لم يتحمل المواطن اليمني محمد (35 سنة ) من أمانة العاصمة منظر ضحايا إحدى المذابح الإسرائيلية في قطاع غزة مؤخراً وهو يشاهدها عبر التلفاز فشحب صوته وتغير لون وجهه وأغمي عليه وأصبح جثة هامدة بين أفراد أسرته. وعندما تم إسعافه إلى أقرب مستشفى خاص أفاد أحد العاملين في الطوارئ بعد كشف سريع للنبض في رسغ اليد أن محمداً فارق الحياة إثر سكتة قلبية، فما كان من أسرة محمد إلا الرضا بالقضاء والقدر، مسلّمين أمرهم لله عز وجل على اعتبار أن هناك فحصاً طبياً قد جرى. وعندما شرعت أسرة محمد في إتمام إجراءات خروج الجثة من المستشفى وتجهيز عملية الدفن، حضر أحد الأطباء العاملين من ذوي الاختصاص في نفس المستشفى وبدأ باستخدام إحدى طرق الإنعاش القلبي المعروفة بالقرص باليد بقوة على الجلد فوق منطقة الصدر، وبالتالي تبيّن له أنه من الممكن إنقاذ محمد وأنه لايزال على قيد الحياة. أمر الطبيب المتخصص بإحالته إلى غرفة العناية الفائقة وبدأ فريق طبي بعملية الإنعاش القلبي باستخدام الصدمة الكهربائية والتي بدورها زادت من نبضات القلب وأعادته إلى طبيعته بمشيئة الله تعالى، وتحولت الأحزان التي كانت جاثمة على صدور أسرته إلى أفراح وزغاريد لعودة الحياة مرة أخرى لمحمد الذي اعتقد أنه فارق الحياة. وبعد التيقن من أن محمداً لم يفارق الحياة توقفت تجهيزات إخراج الجثة التي كادت أن تتم، وبات محمد ليلته تلك بين أولاده بعد أن كان مقرراً أن ينام في لحد قبره بسبب الاستعجال بالحكم ولخطأ طبي في التشخيص السريع لحالة ظاهرة كاد يودي بحياته فعلاً.