عبدالرحمن بن عمر العطّاب. عاش في القرن 9ه / 15م توفي عام 864 ه / 1460 م . وجيه الدين، الراعي؛ عاش في مدينة إبّ، وتوفي في مدينة تعز. عالم، مبرز في علوم اللغة العربية، شاعر، أديب، بليغ. درس على يد أخيه (يوسف بن عمر العطّاب)، وعلى القاضي (أحمد بن أبي بكر البريهي)، وبرع في علوم اللغة العربية، وحقق في علوم المعاني، والبيان، والعروض. روى عنه المؤرخ (عبدالوهاب بن عبدالرحمن البريهي) في كتابه: (طبقات صلحاء اليمن) أنه كان فقيرًا في شبابه؛ فحج بيت الله الحرام، وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع ماشيًا، فضلّ الطريق بعدما سبقه رفاقه، وعظم عليه الحر، والعطش، وعجز عن مواصلة السير؛ فجلس تحت شجرة، يستظلّ بها حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً، ثم أنشد: وإذا ضللتَ عن الرشاد ولم تكن أبدَ الزمان على العدا منصورا فاستهد واستنصر بربك ذي العلا وكفى بربك هاديًا ونصيرا قال: فوالله ما أتممتها، حتى سمعت صوت المنادي باسمي، فقمت فرحًا، ووجدت أصحابي. مدح عددًا من زعماء عصره؛ ومنهم الإمام (علي بن صلاح الدين)، المتوفى في مدينة صنعاء، سنة 840ه/1437م، وأنكر بعضهم فصاحته في قصيدته التي مدح بها الإمام؛ لصغر سنه، فقيل: إنها لغيره؛ فكتب إلى الإمام أبياتًا أخرى، قال فيها: وقالوا سنه سن صغير وليس يجيد في الشعر النظاما وما علموا بأني نلت فخرًا أوان بلغت من عمري الفطاما وأني اليوم أفحم كل فذٍّ وما وفيتها عشرين عاما ومن شعره أيضًا؛ أبياته الثلاثة التي أضافها على بيتي الشاعر أبي الفرج (محمد بن أحمد الدمشقي)، المشهور ب(الوأواء)، المتوفى تقريبًا سنة 385ه، والبيتان هما: ولما حدا الركبان للبين عيسهم وأمّوا بها البيت العتيق المسترا أتيت إلى هندٍ أريد وداعها ونار الجوى في القلب تذكو تسعُّرا فقال صاحب الترجمة مضيفًا: فراعت فؤادي بالبكاء وأنشدت وأدمعها تحكي الحيا المتحدّرا أيا زائر البيت العتيق وتاركي أقاسي الهوى لو زرتني كان أجدرا تحج احتسابًا ثم تقتل عاشقًا فديتك لا تحججْ ولا تقتل الورى وقد رثاه بعد موته عدد من أصدقائه.* موسوعة الأعلام