مجلس النواب يثمن موقف باكستان الشجاع تجاه إيران    وزير الشباب يلتقي رئيس نادي شباب ملاح ويشيد بدور الأندية في تنمية وعي الشباب    أمين عام الإصلاح يعزي البرلماني صادق البعداني في وفاة زوجته    احتجاجات غاضبة في حضرموت بسبب الانقطاعات المتواصلة للكهرباء    البكري يبحث مع مدير عام مكافحة المخدرات إقامة فعاليات رياضية وتوعوية    الوصفة السحرية لآلام أسفل الظهر    اليمن يستهدف عمق الكيان    الأمم المتحدة:نقص الدعم يهدد بإغلاق مئات المنشآت الطبية في اليمن    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    تصنيف الأندية المشاركة بكأس العالم للأندية والعرب في المؤخرة    دخول باكستان على الخط يسقط خيار الضربة النووية الإسرائيلية    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    بايرن ميونخ يحقق أكبر فوز في تاريخ كأس العالم للأندية    أرقام صادمة لحمى الضنك في الجنوب    الانتقالي ومعايير السيطرة في الجنوب    التوقعات المصيرية للجنوب في ظل الحرب الإسرائيلية الإيرانية    مستشار بوتين.. انفجار النهاية: إسرائيل تهدد بتفجير نووي شامل    للكبار فقط...    اغلاق السفارة الامريكية في اسرائيل وهجوم جديد على طهران وترامب يؤمل على التوصل لاتفاق مع إيران    خلال تفقده الانضباط الوظيفي في وزارتي النقل والأشغال العامة والنفط والمعادن    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «الأخيرة»    الأمم المتحدة.. الحاضر الغائب!!    مجلس الشيوخ الباكستاني يوافق بالإجماع على دعم إيران في مواجهة العدوان الصهيوني    صحيفة امريكية تنشر تفاصيل عن عملية الموساد في إيران    ثابتون وجاهزون لخيارات المواجهة    عراقجي: امريكا واوربا تشجع عدوان اسرائيل والدبلوماسية لن تعود إلا بوقف العدوان    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    مرض الفشل الكلوي (8)    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    الحلف والسلطة يخنقون الحضارم بقطع الكهرباء    غاتوزو مدرباً للمنتخب الإيطالي    نائب وزير الخدمة المدنية ومحافظ الضالع يتفقدان مستوى الانضباط الوظيفي في الضالع    البكري يرأس اجتماعًا لوكلاء القطاعات العامة ويناقش إعداد خطة ال (100) يوم    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 15 يونيو/حزيران 2025    قوات الجيش تعلن إفشال محاولة تسلل شمال الجوف وتكبّد المليشيا خسائر كبيرة    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    انهيار جزئي في منظومة كهرباء حضرموت ساحلا ووادي    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    اليغري كان ينتظر اتصال من انتر قبل التوقيع مع ميلان    اسبانيا تخطف فوزاً من رومانيا في يورو تحت 21 عاماً    حضرموت.. خفر السواحل ينقذ 7 أشخاص من الغرق ويواصل البحث عن شاب مفقود    صنعاء.. التربية والتعليم تحدد موعد العام الدراسي الجديد    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    الأستاذ جسار مكاوي المحامي ينظم إلى مركز تراث عدن    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الجمهورية يستعرض التحولات التنموية والديمقراطية في بلادنا ورؤيته لإحلال السلام في المنطقة
في محاضرة أمام الفعاليات السياسية ورجال الأعمال والسفراء المعتمدين ببرلين
نشر في الجمهورية يوم 29 - 02 - 2008

- الانفجار السگاني يلتهم الموارد وتنظيم الأسرة لا يحتاج إلى قرار جمهوري
- العلاقات اليمنية الألمانية مبنية على الثقة وليس لألمانيا أطماع بشئوننا الداخلية
- أفغانستان ( محطة الإرهاب) وعلى الدول الغنية الاستثمار في الدول الفقيرة لمحاربته
التقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مساء أمس في برلين بعدد من الفعاليات السياسية والثقافية والأكاديمية وأعضاء جمعيتي الصداقة العربية الالمانية، واليمنية الالمانية ورجال الأعمال والإعلام والسفراء العرب وعدد من السفراء الأجانب المعتمدين لدى ألمانيا وذلك بمقر منظمة فريدريش إيبرت الألمانية .
حيث ألقى فخامته محاضرة تناولت العلاقات اليمنية الالمانية ونتائج مباحثاته مع المسئولين الالمان بالإضافة الى تناول منجز الوحدة اليمنية وتحقيقها بالطرق السلمية وأوجه التشابه مع تجربة الوحدة الالمانية والعديد من التطورات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في اليمن بالإضافة الى العديد من التطورات الاقليمية والدولية .
وقال الأخ الرئيس في محاضرته: يسعدني ان أتحدث اليكم من برلين عاصمة الوحدة والحرية والديمقراطية حول المستجدات في الساحة اليمنية وأستعرض الاوضاع في منطقة الشرق الأوسط وسأبدأ بتناول العلاقات اليمنية الالمانية وهي علاقات صداقة جيدة ومتميزة ومتطورة وهناك تشابه في العلاقات بين البلدين في تجربتهما الوحدوية فلقد استعاد كل من البلدين وحدته بعد سنوات من التشطير وتحققت الوحدة اليمنية والوحدة الالمانية في وقت زمني متقارب وعلى وجه الخصوص بعد انهيار المنظومة الاشتراكية ونحن في اليمن استعدنا وحدتنا في عام 1990م بطرق سلمية ديمقراطية رغم مارافقها بعد ذلك من أحداث وأزمات في الأعوام 1992 - 1993م وانتهت بحرب عام 1994م ، التي دامت 77 يوماً ودفعنا ثمناً باهظاً لهذه الوحدة دماء زكية وغالية علينا وأسفر ذلك عن تدمير للاقتصاد اليمني الذي تكبد خسائر بأكثر من 11 مليار دولار في بلد فقير ودخله متواضع وعدد سكانه يتزايد، ولكن مع ذلك فقد انتصرت الحرية والديمقراطية وانتصرنا على قوى الردة والانفصال وترسخت الوحدة وترسخ النظام السياسي التعددي، وحيث قام هذا النظام بعد 22 مايو 1990م على الحرية والديمقراطية ومشاركة المرأة واحترام حقوق الانسان وحرية الصحافة وكانت هذه المبادرة تمثل خطوة غير مألوفة في المنطقة .. ولذلك جاءت تلك الأحداث والأزمات التي واجهناها خلال أعوام 92 - -93 94م ،ولكن بحمد الله ترسخ نظام الجمهورية اليمنية، والذي هو محصلة ماكان يسمى الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية وهو نظام قائم على التعددية السياسية والديمقراطية، وحيث يوجد في اليمن اليوم حوالي 22 حزباً ومستقلون وتوجد في اليمن مؤسسة ديمقراطية حقة تتنافس في ظلها الاحزاب تنافساً مشروعاً وحقيقياً وليس بنسبة 99.9 بالمائة ولكنها ديمقراطية شفافة وحرة تتنافس في ظلها الاحزاب عبر البرامج .
وأضاف فخامته :وقد جرت في اليمن 3 دورات انتخابية برلمانية تعددية بعد الاستفتاء الذي جرى على دستور الجمهورية اليمنية وانتخابات رئاسية مباشرة لدورتين في اطار تنافسي بين حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة والموجودة في البرلمان وآخرها الانتخابات التي جرت عام 2006م..وكانت انتخابات حرة وشفافة في ظل وجود رقابة دولية شاركت فيها أكثر من منظمة دولية.
وقال فخامته : رغم أن بلدنا بلد فقير إلا أننا أغنياء بثروتنا البشرية والزيادة السكانية تشكل مشكلة بالنسبة لنا ، حيث يزيد معدل النمو السكاني عن 3 بالمائة وهذا الانفجار السكاني يلتهم كل مواردنا المحدودة من النفط والغاز والضرائب والجمارك بالإضافة إلى صادراتنا من الثروة السمكية والعسل، وتعدادنا السكاني يزيد عن 22 مليون مواطن وكلما تحسنت الموارد التهمها الانفجار السكاني.
وتابع قائلاً: نحن نبذل جهداً مع أشقائنا وأصدقائنا وعلى وجه الخصوص في الخليج لمساعدتنا، وقد عقد مؤتمر لندن للمانحين في نوفمبر وأبرز من ساهم فيه دول الخليج وفي المقدمة السعودية.. وبعض الدول الصديقة من الاتحاد الأوروبي ومنها فرنسا وبريطانيا والمانيا وهولندا وحصلت اليمن على حوالي 5 مليارات دولار ولمدة خمس سنوات من أجل تنفيذ مشروعات انمائية وعلى وجه الخصوص ما يخص البنية التحتية في إطار مكافحة الفقر وانهاء البطالة في صفوف الشباب وقد بدأ التنفيذ بنسبة 30 في المئة من هذه المنحة التي حصلنا عليها والبقية تحت الدراسة والبحث وفي مقدمة الدول المانحة هي المملكة العربية السعودية وهي اكبر دولة مانحة يليها قطر والامارات وعمان والكويت والبحرين.
وأضاف: كما تحدثنا فان التزايد السكاني يمثل بالنسبة لنا مشكلة كبيرة على مواردنا.. ولقد كنا ننتج قبل عام مضى 400 ألف برميل ولكن بدأ الانتاج يتضاءل شيئاً فشيئاً ولم ننتج سوى 300 ألف برميل وجزء منه يذهب للاستهلاك المحلي وبقية الانتاج نتقاسمه بين الحكومة والشركات المستثمرة العاملة في انتاجه .
وقال :ان الشركات العاملة في مجال النفط تبلغ 32 شركة ومن جنسيات مختلفة ، بريطانية وكندية وأمريكية وفرنسية وغيرها، ونحن ندعو الدول الشقيقة والصديقة للاستثمارات في اليمن ونحن نعتقد انه اذا جاءت الاستثمارات فان ذلك سيخفف علينا في الجانب الاقتصادي ونحن لانريد ضخ أموال في البنك المركزي بل نريد استثمارات توفر فرص عمل للشباب،ولدينا مناطق واعدة بالنفط والمعادن ونحن ندعو أيضاً للاستثمار في المناطق الصناعية وخاصة في المنطقة الحرة.
وقال الاخ الرئيس : لقد تحدثنا كثيراً عن الارهاب وفي أكثر من مقابلة ولقد قلنا بأن الحملات العسكرية والامنية لايمكنها أن تستأصل الارهاب .. فالولايات المتحدة الامريكية وهي دولة كبرى والقطب الكبير في هذا العالم لم تستطع أن تستأصل الارهاب من أفغانستان ومعها حلفاء من الاتحاد الاوروبي ومنها ألمانيا.
وأضاف: وجهة نظرنا في اليمن أن استئصال الارهاب يأتي من خلال مقارعة الفقر وأن تأخذ الدول الغنية بيد الدول الفقيرة ليس في اليمن فحسب بل في العديد من الدول النامية في آسيا وأفريقيا وفي موريتانيا والمغرب والسودان ومصر وغيرها من البلدان، فإذا تحركت الدول الغنية بإرادة قوية لمحاربة الارهاب فإن عليها أن توجه استثماراتها نحو الدول الفقيرة من أجل إيجاد تنمية وفرص عمل وهذا هو الذي يثبت الأمن ويقضي على الارهاب.
وتابع فخامته :نحن نقول لهذه الدول تعالوا واستثمروا وهذه هي الشراكة، أن نكون شركاء في الشرق الأوسط وأفريقيا ، لاشركاء فقط في استلام منتجاتكم وسلعكم ونكون سوقاً لها.. فمن أجل أن يكون هناك أمن واستقرار وسلم عالمي فان هذا يتطلب جهد الاسرة الدولية .. ذلك أن الحملات العسكرية وكما قلت لن يكتب لها النجاح فلم تنجح أمريكا وحلفاؤها في أفغانستان والعراق.
وقال فخامة رئيس الجمهورية : أفغانستان هي المحطة الرئيسية التي جاء منها الارهاب الذي نعاني منه اليوم في اليمن والعراق والصومال، وذلك بعد ان شجعت بعض الدول ومنها امريكا حكومة طالبان من أجل الاستيلاء على السلطة وقبل ذلك عندما كانت امريكا ومعها دول اوروبا تدفع الشباب للتوجه الى افغانستان لمحاربة المد الشيوعي هناك ، وهؤلاء الشباب هم الذين عادوا بعد ذلك إلى بلدانهم بأفكارهم المتشبعة بالعنف والتطرف وها نحن اليوم نعاني في المنطقة كما تعاني فرنسا وبريطانيا واسبانيا وفي أماكن كثيرة نتيجة تلك القناعات التي ترسخت لدى هؤلاء الشباب العائدين من افغانستان.. ثم جاء بعد ذلك نظام طالبان وطلبت منا بعض الدول ومنها امريكا الاعتراف بهذا النظام وقلنا لهم حينها ان هؤلاء شباب وليس لديهم تجربة ولكنهم للأسف شجعوا هذا التطرف، الآن كل الدول تجني هذا العنف نتيجة هذه السياسة..
وأضاف :في حقيقة الأمر نحن تعلمنا من أمريكا وأوروبا الحرية والديمقراطية ونتكلم بشفافية ودون زعل.. هذه السياسات نحن ندفع ثمنها جميعاً.. فلقد انتهت طالبان في افغانستان وجاء التحالف وهو موجود داخل افغانستان لاستئصال الارهاب..
وتابع قائلاً: بالنسبة للوضع في العراق نحن نقول دوماً لقوى التحالف المتواجدة في العراق: لماذا لايدعون للحوار بين كل القوى السياسية مثلما دعت المانيا لحوار بين القوى السياسية الافغانية وكانت خطوة صحيحة نسبياً وضعت لبنة صحيحة للنظام الافغاني.. صحيح ان هذا لم يحل مشكلة لكنه أرسى قاعدة لنظام سياسي يتم التعامل معه ونحن نقول للدول المتواجدة: لماذا لاتدعون كل الاطراف السياسية في العراق سواء مذهبية أو غيرها للحوار وباعتبار ان من يحل مشاكل العراق هم أبناؤه.. ونقول لهم تحاوروا فيما بينكم من أجل وطنكم ووقف العنف والمشاركة في بناء العراق.. وإذا كنتم تقولون بأن النظام السابق في العراق كان يذهب فيه المئات من الضحايا، الآن الآلاف من الضحايا يسقطون في ظل العنف الموجود لكن الاعلام الدولي لايتناول ذلك مثلما كان يتناول الأوضاع في عهد النظام السابق الذي أسموه بالنظام الديكتاتوري..
وقال فخامته :اننا نتحدث عن الصراع في منطقة الشرق الأوسط ،ورؤيتنا في اليمن ان السلام في الشرق الأوسط مفتاحه بيد اسرائيل أي بتنفيذ اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض ماقبل 5 حزيران عام 1967م وفي اعتقادي ان هناك إرادة دولية ونية للسلام وليس لإشعال الحرائق من أجل مبيعات الاسلحة، لأن هناك للأسف دولاً وشركات لاتريد ان تنطفئ بؤر التوتر في العالم ويمكن لهذه الشركات أن تحقق مصالحها في إطار السلام وبدون ان تكون صادراتها هي الاسلحة.. إذاً علينا كمجتمع دولي ان نضغط من أجل قيام الدولة الفلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية.. وأضاف : ليس صحيحاً بأن العرب والمسلمين ضد الديانة اليهودية بل يجب ان يكون هناك حوار بين الديانات والحضارات من أجل التعايش السلمي وكل انسان يؤمن بالآخر ، بمعنى ان تؤمن بوجودي كمسلم وأؤمن بوجودك كيهودي أو كمسيحي ولا ينبغي ان تعتدي على معتقداتي كما تنشر بعض الصحف في الدنمارك ولا نرى استنكاراً من أحد في أوروبا حول ذلك.
واستطرد الأخ الرئيس قائلاً : إنهم يمسون بمعتقداتنا وبنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام،وهو خاتم الأنبياء، الأمر الذي يستفز مشاعر أكثر من مليار مسلم .. وهذا يولد عوامل الصراع بين معتنقي الأديان وبين الحضارات،ولهذا نؤكد أهمية احترام الأديان والمعتقدات وأن نحرص على إرساء جسور التواصل والحوار ونبتعد عن مثل هذه التصرفات المسيئة التي لا تخدم التعايش السلمي بين معتنقي الأديان وتزيد الهوة بين الحضارات.
ومضى قائلاً : لقد تحدثت مع أصدقائنا في الاتحاد الأوروبي وأبلغناهم أن ما تنشره بعض الصحف من إساءة لمقدساتنا أمر سيء، ويسيء إليهم في المقام الأول،و طبعاً هم يرتبطون بمصالح مع الأمة الإسلامية ونحن كذلك نرتبط بمصالح معهم ولهذا ينبغي أن نقول للدنمارك، هذا أسلوب خاطئ وينبغي أن نقف جميعاً ضده.
وتطرق الأخ الرئيس،إلى الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية التي تتبناها اليمن والنجاحات التي حققتها في هذا الجانب.
وقال : لدينا برنامج للإصلاحات الشاملة،وحققنا فيه نتائج متميزة على صعيد تعزيز بناء الاقتصاد الوطني ومقارعة الفساد،والفصل بين السلطات وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني على المشاركة الفاعلة في خدمة التنمية في إطار النهج الديمقراطي الذي تتبعه اليمن ، فضلاً عن ذلك لدينا سلطة محلية أسهمت في تعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار.
وأضاف : ولدينا توجهات جادة حالياً لإجراء بعض التعديلات الدستورية لمنح مزيد من الصلاحيات للسلطة المحلية وانتخاب المحافظين ورؤساء الوحدات الإدارية مباشرة من قبل المواطنين ورفد مجالس الحكم المحلي بالمزيد من الموارد المحلية ولن تبقى سوى الموارد السيادية .. كما تستهدف التعديلات إيجاد الثنائية البرلمانية من خلال مجلسين للنواب والشورى ينتخب أعضاؤهما من الشعب وهذا من شأنه توسيع المشاركة الشعبية، وطبعاً مجلس النواب يشمل 301 عضو منتخب بحسب الدوائر الانتخابية التي تم تقسيمها وفقاً للكثافة السكانية في حين سيتم انتخاب أعضاء مجلس الشورى وعددهم 151 من خلال توزيع العضوية بالتساوي بين المحافظات وهذه من التوجهات التي نحن قادمون عليها.
وأشار الأخ الرئيس إلى أن اليمن يعاني من الارهاب كما هو حال كثير من الدول كون الأعمال الإرهابية ألحقت أضراراً فادحة بالاقتصاد اليمني خاصة وموارد اليمن محدودة.
وقال :عندما يحدث عمل إرهابي في منطقة يمنية تتوقف السياحة ويؤثر سلباً على تدفق الاستثمارات،على الرغم من أن الأجهزة الأمنية استطاعت ان تتصدى بقوة للإرهابيين.
وتابع قائلاً: لمسنا إشادات عالمية بالنجاحات التي حققها اليمن على الصعيد الديمقراطي وعلى صعيد شراكته في مكافحة الارهاب ولكن نأمل يثمر هذا التقدير في تقديم الدعم للجهود التنموية في اليمن،وتشجيع المستثمرين للتوجه نحو القطاعات الواعدة المتاحة لدينا ومنها النفط والغاز وغيرها.
وأضاف: اليمن والحمد لله حلت مشاكل الحدود مع جيرانها وبأسلوب حضاري عبر التفاوض الثنائي والتحكيم الدولي،وكانت لدينا قضية حدودية مع المملكة العربية السعودية تعد أطول مشكلة حدود،ولكن عندما توفرت الإرادة السياسية بين البلدين حلت المشكلة ، حيث التقينا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد وحسمنا هذا الأمر،رغم أنه كانت هناك قوى مستفيدة من عدم حل مشكلة الحدود سواء كانت تلك القوى دولية أو إقليمية أو محلية ولكن توفرت الارادة السياسية لدى قيادتي البلدين وتحدثنا بشفافية ومصداقية وأنهينا المشكلة وفق قاعدة «لا ضرر ولا ضرار» وانعكس ذلك إيجابياً في تطور العلاقات بين بلدنا والمملكة وزادت الثقة فيما بيننا بشكل جيد.
وأردف قائلاً: كذلك كانت لدينا مشكلة مع سلطنة عمان وحليناها وفق مبدأ لاضرر ولا ضرار وطرأت مشكلة في عام 1995م وهي احتلال ارتيريا لجزيرة حنيش اليمنية الكبرى جنوبي البحر الأحمر وكان هناك حشد اقليمي ومحلي من أجل شن الحرب بيننا وارتيريا ولكن لم تؤثر علينا تلك العواصف وقلنا نذهب إلى التحكيم الدولي ونحتكم للعقل والمنطق ولا يمكن حل كل شيء بالقوة العسكرية لأن ذلك سيؤدي إلى حرب وتنزف دماء ثم نجلس بعد ذلك على طاولة المفاوضات وفي كل الصراعات يحدث مثل هذا .. حيث يتحارب الناس ويتصارعون ثم يجلسون في النهاية على طاولة المفاوضات.
وتساءل فخامة الاخ الرئيس لماذا إذاً لا نجلس على طاولة المفاوضات منذ البداية والاحتكام للعقل وبالعقل، كما حصل فيما يتعلق بجزيرة حنيش الكبرى اليمنية.
وقال: عندنا حالياً مشاكل في الاقتصاد ومع ذلك نحن في اليمن نستقبل آلاف اللاجئين من الصومال الشقيق الذين يتدفقون الى اليمن، والمنظمات الدولية للاسف غائبة لأن هؤلاء اللاجئين يصلون عبر سواحل اليمن التي يبلغ طولها اكثر من 2200 كم وينتشرون في كل القرى والأرياف اليمنية على الرغم من أننا خصصنا مناطق لتجميعهم من أجل ان تقدم لهم المنظمات الدولية والانسانية الرعاية والمساعدات.. ولدينا اليوم الآلاف المؤلفة من هؤلاء اللاجئين وهم يشكلون بالنسبة لنا عبئاً اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً.
وأضاف :نحن ندعو الاتحاد الأوروبي وكل الدول الاخرى الى الأخذ بيد الحكومة الصومالية الانتقالية من أجل بناء الدولة الصومالية وحتى لايكون الصومال وكراً أو محطة أخرى مثل افغانستان لتصدير الارهاب.. وعلينا ان نعالج مشكلة الصومال وهي في البداية قبل أن تتفاقم وكثير من الدول تتقدم بخطوة في هذا المجال وتتأخر للوراء أكثر من خطوة.
وتابع: نحن نتساءل اليوم أيهما أفضل نظام سياد بري الذي تصفونه بالظالم أم هذا الانفلات الأمني وحيث يدور القتال بين الاخوة من قرية الى قرية ومن شارع الى شارع ، وهو ما رغبت ان أتحدث به مع السيدات والسادة الحضور وانا على استعداد للإجابة عن أي أسئلة مقدمة منكم..
بعد ذلك أجاب فخامة الاخ رئيس الجمهورية عن مجموعة من التساؤلات المطروحة من المشاركين في اللقاء وفي مقدمتهم السيد اوكشيلي رئيس مؤسسة فريدريش إيبرت الذي وجه لفخامته مجموعة من الاسئلة ، فحول سؤال عما تم بحثه مع المستشارة والرئيس الالماني من قضايا وموضوعات قال فخامة الاخ الرئيس: لقد كان الحديث مع الرئيس الالماني والمستشارة الالمانية ووزير الدفاع صريحاً وشفافاً وكما هي العادة ووجدنا تفهماً كاملاً حول العلاقات وزيادة المساعدات لليمن .. وبخاصة في مجال التعليم والمعاهد الفنية والمهنية وكذا التعاون في المجال الأمني خاصة في مجال مكافحة الارهاب والمجال العسكري وتقديم عدد من المنح الطبية وتشغيل المستشفيات والمساعدة في مجال التدريس بالمعاهد الفنية العسكرية وبحثنا ما تناولناه في هذه المحاضرة حول التطورات في الشرق الأوسط والإرهاب، وأنا أقول باختصار وبقناعة بأن المحادثات كانت ناجحة ومفيدة ونحن استفدنا من حديث الحكومة الالمانية ويمكن ان يكون الالمان قد استفادوا ايضاً حسب تصوراتنا من حديثنا معهم، وأعتقد ان الزيارة كانت ناجحة مثلما نجحت الزيارات السابقة.
وأضاف فخامته: هناك أساس للعلاقات اليمنية الألمانية وهي مبنية على الثقة ليس لألمانيا أطماع أو رغبة بالتدخل في الشؤون الداخلية لليمن وهي تساعدنا على التوجه نحو الديمقراطية والتنمية ونحن نعلق الآمال على مساعدة ألمانيا سواء في الاطار الثنائي أو إطار الاتحاد الأوروبي.
وفي رده على سؤال عن فرص الاستثمار في مجال النفط والمعادن في اليمن،وكيف يمكن لليمن أن تواجه الزيادات السكانية الكبيرة والاستفادة من تأهيل الشباب لإيجاد فرص عمل لهم..
قال فخامة الأخ رئيس الجمهورية : إننا ندعو الدول الصديقة الغنية وكذا أشقاءنا وخصوصا في دول الجوار إلى أن يساعدونا على تطوير التعليم خاصة التعليم الفني والمهني من أجل تأهيل الشباب وتوفير فرص عمل لهم، وبحيث إذا توجهت الأيادي العاملة اليمنية إلى أسواق العمل في الدول المجاورة تكون مؤهلة وتستوعبها تلك الأسواق ولا تكون عبئاً على تلك الدول.
وأشار في هذا الصدد إلى أن المستشارة الألمانية وعدته خلال مباحثاته أمس معها بأن تقوم ألمانيا بتمويل بناء عدد من المعاهد الفنية والمهنية، فضلاً عن وجود عدد من المعاهد التي يتم بناؤها بتمويل من قبل السعودية واليابان.
وقال :أما فيما يتعلق بالزيادة السكانية فإن على أجهزة الإعلام وعلماء الدين والسياسيين في اليمن أن يقوموا بدورهم الإرشادي في التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة والمساجد والندوات والمؤتمرات بالمشكلة السكانية ودعوتهم إلى تنظيم الاسرة وفقا لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وليس تحديد النسل.
ومضى قائلاً: نخاطب الآباء والأمهات بأنه بدلاً من أن يكون لديهم عدة أطفال ويكونون عالة عليهم وعلى المجتمع نظراً للآثار السلبية المترتبة على الزيادة السكانية وما تشكله من ضغط على الخدمات المتاحة سواء الصحة او التعليم وغيرها .. فالدين الإسلامي يحث المرأة على أن ترضع طفلها حولين كاملين وتربيته التربية الحسنة،والمباعدة بين فترات الإنجاب تمثل إحدى طرق تنظيم الأسرة و لا تكون بقرار كما حدث في الصين ولهذا نقول لليمنيين ينبغي تنظيم أسركم ،أكتفوا بطفل أو طفلين أو ثلاثة بدلا من عشرة وهذا أمر يحتاج إلى توعية وليس إلى قرار جمهوري أو قانون،ونكثف من حملات التوعية للمواطنين لكي يدركوا أن من الأفضل لهم تنظيم الأسرة من اجل أن يحسنوا تربية أولادهم بدلاً من رمي الأطفال إلى الشارع ولا يستطيعون تنشئتهم التنشئة السليمة بجانب ما تشكله زيادة السكان من ضغط على المدارس والصحة والخدمات العامة الأخرى.
وبشأن فرص الاستثمار .. قال فخامة الأخ الرئيس : إن الفائدة في الاستثمار ستكون مشتركة ولا يمكن لأي مستثمر أن يرمي رأسماله دون أن يكون هناك مجال لكي يربح أو يستفيد ولا بد أن تكون الفائدة مشتركة.
وأضاف : لدينا قطاعات عديدة واعدة وفرص متميزة سواء في مجالات النفط والغاز أو المعادن والصناعات المختلفة ولدينا منطقة حرة صناعية بجانب ميناء عدن الذي يعد ميناء هاماً ويعتبر من أهم الموانئ في المنطقة،وكان في الماضي يعتبر ثاني ميناء في العالم ولدينا عدة مناطق صناعية بالمحافظات تستكمل تجهيزاتها حالياً ونحن قريبون من القرن الافريقي وهو سوق كبيرة للدول المانحة ودول الخليج والشرق الاوسط ، ولهذا نجدد الدعوة لكافة المستثمرين للاستثمار في اقامة صناعات ثقيلة ومحلية ،ونحن سنقدم لهم كافة التسهيلات بجانب الضمانات التي يوفرها القانون والايدي العاملة الرخيصة لحل مشكلة البطالة.. ايضاً الاستثمار في مجال السياحة وبلدنا متعدد المناخات هناك المنطقة الساحلية والجزر والصحراء والمدرجات الجبلية اليمن بلد سياحي من الطراز الأول.. ولدينا نقص في مجال انشاء المشاريع السكنية لذوي الدخل المحدود وكذا الاستثمار في مجال الفندقة ونحن بحاجة للاستثمار في مجال انشاء المشاريع السكنية لذوي الدخل المحدود وكذا الاستثمار في مجال الصحة ، ولدينا اعداد كبيرة من المرضى يذهبون الى المانيا والأردن وغيرها من الدول وينفقون ملايين الدولارات ونحن ندعو المستثمرين لإنشاء مستشفيات تخصصية وسينالون الفائدة..
ومضى قائلاً: هناك ايضاً الاصطياد السمكي وفي مجال التنقيب عن النفط والغاز والمعادن والاستثمار في هذه المجالات يحتاج الى انفاق ولايأتي من خلال ضربة حظ وأرضنا واعدة بالخيرات ، لدينا نفط ومعادن وغاز ونحن سنصدر الغاز في نهاية 2008م مع شركة توتال الفرنسية، والاستثمار فيه يبلغ حوالي 3 مليارات دولار وعندنا احتياطي من الغاز بحوالي 17 ترليون متر مكعب، هناك مناطق لم يتم التنقيب فيها وهي واعدة بالنفط والغاز والمعادن مثل الجرانيت والرصاص والفضة والزنك والذهب.. والمشكلة ان المستثمرين ينشغلون بالتنقيب عن الذهب الأسود وتركوا الذهب الأحمر.
وجدد فخامة رئيس الجمهورية الترحيب بالاستثمار في هذه المجالات .. وقال : هذا جزء كما قلت سابقاً من المساعدة للحاق بالركب الحضاري للاقتصاد ومقارعة العنف والبطالة وهذه هي فلسفتنا في هذا الجانب.
وحول سؤال عن البرنامج الذي أعدته اليمن لتأهيل العناصر المتطرفة .. قال فخامة الاخ الرئيس نحن بدأنا الحوار مع الشباب الذين غرر بهم وانتموا الى تنظيم القاعدة والجهاد، وشكلنا منذ ست سنوات فريقاً من العلماء المعتدلين لإعادة هؤلاء الشباب الى جادة الصواب وعلى أساس ان الارهاب وخطف السياح وقتل الضيوف يضر باليمن ونجحنا في الحوار معهم وبنسبة 97 بالمئة، ولاقينا احتجاجاً في البداية من أمريكا وبعض الدول الشقيقة والصديقة، والتي كانت ترى ان لاحل لهؤلاء إلا بالسيف ولاحوار معهم ، قلنا لهم نحن جربنا الحوار وحقق نتائج جيدة، وبعد ثلاث سنوات إذا بالدول التي احتجت علينا بدأت الحوار معهم وحققت نتائج جيدة.
وأضاف : إن وجهة نظر اليمن بأن الحملة العسكرية والأمنية وحدها لاتحقق النتائج المطلوبة والحوار مع من نستطيع اقناعه أمر جيد، وجنينا ثماره.. وقد تكون هناك عناصر تظهر ميولها بالحوار وتصبح من الخلايا النائمة، ولكن المهم بالنسبة لنا انهم لايرتكبون اعمال عنف وهم تحت المجهر ومثل هؤلاء بحاجة الى ادماجهم في المجتمع وهذا ما عملناه نحن إذ لابد ان نساعدهم في الحصول على المأكل والملبس والمشرب ونوفر لهم فرص العمل.
ومضى قائلاً : نحن دوماً نقول بأن توفير فرص العمل للشباب يحد من استغلالهم من القوى المتطرفة والدفع بهم نحو التطرف .. أيضاً نحن لانغفل الجانب الأمني إزاء من لايقتنع منهم.
وحول سؤال عن الوضع في العراق وهل يمكن لليمن ان يساعد في ذلك الوضع .. قال فخامة الاخ الرئيس : اليمن موارده بسيطة وقد قلنا ومنذ البداية ان اللجوء الى القوة ليس هو الحل ولكن الحل في الحوار السياسي، وبالنسبة للعراق نحن دعونا وأكدنا أهمية إجراء حوار بين كافة الاطراف السياسية والاجتماعية ،ولكن القوى الدولية المتواجدة في العراق رفضت الاستجابة لوجهة النظر هذه.
وأضاف : قالوا إنهم لا يريدون الجلوس مع جماعة البعث أو الجهاد أو القاعدة، وقلنا لهم إن الانسان عادة يجلس للحوار مع أعدائه أو خصومه وليس مع أصدقائه..والحقيقة أن ما حصل في العراق بعد دخول قوات التحالف ان تلك القوى قامت بتسريح من كانوا جزءاً من النظام ، حيث وجد حوالي 7 ملايين شخص كانوا مستفيدين من نظام البعث العراقي ، وجدوا أنفسهم في الشارع بدون مأكل أو ملبس فحملوا البندقية.
وتابع فخامته : لو أن تلك القوى اتبعت السياسة الألمانية عندما استعادت وحدتها حيث أقصت الصف القيادي الأول في الحزب الاشتراكي وأبقت على الصف القيادي الصغير لكن ما حدث في العراق أنه تم إقصاء كل القوى السياسية والادارية وبعضهم كان لايريد القتال ولكنهم وجدوا أنفسهم في الشارع فحملوا السلاح في وجه الاحتلال.
هذا وكان ممثل منظمة فريدريش ايبرت الألمانية قد تحدث في بداية اللقاء حيث أشار إلى أن حضور فخامة الاخ الرئيس اليوم يمثل فرصة للاطلاع على التطورات الاقتصادية والديمقراطية التي شهدتها اليمن على مدى 17 عاماً منذ أن حقق وحدته في 22 من مايو 1990م..
وقال : ان الحضور الواسع اليوم يظهر الاهتمام الكبير باليمن حيث يتواجد اليوم ضمن الحضور السيد توشيلي وزير الداخلية السابق المعروف بصداقته لليمن.. مشيراً بأن العلاقات الرسمية تسير بين البلدين في اتجاهات واسعة وان اهتمام هذه المؤسسة بالعلاقات يأتي متوازياً مع
الاهتمام الرسمي بتلك العلاقات .
وقال : ان المواطن اليمني يتمتع اليوم بقدر كبير من الحريات السياسية والوطنية ، كما ان المجتمع المدني في اليمن ينتعش بالاضافة الى المجتمع التعددي للأحزاب وحرية الصحافة ، ووجود المؤسسات التي تهتم بالسلام والعدالة الاجتماعية.
وأكد أن كل ذلك يمثل تحولات ايجابية في اليمن تنال الاعجاب.. وأضاف : ان اليمن السعيد كما ذكره الرومان يقف اليوم أمام تحديات كبيرة سواء في مجال النمو السكاني أوالصراع ضد الارهاب ،وكلها تحديات يواجهها اليمن ويسعى الى احراز النجاحات فيها .
كما القى رئيس جمعية الصداقة العربية الالمانية فيس هو كلمة اشار فيها الى أهمية استضافة مؤسسة فريدريش ايبرت لهذه الفعالية الهامة التي سيتم فيها تسليط الضوء على ما يجري في دولة صديقة لألمانيا..
وقال : ان من اهتمامات جمعية الصداقة تعزيز التعاون الاقتصادي والشراكة القائمة على الصداقة والتعريف بالتطورات الثقافية وتبادل المعلومات والتقدم بها للأمام وبما يكفل الحوار الذي يولد الفهم الصحيح إزاء الكثير من القضايا..
وأضاف “للأسف هناك الكثير من الأمور عن الاسلام والإرهاب التي تستدعي الفهم الصحيح إزائها خاصة لدينا نحن في الغرب ، وبما من شأنه ايجاد الحلول لمشاكل قائمة ، وبالنسبة لليمن فنحن لدينا ومنذ 30 عاماً تعاون جيد في مجال التنقيب عن الآثار وفي مجال الابحاث والتراث
الثقافي اليمني وحقق ثماراً جيدة للجميع .
واختتم كلمته بالقول :نحن في أوروبا والمانيا لدينا اهتمام كبير بالتطورات في اليمن وما من شك بأن الجسور الثقافية والاقتصادية تؤسس قاعدة متينة لتطوير العلاقات الدبلوماسية، وتخلق المزيد من الفهم المشترك الذي تصب نتائجه في مصلحة البلدين الصديقين ونحن نتمنى دوماً لليمن المزيد من التقدم والتطور والازدهار.. كما قدم العديد من الحضور مداخلات ومناقشات تعقيباً على ماجاء في المحاضرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.