بكل ماهو جميل والدعوة إلى عشق الحياة والوجود والترنم وبنغمة التفاؤل معها حماسة الأشياء.. ينشر كلماته الجميلة وفي سياق هذه الروح المتفائلة وهذه الدعوة المتصلة عبر دواوينه الخمسة.. تذكار الماضي وديوان إيليا أبي ماضي والجدائل والخمائل وتبدو تراب وفي إحدى قصائده عشق للجمال يترنم ويقول: عش للجمال تراه العين مؤتلقا في انجم الليل أو زهر البساتين وفي الربا نصبت كف الأصيل بها سرادقاً من نضار للرياحين وفي السواقي لها كالطفل ثرثرة وفي البروق لها ضحك المجانين وفي ابتسامات آيار وروعتها فإن تولى ففي أجفان تشرين عش للجمال تراه ها هنا وهنا وعش له وهو سرّ جد مكنون وفي دواوين إيليا أبي ماضي مواجهة دائمة من الشاعر لكل من يواجهون الحياة بالشكوى والغضب في الوقت الذي تمتلئ الحياة من حولهم بما يجعلهم لوتأملوه ماعرفوا قدره وقيمته سعداء وفي قصيدة عنوانها كم تشتكي: كم تشتكي وتقول أنك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم ولك الحقول وزهرها وأريجها ونسيمها والبلبل المترنم والماء حولك فضة رقراقة والشمس فوقك عسجد يتضرم مابين أشجار كأن غصونها أيد تصفق تارة وتسلم والجدول الجذلان يضحك لاهياً والنرجس الولهان مغف يحلم ويعتبر أبو ماضي واحداً من مبدعي اللغة الشعرية العصرية التي ابتعدت تماماً من التأثر بلغة التراث الشعري العربي، لغة لها تفردها وجرأتها وانفتاحها على روح العصر وطبيعة مجتمعات المهجر لطبيعة المجتمعات العربية.. وهو أحد الذين صنعوا للقصيدة الحديثة صيغة متطورة غنية بالموسيقى والايقاع متخففة من أسر القصيدة العمودية، وأحد المبدعين الكبار الذين أفسحوا للشعر الإنساني وقضايا الإنسان المعاصر ولشعر الطبيعة مجالاً رحباً في دواوينهم وقصائدهم، فهو بهذا المعنى شاعر الحرية والعدل والاخاء وشاعر الاشادة الدائمة بالوطن الأول والحنين إليه والدعوة إلى يقظته ونهوضه واستقلاله وحريته في نموذج شعري لافت يستوعب جماليات الشعر المهجري.. قصيدة لها مذاقها الحضاري والثقافي والفني المغاير. يقول أبو ماضي في قصيدته فلسفة الحياة: أيهذا الشاكي ومابك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا إن شر الوجود في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل الرحيلا وترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى اكليلا هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئا ًثقيلا والذي نفسه بغير جمال لايرى في الوجود شيئاً جميلا كلما أمسك الغصون سكون صفقت للغصون حتى تميلا وفي ختام قصيدته الطويلة والعامرة بالدعوة إلى التفاؤل والانتصار لهذا التفاؤل على كل مانواجهه في الحياة من تحديات وصعوبات يقول: كن غديراً يسير في الأرض رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا تستحم النجوم فيه ويلقى كل شخص وكل شيء مقيلا لاوعاء يقيد الماء حتى تستحيل المياه فيه وحولا وصولاً إلى لحن الختام أيهذا الشاكي مابك داء كن جميلاً تر الوجود جميلا