أكد الدكتور عبداللّه القدسي أن اللهجات اليمنية القديمة كانت المكون الأساسي للغة العربية الفصحى..مشيراً في محاضرته عن الظواهر اللغوية في اللهجات اليمنية بين القديم والحديث والتي ألقاها أمس في منتدى السعيد الثقافي إلى أن اللهجات اليمنية استوعبت المشتقات اللغوية وتشعبت في استخداماتها على عكس اللغة العربية الفصحى التي حددت استخدامات معينة لبعض الألفاظ، مما يجعلنا نقول: إن اللهجات اليمنية كانت أصلاً للغة القرآن. وأشار الدكتور القدسي إلى أن الدراسات اللغوية اليمنية بدأت في بداية القرن التاسع عشر من قبل علماء الآثار والتاريخ، وكانت مصادرهم الوحيدة هي النقوش اليمنية القديمة التي يعود أقدمها إلى القرن الثامن قبل الميلاد. منوهاً إلى أن تلك النقوش تشير إلى وجود اختلافات بين اللهجات اليمنية القديمة إبان الدول اليمنية قبل الميلاد مما يفسر ماهو موجود حالياً من تباين في لهجات المناطق اليمنية المختلفة. وساق المحاضر عدداً من الأمثلة اللغوية في اللهجات المنتشرة اليوم في كثير من مناطق اليمن، وأرجع أصلها إلى المعاجم والمصادر اللغوية، كتغير عدد من حروف أواخر ألفاظ الإشارة، وتعدد أدوات التعريف في عدد من مناطق اليمن. وعبر الحضور عن استمتاعهم بالمحاضرة التي وصفوها بأنها كشفت لهم أسراراً لغوية لم يكونوا يعرفون عنها شيئاً بالرغم من استخدامها اليومي..