لا أدري هل سأعلن سراً جديداً في هذا الموضوع أم لا، غير أن الذي أعرفه تمام المعرفة وأدركه تمام الإدراك أن الإحباط صار هو سيد الموقف لدى الكثير من طلابنا وطالباتنا في جميع المستويات الدراسية. الاحباط ذلك المرض المرادف لليأس الناتج عن الخوف من المستقبل والمؤدي بدوره إلى الخمول التعليمي والتبلد الدراسي والانهزام النفسي. البطالة هي الشماعة الذي يعلق عليها المحبطون أسباب إحباطهم وفشلهم وحين تقترب من أحدهم لتسأله عن سبب إهماله وتسيبه الدراسي وفشله المتكرر أو مستواه المتواضع، تجد الإجابة جاهزة وبالفم المليان: أين ذهب الأولون؟ رأينا مصيرهم وهم الآن على الرصيف لسنين ينتظرون الوظائف والعديد من هذه الكلمات التي نتجت عن تراكم طويل لثقافة الإحباط. وفي الحقيقة إن إجابات هؤلاء قد تبدو مقنعة غير أننا لو تأملنا بدقة إلى الواقع من حولنا سنجد أن العاطلين الذين يتعلل بهم المحبطون ماهم إلا محبطين سابقين جرى عليهم مايجري على أتباعهم ومرت بهم نفس الظروف وإلا فلماذا نجد أناساً تفوقوا في كل مجالات الحياة وصنعوا لأنفسهم طريقاً مشرقاً ودرباً نيراً بكل تأكيد لم يصبح مفروشاً بالورود ومن الخطأ أن يكون كذلك حتى لايداس الجمال، لكن هذا الدرب أصبحت الورود تحيط به من كل مكان. هل كان لهؤلاء الناجحين نفس ظروف المحبطين وإمكاناتهم وواقعهم و..و.. و..؟؟ نعم، ولكن الفرق أن هؤلاء لم يستسلموا لظروف الحياة وداسوا بأقدامهم الشوك حتى استحالت بفعل إرادتهم وعزمهم وروداً وأزهاراً ورياحين. فلنغلب ثقافة التفاؤل والنجاح في أوساط مجتمعنا وخصوصاً في الأوساط الطلابية لما لهذه الفئة العمرية من أهمية كبرى في صناعة المستقبل المأمول والغد المشرق، وهذه دعوة إلى كل معلم غيور خذ الطبشور يا أستاذ واكتب بالخط الواضح والكبير: بالتفاؤل نصنع الحياة.