دفع الارتفاع الكبير لأسعار الطاقة في الأردن مؤخرا كثيرا من الأردنيين للعودة إلى الأساليب البدائية البسيطة في التدفئة، تجنبا لفاتورة الوقود التي رفعتها الحكومة يوم الجمعة الماضي 8-2-2008 بنسبة 76%، وعاد كثير من الأردنيين خاصة الفقراء ومتوسطي الحال إلى استخدام الحطب، ومخلفات معاصر الزيتون كوقود للتدفئة في منازلهم. وتنتعش في الأردن هذه الأيام تجارة الحطب والمدافئ المنزلية التي يُستخدم فيها، كما تنتشر أنواع مختلفة من مواقد النار التي يجري ترويجها كبدائل عن وسائل التدفئة المعروفة التي تعمل على الكيروسين (الكاز) أو الغاز أو السولار، وهي المشتقات النفطية التي شهدت أسعارها ارتفاعات متوالية في العامين الماضيين، انتهت إلى الارتفاع الأكبر في تاريخها يوم الجمعة الماضية. وكانت أسعار المحروقات قد ارتفعت اعتبارا من الجمعة الماضية؛ تنفيذا لقرار حكومي بتحرير المشتقات النفطية ورفع الدعم عنها كليا، حيث ارتفعت بموجب ذلك أسعار الكيروسين (الكاز)، والسولار بنسبة 76%، والغاز بنسبة 53%، والبنزين بنسبة 34%، لتكون هذه هي الزيادة الأعلى على الأسعار في تاريخ المملكة. ويُعتبر الفقر عاملا مهما في انتشار هذه البدائل التي يزداد الاعتماد عليها مع كل ارتفاع جديد يطرأ على أسعار المشتقات النفطية، وفقا لما ترى نائبة رئيس جمعية البيئة الأردنية سلوى خيري التي تقول: إن الاعتداء على الغابات والأشجار تزايد مؤخرا، وتحول إلى "بيزنس واستثمار للبعض". وتشير سلوى خيري في حديثها ل"الأسواق.نت" إلى أن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية أدى إلى ظهور طبقة من التجار الذين يقومون بقطع الأشجار بصورة عشوائية لتأمين الحطب، ومن ثم بيعه للفقراء والمحتاجين الذين يقومون أيضا بقطع الأشجار لتأمين احتياجاتهم من وقود التدفئة البديل. وشهدت أسعار الحطب ومخلفات معاصر الزيتون التي يسميها الأردنيون "الجفت" ارتفاعا كبيرا في العامين الأخيرين، حيث قال كل من عبد الستار والصمادي: إن طن الحطب العادي يدور سعره حول المئة دينار، فيما يرتفع حطب الزيتون ليباع ب120 دينارا، ويتراوح سعر حطب البلوط الأكثر كفاءة بين 170 و180 دينارا للطن الواحد. قبل نحو عامين فقط، كان سعر طن الحطب لا يتجاوز ال50 دينارا في الأردن، كما كان سعر الطن من مخلفات الزيتون لا يتجاوز 30 دينارا ارتفع ثمنه ليصل إلى أكثر من 80 دينارا حاليا.