ما زال الجميع وأقصد الرجال - هنا- يمارسون هواية الضرب والعنف ضد زوجاتهم/أخواتهم أو حتى بنات الجيران..فالضرب كهواية أو بالأصح التعرض للمرأة بالضرب لا يقتصر على الأهل أو في إطار الأسرة الواحدة،فثمة كثير من الرجال يتمنى أن يأسر ألفاً ويميت ألفاً وبحجم العددين السابقين يعذب من النساء. المرأة في مجتمعنا تبدو غير قادرة على مواجهة الرجل أو الوقوف في وجهه حتى فالزوجة لا تستطيع أن تبدي رأيها أو ترفض أمراً للزوج ولو كان خاطئاً..ويكون مصيرها هنا الطلاق التعسفي كما تقول إحدى الدراسات..الأخت أيضاً تبدو أكثر طواعيةً لأبيها أو لأخيها إن لم تكن أكثر استسلاماً له/ما..فهو من يحدد مستقبلها ويرسمه سواءً بعلمها أو دون ذلك.. مؤخراً كشفت دراسة اجتماعية أن الطلاق التعسفي والضرب وزواج الرجل بامرأة أخرى سراً عن زوجته أبرز مظاهر العنف الذي تتعرض له النساء في اليمن..المسألة برأيي لا تقتصر على اليمن فحسب بل تمتد لتشمل الجزيرة العربية إن لم تتوسع وتمتد إلى الوطن العربي ككل. أما على مستوى العالم فالمرأة لا تزال تعاني الكثير من العنف ففي فرنسا وحدها تموت أكثر من 3 نسوة شهرياً نتيجة لهذا العنف. مما يشير بوضوح إن الإرث الحضاري لاضطهاد المرأة التاريخي لم يتخلص الغرب منه حتى الآن، بالرغم من التغييرات الكبيرة التي جرت على حياة المرأة ومفاهيمها وحقوقها. الدراسة أشارت أيضاً إلى أن العنف الأسري وعنف الأزواج تجاه زوجاتهم أبرز أنواع العنف الموجه ضد النساء وأظهرت الدراسة والتي أعدها باحثون اجتماعيون وتبحث في مظاهر العنف ضد المرأة في مجتمعنا أن21% من النساء يتعرضن للطلاق التعسفي من أصل 90% من النساء المتزوجات في حين أن 17,33 من النساء ارتبط أزواجهن بأخريات سراً مقارنة بنحو16% يتعرضن للضرب والشتم من أزواجهن و12%يواجهن معاملة قاسية فيما تتعرض نساء أخريات لمظاهر متعددة من العنف الاجتماعي ولكن بنسب متفاوتة. وقالت الدراسة -التي استهدفت 75 أسرة واعتمدت على آلية العينة القصدية العشوائية إن40% من النساء أفدن أن أزواجهن تزوجوا عليهن بسبب رغبتهم بالزواج من فتاة صغيرة فيما أرجعت 38% من النساء المتزوجات فشل زواجهن السابق إلى أن أهاليهن زوجوهن في عمر مبكر. وبحسب الدراسة ذاتها فإن النساء اللاتي تزوجن في الفئة العمرية (1519) سنة بلغن 48% من أفراد العينة فيما بلغت النساء اللاتي تزوجن في الفئة العمرية (1014) 37% وهو ما يؤكد وقوع عنف الزواج المبكر ضد النساء . الزواج عادة ما يرافقه فشل ذريع في كثير أحايين وبالذات حين يكون الزواج مبكراً فوفقاً للدراسة فإن النساء اللاتي فشلن في زواجهن أرجعن ذلك إلى أسباب منها الدخول في الحياة الزوجية في سن مبكر والتزوج بالإكراه أو فارق السن الكبير بين الزوج والزوجة أو المعاملة القاسية التي واجهتها الزوجة من الزوج فيما أرجعت النساء اللاتي تزوج عليهن أزواجهن الأسباب إلى ما بين رغبة الزوج بالارتباط بفتاة صغيرة السن أو مرض الزوجة أو لعدم الإنجاب . فيما يتعلق بالحالة الاقتصادية قالت الدراسة: إن 60% من أفراد العينة ينتمين إلى أسر محدودة الدخل مقارنة بنحو 28% من أسر فقيرة وهو ما يسهم بشكل مباشر في ظاهرة العنف ضد النساء. الأمية وهي تأتي كعنف آخر يمارس ضد المرأة.. فقد أشارت الدراسة إلى أن من مظاهر العنف ضد النساء، الأمية حيث مثلت النساء الأميات من بين أفراد العينة ما نسبته 32% وأرجع الباحث والمتخصص في الشؤون الاجتماعية عضو اللجنة الإشرافية للدراسة أحمد حمود المخلافي أسباب بروز مظاهر العنف ضد المرأة في مجتمعنا إلى الجهل و النظرة الاجتماعية للمرأة التي لاتزال تحكمها العادات والتقاليد المتخلفة؛ فضلاً عن تفشي الفقر وغياب القوانين الصارمة والرادعة التي تحد من هذه الظاهرة . أشار الباحث أيضاً إلى أن تعرض النساء لمثل تلك المظاهر من العنف يعكس بعداً نفسياً خطيراً على المرأة قد يصل إلى الانتحار أو قتل الزوج ولا يقتصر أثره على المرأة فحسب بل يتسع ليشمل المجتمع بكامله باعتبار الأسرة هي الوحدة الأولى في تكوين المجتمعات.