( 1 ) في هذهِ المدينَةِ عليَّ أنْ أقضيَ ليلَتي الأولى لكنَّ سقوطَ المطرِ ضلَّلني وأنسانيَ الطريقَ. ( 2 ) منْ أينَ تأتي الأحزانُ إليّ؟ أتوقُ لِمَن يقتلُ الشّهوةَ في صدري لمَنْ يُشْبِعُ الغابة بضواريها امرأةٌ مثلجةٌ أنا وعرَاء لا تريدُ سِوى الاستيقاظ من سباتها حتى تتوقَّف عن الدَّوران. ( 3 ) تنسابُ ببطء في فمي ثلاثةُ أقمار وزاويةٌ متعبَةٌ وغطاءٌ أسودٌُ فاحِمٌ ودمعتانِ مرهقَتَانِ تشُقّانِ نهديَّ بولَعٍ ليتَني لمْ أكنِ المرأةُ التي تنتظرُ طويلاً ليتَني كنتُ الصمتَ وحدَه هناكَ وراءَ الحيوات الأخرى مساءَ يَطُول لأنَّ المساء أنثى مثلي ويخافُ الموت تحتَ لِحافِه الورديّ مثلي وحيدٌ أبداً مثلما أنا وحيدة. ( 4 ) لا شيءَ سِوى المرآةِ وجسدين يمضيان متلاصقين في ثرثرة صاخبة العالم فارغ، وهناك عيون تراقب تتضارب كالفؤوس أسمع قطار المسافات الطويلة وأرقب الناس وهم يسيرون بصمت واضح وأسأل نفسي كيف يبدو وجهي في المرآة. ( 5 ) أريدُ أن أستمتعَ باشْتِهاءاتي بلا مخرج وأن أقف في العتمة فأشعر بأن هناك شيئاً ما يناديني يتوالد في داخلي كل لحظة ويصل حتى الجذور. ( 6 ) أريدُهُ ليَ وَحدِي مثل زهرة بيضاء تشرع بوابتها للعائدين من أسفارهم الطويلة وتنغلق عندما تتعب كم سهل أن نضيع في الحياة ولكن أن نجد قلباً يتسع لنا...! فهذا محال. ( 7 ) تكْفيني وردةٌ منه يضعُها على ظَهرِي وقبلةٌ دافئَةٌ في حنايا الشوارعِ الممتلئةِ بالأمطارِ، أيها الرجلُ العائدُ من غربةِ التوحّدِ المصطنع في خطواتك هناك في مسارح المدن العائمة خواء يشبه عبثك. ( 8 ) تمنيتُ لوْ لحظةً تجمعُنا الحياةُ ولا تفرّقنا سِوى الفواصلُ الصّغيرة. أنتَ أكبرُ من أصابعِ يَدي وذاكَ الطفلِ المختبئِ في أحشائِي، أنتَ أكبرُ منَ الظلِّ والشمسِ والقمَر، وأكثرُ كثافةً من المطرِ والسَّحابِ، أكبرُ من لقمةٍ أضعُها في فَمِي. ( 9 ) إنني أجهلُكَ كما أجهلُ عدَّ الأيامِ على أصابِعِي والعيش أمام زجاج المحلات التالف لا أعرف الوصول إلى مراكز أخرى كثيرون ينكرون أنه لا يوجد إله إنما هي حياة واحدة لذلك فقد تناهب الجميع حياتي في تلكَ الزّحمَةِ.