تشتمل أجواء المنازل على كل من ملوثات كيميائية وبيولوجية وفيزيائية.. وسيتم في هذا السياق التطرق لأخطر الملوثات الكيميائية التي تلوث منازلنا. أول أكسيد الكربون أول أكسيد الكربون غاز عديم اللون والطعم والرائحة وخانق عند مستويات مرتفعة، ويعتبر المنزل غير ملوث بأول أكسيد الكربون إذا لم يتجاوز تركيز هذا الغاز به 5 أجزاء من المليون، ويصل هذا التركيز في حالة استخدام مدافىء الغاز إلى مابين 5 - 15 جزء اًمن المليون وقد يتجاوز تركيز 30 جزءاً من المليون عند استخدام مدافىء منزلية سيئة التهوية ويؤدي إلى الوفاة عند تركيز 800 جزء من المليون إذا ما تم التعرض له لمدة ساعتين، وأكثر المتضررين من ارتفاع مستويات أول أكسيد الكربون بالمنزل الأطفال، وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي والقلب وأكثر الأعضاء تأثراً هي القلب والدماغ والعضلات بسبب حاجتها إلى كميات كبيرة من الأكسجين.. وتشتمل مصادر أول أكسيد الكربون في المنزل على كل من مدافىء الغاز والكيروسين غير المهواة والتسرب من عوادم المداخن والأفران واحتراق الفحم والخشب والكيروسين وكذلك التدخين إضافة إلى البيئات الخارجية وبالذات من كراج المنزل، وتشبه أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون أعراض الإصابة بالإنفلونزا ويتضح ذلك عند إصابة جميع القاطنين بالمنزل بهذه الأعراض دون أن تزول مع المعالجة ويتراوح تأثير ارتفاع مستويات أول أكسيد الكربون في أجواء المنزل من الصداع والدوخة وآلام الصدر والغثيان والإعياء وحتى الوفاة تبعاً لمستوى التركيز داخل المنزل فعندما يدخل أول أكسيد الكربون إلى الجهاز التنفسي ثم يمتص من الرئتين إلى الدم يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى كربوكسيل الهيموجلوبين ومن ثم ينخفض مستوى الأكسجين الذي يصل إلى أنسجة الجسم إضافة إلى تعطيل عمل الأهداب التي تساعد على تنظيف الهواء الداخل إلى الرئتين.. يعتبر غاز أول أكسيد الكربون من أشد الغازات السامة الملوثة للهواء ويتراوح تأثير هذا الغاز على صحة الإنسان تبعاً لتركيزه مابين الصداع والشعور بالغثيان والإعياء والتقيؤ وصعوبة التنفس وارتخاء العضلات وقصور في آداء الشريان التاجي وقد يصل الأمر إلى الغيبوبة والموت وقد وجد في بعض الدراسات والتجارب على الإنسان وبعض الحيوانات المخبرية أنه عندما يصل تركيزه 50 جزءاًمن المليون ولمدة ستة أسابيع فإن ذلك يؤثر على عمل القلب والدماغ وتقل القدرة على التركيز وتقدير الأوقات وضعف قدرة الجسم على العمل وكذلك يؤثر على حدة الرؤيا وعندما يصل التركيز إلى 85 جزءاً من المليون فإن فاعلية الدم لنقل الأكسجين تقل بمعدل 15، كما وجد أن التعرض لتركيز 100 جزء من المليون لعدة ساعات يسبب الدوران والشعور بالتقيؤ وصعوبة بالتنفس وارتخاء العضلات وإذا وصل التركيز إلى 750 جزءاً من المليون فإن ذلك يؤدي إلى غيبوبة قد يتبعها وفاة، وعندما يصل تركيز غاز أول أكسيد الكربون إلى 1000 جزء من المليون فإن ذلك يسبب الوفاة حالاً، ويعزى تأثير هذا الملوث إلى القدرة على الاتحاد مع هيموجلوبين الدم بدلاً عن الأكسجين مكوناً كربوكسيل الهيموجلوبين.. ويمكن أن نتصور سرعة تكون كربوكسيل الهيموجلوبين إذا عرفنا أن قدرة غاز أول أكسيد الكربون للاتحاد مع الهيموجلوبين تفوق 250 مرة مقدرة اتحاد الأكسجين مع الهيموجلوبين. غاز ثاني أكسيد الكربون هذا غاز عديم اللون والرائحة وكما أنه خانق يسبب الغيبوبة والوفاة عندما يصل تركيزه 100 ألف جزء من المليون من الهواء، وبالعادة فإن تركيز ثاني أكسيد الكربون داخل المنزل أعلى من تركيزه خارجه ويعتبر المنزل غير ملوث بهذا الغاز إذا لم يتجاوز تركيزه 1500 جزء من المليون. وتشمل مصادر غاز ثاني أكسيد الكربون بالمنزل على عمليات الطهي وعمليات التدفئة والتدخين والأنشطة الإيضية للكائنات الحية بالمنزل كتنفس قاطني المنزل والحيوانات الأليفة التي تشاركهم المنزل كما ينتج هذا الغاز بفعل الكائنات الدقيقة أثناء تخمر السكاكر ويدخل إلى المنزل من البيئة الخارجية، ويسبب ثاني أكسيد الكربون تخريساً للأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي وصعوبة التنفس وتلف شبكية العين والتحسس للضوء. المراجع: الأطفال والتلوث البيئي - مؤسسة اليمامة الصحفية الرياض - اليونيب. تلوث هواء المدن