كثير من الحشرات ذات طبائع لونية وهي أكثر الطرق الدفاعية شيوعاً ففي أكثر الأحيان تجعل هذه النماذج اللونية الحشرات الحائزة عليها تشبه - بدقة متناهية - السطح أو الوسط الذي تقف عليه وبهذه السهولة يتعذر اكتشاف الحشرة على وسط متنوع أكثر مما لو كان جسمها ملوناً تلويناً خاصاً به وليس له طابعاً معيناً، ومن المهم أن تتذكر أن التلوين «المعايير» أي الطابع ذا الألوان المتباينة غالباً ما يكون ذا أهمية كبيرة في عدم إظهار حدود الحشرات وإخفاء حقيقة سطحها. وتقدم يرقات فصيلة Jeometridae المعروفة التي تشبه الأغصان الرفيعة ببعض أمثلة غاية في الكمال للتشابه الوقائي وتماثل هذه البروفات الوسط الذي تعيش فيه لدرجة كبيرة حتى أننا نحتاج إلى مران طويل وعيون فاحصة لكشفها وتشبه هذه اليرقات من حيث اللون والشكل شبهاً كبيراً الأغصان النامية مما يزيد من هذا التخفي الخادع اتخاذها وضعاً جامداً لا حياة فيه وقت راحتها وبقاؤها دون حركة أثناء النهار يجعلها تفلت من انتباه كثير من أعدائها ثم تنشط في الليل. ويبدو أن التلوَّن المنفر يعلن بوضوح وجود أصحابه لأنه عادة ما تكشف عن نفسها تجاه الطبيعة وهنا نجد عكس نظرية التشابه الوقائي والحشرات الملونة بهذه الألوان تكون ذات طعم ردىء عند أعدائها أو أنها تفرز إفرازات كريهة أو أن لديها قدرة كالسمع. وأنواع كثيرة من الخنافس ذات ألوان تحذير وهي في الوقت نفسه رديئة الطعم ومن الأمثلة المعروفة في هذا المجال خنافس أبي العيد وقد بينت تجارب Morgan Loyat التي أجريت على الطيور المغيرة أن هذه الطيور ذاقت هذه الحشرات أولاً ثم تجنبتها بعد تجربتها وعادة ما تتغذى هذه الحشرات في مجموعات وبذلك تزيد في إظهار نفسها ومن تلك الحشرات يرقات الدبابير المنشارية ويرقات الفراس الليلي وكذلك يرقات ذات شعر كثيف تعتبر من الأشياء الواضحة تماماً لأنها تحب دائماً أن تعرض نفسها للضوء «الشمس» إضافة إلى طعمها الرديء في أفواه مفترسيها. كما أن وجود الشعر اللاسع يكسبها صفة كريهة إضافة إلى الغدد القابلة للبروز. ويبدو أن الإفرازات الكاوية أو المهيجة التي تفرزها كثير من الحشرات تمدها بوسائل دفاعية. فتفرز يرقات الدبابير المنشارية مادة ذات رائحة كريهة جداً تنشأ يرقة Criosus septentantrion alis جسمها على رأسها إلى الأمام عندما تفرز الأعضاء الغدية السفلية مواداً ذات رائحة كريهة تنتشر وتعم حول مجموعة اليرقات كلها. وهذه العملية ذات تأثير فعّال في حماية اليرقات كما ذكر E-B-Poul Tion كثير مخابق النباتات نصفي الأجنحة Hemiptera وحشرات شبكية الأجنحة عندما يمسك باليد يفرز حامض البوتيريك ذات الرائحة الكريهة من غدد حول فتحة الشرج. إلا أنه مهما كانت الوسائل الوقائية ذات فاعلية إلا أنها لا تعطى حصانة مطلقة لصاحبها ضد أي هجوم.