنها دولة خارج العصر». الى ذلك انتفدت الناشطة توكل كرمان رئيس منظمة «صحفيات بلا قيود» هذه التصريحات قائلة «أمام هذا التوجه الجديد للإسلاميين الذين يحاولون تقديم أنفسهم للعالم كمعتدلين يظهر تفكير التكفيريين الجدد في اليمن نقيضا حادا للخطاب الإعلامي المطروح في وسائل إعلامهم ويضع في حال السكوت عنه مستقبل البلد برمته تحت رحمة عصا شيخ متزمت أو لحية خطيب مراهق». وفي أعقاب قيام عناصر تخريبية متشددة يعتقد بانتمائها لحزب الإصلاح بأعمال تحطيم للافتات الإعلانية وملصقات دعاية الحفل في بعض المحافظات، طالب منظمو الحفل من السلطات المحلية بمحافظة عدن ضبط من يقومون بالاعتداء على ممتلكات الآخرين وتحطيمها، مؤكدين أن تلك الأعمال تعد استهدافاً لمدينة عدن وضمن برنامج منظم للإساءة لسمعة اليمن واليمنيين. وتوقع المنظمون أن يشهد المهرجان الفني إقبالا مميزا نتيجة لما تتمتع به الفنانة أصالة من شعبية في أوساط اليمنيين والشعوب العربية. من جانبه قال المنشد الديني علي المقري إن «تجريم المهرجان يشير للحال الذي بلغه المسلمون من الانحطاط الفكري الذي أوصلهم إلى ما هم عليه ومن ذلك تكفير بعض «الشيوخ» للموسيقى والغناء والرسم». وجاءت تصريحات المقري ردا على الحملة التي تبناها أحد البرلمانيين الإصلاحيين حيث أبدى استغرابه قائلا إن «العرب والمسلمين لم يطوروا فنون الأمويين والعباسيين.. ولم يواصلوا زخارف وتشكيلات (سمرقند واصفهان واسطنبول وبغداد وصنعاء ودمشق).. وأنهم(المسلمون العرب) يقومون حالياً ببناء مساجد عمادها الأسمنت وروحها الأسمنت». وقال»حين تدخل إلى أحد المساجد التي بنيت في أزمنة الانحطاط هذه لن تجد إلا خطيبا مكشرا لا يمكن له أن يبتسم أو يخاطب الحضور بمحبة وسط جدران من الاسمنت». وأشار المقري إلى أنهم «حينما يقولون إن الغناء حرام والموسيقى والرسم حرام فأنهم ينطلقون من هذه الروح الإسمنتية التي لا تعرف الجمال ولم تتبع صوت الله وهو يتهجد بصوت صاف ينبعث من ثنايا الطيبين وهم يرددون ((يا الله .. يا الله)) مع كل خفقة روح منتشية لطرب أو نغم أو لون بهيج». ورحب الفنان المقري بصاحبة الصوت العذب والبهيج الفنانة أصالة وقال «أهلا بها في قلوبنا قبل منازلنا ووطننا، كما ألف أهلا بفيروز وماجدة الرومي ومارسيل خليفة ونصير شمة ونانسي عجرم وكل صوت جميل أهلاً بهن وبهم ليعيدوا لنا طمأنة الصفاء ونشوة البهجة في زمن ليس فيه ما يبهج». مجيب الحميدي وهو عضو في الدائرة الإعلامية بالتجمع اليمني للإصلاح وصحفي في صحيفة «الصحوة» انتقد بدوره الهجمة ضد الحفل الفني عندما ذكر بكتابه(الغناء والمعازف عند الشوكاني) والذي كان أصدره بعد منع صحيفة «الصحوة» من نشر أخبار فعاليات مهرجان صنعاء عاصمة للثقافة العربية عام 2004م، حيث شنت صحف حزب الاصلاح آنذاك هجوماً شديداً على قيام فرقة موسيقية ألمانية بعرض سيمفونية بيتهوفن على مسرح مفتوح في الهواء الطلق بمنطقة السايلة في صنعاء القديمة، وهي المنطقة التي كان النظام الامامي يقيم فيها مشانق للآلات الموسيقية بناء على فتاوي فقهاء النظام الإمامي الذي استمد منهم النائب الاصلاحي دحابه أفكارهم المتشددة التي تعتبر الموسيقى حراماً وكفراً.