الدعوة إلى انتهاج موقف حازم من الدول الأعضاء لاتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء الاستفزاز المنظم للمسلمين التأگيد على تجاوز القضايا الخلافية بين الدول الأعضاء وتفعيل الشراگة في صنع القرارات الدولية دعا الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية إلى انتهاج موقف حازم تجمع عليه جميع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، يشمل الإجراءات السياسية والإعلامية، وأسلوب التعامل مع الاستفزاز المنظم للمسلمين والإساءة إلى الإسلام والمسلمين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأكد نائب الرئيس في كلمة الجمهورية اليمنية التي ألقاها أمس أمام الدورة الحادية عشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في العاصمة السنغالية داكار، وبدأت أعمالها أمس الأول.. أكد موقف الجمهورية اليمنية الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ووحدة العراق والقضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية. وأشار إلى حرص الجمهورية اليمنية على وحدة الصف الفلسطيني، وتجاوز الخلافات بين الفصائل الفلسطينية من أجل توحيد المواقف والطاقات والإمكانات لمواجهة العدو الإسرائيلي. ونوه إلى أن الجمهورية اليمنية تنظر بإيجابية إلى نتائج الإصلاح الجديد الرامي إلى تطوير وتفعيل هيكلة الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي والإجراءات المطلوبة من أعضائها. وأكد نائب الرئيس الجهود المتميزة التي تقوم بها الحكومة السنغالية من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لشعبها الشقيق. وقال: اليوم تلتئم هذه القمة الإسلامية في رحاب العاصمة داكار التي تضم العديد من مقرات الأمم المتحدة ومنظومتها المعنية بالأنشطة التنفيذية من أجل التنمية على مستوى الإقليم.. ونود تقديم شكرنا لمظاهر الحفاوة التي اسُتقبلنا بها، والجهود التنظيمية التي ستسهم بلاشك في تحقيق الأهداف المتوخاة من انعقاد هذه القمة الهامة. وأردف قائلاً: ولا يفوتنا هنا أن نتقدم بوافر الشكر والتقدير لدولة الرئيس عبدالله بدوي رئيس وزراء ماليزيا وسلفه دولة الرئيس مهاتير محمد، وإسهامهما في النهوض بالعمل الإسلامي المشترك، وبلورة النهج والأساليب وإنشاء الآليات الكفيلة بخلق زخم سياسي واقتصادي وعلمي للتكيف والتعامل المطلوب مع مجمل تحديات عصرنا الراهن وصولاً نحو المشاركة الفاعلة في صياغة القرارات الدولية ورفع شأن الإسلام والمسلمين، وقيام الشقيقة ماليزيا برعاية اجتماعات نخبة من الشخصيات السياسية والإسلامية، التي بلورت تصوراتها الشاملة نحو تحقيق ذلك الغرض. وأشار نائب الرئيس إلى أن المملكة العربية السعودية الشقيقة واصلت هذا النهج نفسه، حيث رعى خادم الحرمين الشريفين الدورة الثالثة للقمة الاستثنائية التي اعتمدت نهجاً مستقبلياً موضوعياً للأمة من خلال اعتماد برنامج العمل العشري الذي يشكل في الحقيقة قاطرة الانطلاق للأمة الإسلامية عبر منظمتها نحو عمل إسلامي مشترك ودور إسلامي فعّال في بدايات الألفية على ما فيها من تعقيدات وصعوبات وتحديات. ولفت نائب الرئيس إلى أن الجمهورية اليمنية تنظر بإيجابية إلى نتائج الإصلاح الجديد الرامي إلى تطوير وتفعيل هيكلة الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وتلك الإجراءات المطلوبة من دولها في هذا السياق. وثمّن الجهود التي يقوم بها معالي الأمين العام البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، للارتقاء بعمل المنظمة، واعتماد وتنفيذ القرارات والتوصيات التي تهدف إلى تطوير عمل المنظمة، بما في ذلك صياغة الميثاق الجديد للمنظمة. وقال: إنه لا يزال أمامنا الكثير والعديد من التحديات التي تتطلب منّا إطلاق المزيد من الإرادة السياسية، وضرورة ابتكار وتطور واعتماد المزيد من أساليب التضامن والتعاون فيما بين دولنا من أجل البلورة والاستخدام الأمثل لمكامن قدرات وإمكانات الأمة الإسلامية في السعي نحو الاستيعاب الواعي لحقائق الدور الذي لا يمكن الاستمرار بتجاهله والتخفيف من تأثيره من قبل الشركاء الدوليين في التنمية من ناحية، والقيام على نحو أكثر جدية وحزم والتزام في تطوير نهج وأساليب وآليات مجابهة الحملة الإرهابية الظالمة ضد الإسلام والمسلمين من ناحية أخرى. وأكد الأخ نائب رئيس الجمهورية رغبة الجمهورية اليمنية، في ظل هذه الظروف الدولية الدقيقة، وعبر التئام هذا المحفل الإسلامي على مستوى القمة، في أن يتم الاستعراض الجاد والموضوعي الحاسم، بما في ذلك اتخاذ المواقف الموحدة بالإجماع، وذلك فيما يتعلق بالهجمة الظالمة ضد الإسلام والمسلمين، خاصة بعدما تجلّت الحقائق المدعمة بالأدلة أن الأمة الإسلامية مهددة في عقيدتها وقيمها. وقال: إن الدين الإسلامي الحنيف بريء من التهم التي يُوصم بها، وعلى وجه الخصوص الإرهاب، وتحت هذه التهم الغاشمة الكاذبة تم احتلال بعض ديار المسلمين، ويتم التعامل مع شعوب الدول الإسلامية ودولها على نحو لا يتسم بالعدالة والاحترام، على الرغم من معاناة هذه الدول وشجبها ومحاربتها للإرهاب. وتابع نائب الرئيس قائلاً: واليوم «أصحابَ الفخامة والجلالة والسمو» مرّة أخرى تعيد أجهزة الإعلام الدانمركية، بمباركة سافرة أو مبطّنة، أو بتجاهل مريب من الجهات الأوروبية الأخرى، ارتكاب جريمة الإساءة إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وبذريعة مفبركة من حفنة صغيرة من المتطرفين في الغرب، لتؤكد النهج المنظم ضد الإسلام والمسلمين. وأضاف: وعليه فإن الجمهورية اليمنية، ومن هذا المنبر الذي ينطلق منه صوت الإسلام والمسلمين، تدعو إلى انتهاج موقف حازم تجمع عليه جميع الدول الأعضاء في المنظمة، ويشمل الإجراءات السياسية والإعلامية، وأسلوب التعامل مع هذا الاستفزاز المنظم للمسلمين، واختيار أسلوب التعامل مع الإساءة إلى الإسلام والمسلمين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يتم وفي الإطار الدولي الشامل اعتماد قرار من قبل منظمة الأمم المتحدة يجرّم الإساءة إلى الأنبياء والأديان السماوية، ويدمغ مرتكبيه بانتهاك الأمن والسلم الدوليين، وإنزال العقوبات عليهم وفقاً للتشريعات الدولية والوطنية. وقال الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية: إن بيان الجمهورية اليمنية سيكتفي بالمحتوى الذي أوردناه، والذي يؤكد مواقفنا التي تم التعبير عنها في سياق التحضيرات لهذه القمة، بما فيها الاجتماع التحضيري الوزاري، وخاصة حول ميثاق المنظمة. وأضاف: ومع ذلك نرى لزاماً علينا التطرق إلى قضية المسلمين المركزية، القضية الفلسطينية، باعتبارها شاهد الألفية الجديدة على التعامل المجحف لأرباب النظام الدولي الجديد.. وأشار إلى أن إسرائيل المُغتصِبة والممارسة لإرهاب الدولة المنظم بمختلف أشكاله وأفعاله تنال الدعم بكافة أشكاله في أجواء صمت مريب من مجلس الأمن، وموقف متحيز من الراعين للسلام في الشرق الأوسط.. لذلك فإن على قمتنا هذه ألا تكتفي بالتنديد والإدانة لإرهاب الدولة الإسرائيلية، بل تبحث في سبل دعم النضال الفلسطيني، ورفع الحصار عن الأراضي الفلسطينية، والعمل على رأب الصدع بين منظمتي فتح وحماس من خلال التعاطي مع مختلف المبادرات العربية ذات الصلة، وتقديم الدعم الإنساني الذي يخفف من معاناة المواطنين الفلسطينيين.. وقال نائب رئيس الجمهورية: إن موقف الجمهورية اليمنية تم التأكيد عليه مراراً.. وهي تؤكد هوية ونهج نظامنا السياسي تجاه هذه القضية المصيرية، وفي المرحلة الراهنة الأخيرة تقدمنا بمبادرة حرصاً منّا على وحدة الصف الفلسطيني، وحتى يتم تجاوز الخلافات الفلسطينية. مبيناً أن المبادرة كانت من أجل توحيد المواقف ضد العدو الإسرائيلي المحتل، وبما يضمن إحلال السلام الشامل العادل في الشرق الأوسط، وذلك بقيام الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وضرورة التزام المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بما فيها حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. واستطرد الأخ النائب: لقد طالت الممارسات الإرهابية الإسرائيلية كل الشرائح السكانية من أطفال ونساء وشيوخ، وشملت إجراءات الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني جميع مناحي الحياة بما في ذلك منع الغذاء والماء والدواء، حيث يتم القتل المستمر للأبرياء وهدم المنازل وحرق الأراضي الزراعية وإقامة المستوطنات والقيام بشتى أصناف التنكيل والتعذيب والإرهاب والأعمال العدوانية الأخرى ضد المدنيين الأبرياء من الفلسطينيين. ولفت إلى مشاركة ممثلين عن اليمن في الاجتماعات التي كُرّست لتعديل ميثاق المنظمة، وقال: إن ذلك أمر في غاية الأهمية، كونه يحتل أولوية خاصة في سياق إجراءات المواءمة المطلوبة.. وناشد نائب رئيس الجمهورية في ختام كلمته الدول الأعضاء في المنظمة إلى أن تتجاوز القضايا الخلافية ذات الطابع الثنائي، وإعطاء أهمية قصوى ليس لإبراز هوية المنظمة وتكاتف وتضامن الدول الإسلامية الأعضاء فيها فحسب بل ومن أجل إبرازها على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدولية موحّدة قويّة، تمتلك شواهد المصداقية والقدرة على الشراكة في صنع القرارات الدولية.