مدير المعهد الديمقراطي : تقدم ملموس في مجال مكافحة الفساد في اليمن لاشك أن الفساد آفة خطيرة ومدمرة والكل يجمع على أنه يهدد حاضر ومستقبل الأجيال ، والأخطر من ذلك أن الفساد له من الأشكال والأساليب المختلفة والمتعددة تختلف عن الآفات الأخرى التي يمكن معالجتها أو مكافحتها من قبل جهة محددة ، فلا يستطيع البرلمان ولا منظمات المجتمع المدني التصدي له إذا لم يعمل الجميع كفريق واحد من أجل القضاء عليه ولا يقتصر الأمر بجهة أو أفراد معيّنين. إشادة دولية المدير المقيم للمعهد الديمقراطي الوطني السيد بيتر ديمتروف: بدأ حديثه بالإشادة بالخطوات والاجراءات التي تمت في اليمن بهدف مكافحة ومحاربة الفساد وعلى وجه الخصوص ما قام به مجلس النواب والهيئة العليا لمكافحة الفساد. وقال : أصبحنا اليوم قادرين على التحدث عن الفساد وهناك توجهات جادة في مجلس النواب اليمني في إحالة كثير من القضايا المتعلقة بالفساد للجهات المعنية ، ولهيئة مكافحة الفساد وهذا يعد إنجازاً كبيراً وجيداً بهدف مكافحة الفساد. وأضاف السيد بيتر ديمتروف : هناك تقدم ملموس في مجال مكافحة الفساد في اليمن وأهمها صدور تشريع يمني خاص بمكافحة الفساد والذي بموجبه تم إنشاء الهيئة العليا لمكافحة الفساد. ضرورة وجود شبكات تحالفية وقال حول هيئة مكافحة الفساد : - الهيئة العليا لمكافحة الفساد قد بدأت من أجل الوصول لايجاد شبكات تحالفية من المجتمع المدني ، وأتمنى أن تمثل مجموعة تحالف النزاهة التي تم تشكيلها من منظمات المجتمع المدني الخطوة الأولى لتحالفات المجتمع المدني الذي يعزز أعمال الهيئة العليا لمكافحة الفساد. وعندما تريد المنظمات الأخرى أن تعزز أعمالها من أجل مكافحة الفساد نتمنى أن تنظر إلى هذا التحالف كمنظمات رائدة في هذا المضمار لتحذو حذوه. وأعتقد أن التنسيق في الأعمال هو الشيء الذي يجعلنا أقوياء ونحن بدورنا في المعهد الديمقراطي سنقدم الدعم الفني في مجال كيفية إيجاد خطط الاتصال والتنسيق مع منظمات أخرى لتوسيع هذا التحالف. تدريب وتأهيل وقال ديمتروف: خلال الفترة القادمة سيقوم المعهد بتنظيم دورة تدريبية حول التحقيق الصحفي ولن يكون هذا فقط لنقابة الصحفيين ولكن سيكون حول كيفية التحقيق من أجل الحصول على المعلومات لجميع منظمات المجتمع المدني ونتمنى أن يصل القانون الخاص مجلس النواب خلال الأشهر القادمة. آفة مدمرة وقال الأخ عيدروس النقيب عضو مجلس النواب: الفساد آفة مركبة ، هذه الآفة تنتشر بشتى السبل ومختلف الطرق وتتخذ أشكالاً وأساليب متنوعة، بالتالي فإن مكافحتها والتصدي لها عملية معقدة وصعبة ينبغي أن تتخذ مختلف الأشكال والوسائل ، ومن هنا تنبع أهمية قيام تحالف شركة واسعة لكل الأطراف المعنيين بمحاربة الفساد. مطلوب جهود مكثفة ويؤكد النقيب من هنا يمكن القول: إن التصدي يتطلب جهوداً مكثفة وعمل شراكة موسعة ويتطلب صبراً وأملاً طويلاً حتى يمكن الوصول إلى نتائج محققة وعملية. ولذلك نحن سنكون سعداء في منظمة برلمانيون ضد الفساد أن يكون لدينا شركاء نشطون وفاعلون للتصدي لهذه الرسالة المهمة. وأشار الأخ عيدروس النقيب إلى ماقامت به منظمة برلمانيون ضد الفساد أن : - منظمة «برلمانيون ضد الفساد» «يمن باك» هي منظمة غير حكومية وليست برلمانية ولكن هي منظمة طوعية لمجموعة من البرلمانيين الذين وجدوا في أنفسهم الرغبة للعمل في هذا المجال. تشريعات قانونية وخلال السنتين الماضيتين منذ تأسيس المنظمة استطعنا أن نقوم بعمل لا بأس به من حيث الاسهام في الإعداد لمشروع مكافحة الفساد ومشروع قانون المزايدات والمناقصات ولدينا توجهات للتقدم بمجموعة من مشاريع القوانين لمجلس النواب يتم تقديمها بصيغة فردية من قبل أعضاء المجلس. حيث سيتم خلال الفترة القادمة تقديم عدد من مشاريع القوانين إلى مجلس النواب ومن أهمها مشروع قانون حق الحصول على المعلومات ، ومشروع قانون صيانة الأموال العامة ، ومشروع قانون حول كيفية التعامل مع منظمات المجتمع المدني وكثير من المشاريع التي هي حالياً قيد الدراسة. أهمية منظمات المجتمع المدني وأكد الأخ النقيب: أن مكافحة الفساد رسالة ينبغي أن يضطلع بها الجميع ومن هنا تأتي أهمية مشاركة منظمات المجتمع المدني باعتبارها إطاراً واسعاً يضم مجموعة من الخيرين والنشطاء الطوعيين الذين لديهم دور فاعل في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأود هنا أن أشدد على أهمية منظمات المجتمع المدني أن تعمل من أجل الحصول على المعلومة ، لا يمكن التصدي لأية ظاهرة دون أن يكون لدينا معلومات عنها. دعوة لتوسيع الشراكة ودعا الأخ النقيب في ختام حديثه إلى توسيع الشراكة في مناهضة الفساد.. وأضاف: مازلنا في بداية الطريق ، والفساد هو آفة تطور آليات التحصين لنفسها ضد وسائل المكافحة ، هو أشبه بتلك الجرثومة التي يوماً عن يوم تتحصن بمزيد من وسائل الوقاية ولم نتمكن من قهر هذه الآفة إلا بابتكار مزيد من الأساليب الجديدة التي تتفق، الطريق على ذلك التحصين الذي تتخذه هذه الآفة وأسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير ومصلحة الجميع. عملية معقدة أما الدكتور عبدالباري دغيش عضو مجلس النواب فقال: إن مكافحة الفساد عملية معقدة - تحتاج إلى مواجهة اتجاهات عدة ، نحن معنيون أيضاً بمكافحة ثقافة الفساد ، الثقافة المولدة للفساد وليس الفساد فقط كظاهرة وأشخاص هي عملية طويلة. وأضاف : أنا أنظر إلى أن الفساد منتوج الجميع وأهم الشيء إذا أردنا المكافحة أن توجد النية والارادة الصادقة عند الجميع، أن نتخلص من الفساد .. وإرادة التخلص من الفساد في غاية الأهمية وكذلك التخلص من الثقافة المولدة للفساد .. أستطيع القول: إن هناك جهوداً طيبة سواء من منظمات المجتمع المدني المعنية بمكافحة الفساد أو من خلال البرلمان ولجانه الدائمة وهذا الذي أريد إيراده حقيقة ، ففي الآونة الأخيرة هناك جلسات نوعية للبرلمان انتقل خلالها البرلمان إلى درجة أعلى في مواجهة مكافحة الفساد. اتفاقية دولية وقال الدكتور عبدالباري دغيش : اليمن صادقت على الاتفاقية الدولية الخاصة بمكافحة الفساد ، وتم تشريع قوانين عدة في مجال مكافحة الفساد مثل قانون الذمة المالية ، قانون الهيئة العليا لمكافحة الفساد ، قانون المزايدات والمناقصات و...الخ. وهناك قوانين عدة قيد الدراسة ومنها مايتم إعدادها وسيتم تقديمها للمجلس في حال الانتهاء من الإعداد. البرلمان في المقام الأول من جانبه أشاد الأخ سلطان العتواني عضو مجلس النواب بما قام به المعهد الديمقراطي الوطني المتمثل بعقد ورشة عمل لإيجاد شراكة بين منظمات المجتمع المدني ومنظمة برلمانيون ضد الفساد للعمل على محاربة الفساد بشكل أكثر فعالية وجدية.. وقد حققت الورشة كثيراً من الأمور وأهمها التوعية بمخاطر الفساد وأهمية قيام علاقة بين المنظمات لمواجهة حالة الفساد. ويقول: دور مجلس النواب بالمقام الأول هو التصدي للفساد. وهناك توجه لكثير من أعضاء البرلمان وبتفاعل من أجل مكافحة الفساد والجميع يتمنى أن ينتهي الفساد.. وحول دور منظمة برلمانيون ضد الفساد قال: إنها منظمة طوعية تضم برلمانيين من مختلف الأحزاب ، وقد تم إنشاء المنظمة بعيداً عن الحزبية وأي معايير حزبية ، وتوجد لدى المنظمة لائحة تنظم العمل وهدف يجمع الأعضاء هذا الهدف لايفرق بين الأعضاء ، وعلينا أن نعمل في هذا الاتجاه. واجب ديني وقال البرلماني سلطان العتواني : - موضوع مكافحة الفساد هو واجب ديني بالمقام الأول أدعو الناس جميعاً من واجب ديني ووطني وأخلاقي أن لا يسكتوا عن هذا الفساد وأن يقدموا كل ما لديهم من معلومات حول الفساد وأن يتصدوا له بشجاعة لأنه واجب من الواجبات التي أمرنا الله بها ويحثنا عليها ديننا الإسلامي. قواعد مكافحة الفساد وتحدث الأخ مراد ظافر، نائب مدير المعهد الديمقراطي حول أهمية انشاء تحالف وطني لمكافحة الفساد: هناك عدة قواعد معينة لمكافحة الفساد ، والفساد لابد أن يتم تضافر الجهود الحكومية مع منظمات المجتمع المدني ومع الإعلام الذي يعتبر الحارس الأبدي للنزاهة ، فإذا توفرت المعلومة وتكاثفت الجهود الشعبية والرسمية في مجال مكافحة الفساد ، استطعنا أن ندحض الفساد ونجعله الاستثناء المحرم والمخاطرة الكبيرة. تعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة ونوه نائب مدير المعهد الديمقراطي مراد ظافر : - ينبغي على كل من يريد أن يكافح الفساد أن يبدأ أولاً بنفسه وثم بمن يعول ولا أحد يبري نفسه ويتهم الآخر بأنه فاسد. فمثلاً منظمات المجتمع المدني لابد أن تتضافر الجهود فيما بينها وتعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة قبل أن ننطلق للآخرين ، لابد من ايجاد مرونات سلوكية بالنسبة للصحفيين ولمنظمات المجتمع المدني ثم أهم شيء في الأمر بالنسبة للمنظمات لو استطاعت أن تتواصل فيما بينها من أجل اخراج مرونات سلوكية للعمل الأهلي والعمل الجماهيري ، بالإضافة إلى مرونات سلوكية للمهنة الخاصة بالتحصين سيكون العمل أفضل وأنجح. الفساد أبرز معوقات المجتمع الأخت سماح جميل عبده عضو الهيئة التنفيذية لمركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان بعدن قالت: إن تشكيل تحالف وطني من قبل منظمات المجتمع المدني تعبير عن التفاعل من قبل هذه المنظمات بقضايا المجتمع وقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية ، وهذا من أهم أهداف مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان الذي نسعى لتنفيذه وتحقيقه. فالفساد هو أبرز معوقات انتشار ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية والسلم الاجتماعي ، والفساد وهو سبب الكثير من المشكلات التي يواجهها مجتمعنا ويؤثر سلباً في المستقبل. لهذا لا بد أن تتكاتف كل الجهود الخيرة في اليمن من أجل المشاركة والمساهمة في مكافحة الفساد. المنظمات المرآة العاكسة الأخ محمد قاسم نعمان رئيس المركز اليمني لدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان يرى أن منظمات المجتمع المدني هي المرآة العاكسة لواقع المجتمع فهي تتشكل من قطاعات وفئات مختلفة من المجتمع ، ولهذا وجود دور لهذه المنظمات هو دور للمجتمع. الفساد مشكلة كبيرة جداً وحل هذه المشكلة يأتي من خلال كل المجتمع ، ومنظمات المجتمع المدني عبارة عن حلقة وسيطة لهذا المجتمع بمعنى أنها حلقة وسيطة بين هذه المهمات الاشكالية القائمة في بلادنا. إن منظمات المجتمع المدني حديثة النشأة والتكوين، امكاناتها ضعيفة وهذا صحيح ويمكن قدرتها على أن تقوم بدور واسع هذا صحيح ، ولكن نحن نقر المبدأ أن هذه المنظمات كونها تمثل قطاعات واسعة من المجتمع يمكنها أن تلعب دوراً كبيراً في هذا الجانب ، ولكن لايعني أن هذه المنظمات ستلعب هذا الدور من خلال هيئتها ولكن عليها أن ترتبط بهذا المجتمع ومن خلال هذا الارتباط بالمجتمع يُشرك المجتمع في التحمل والقيام بهذه الأدوار. الفساد ضرره واسع وقال الأخ محمد قاسم نعمان: إن مكافحة الفساد عملية تتطلب كل القطاعات والشرائح، جميع الأحزاب وجميع الخيرين وكل من له مصلحة في مكافحة الفساد عليه أن يشارك في هذه المهمة. الفساد ضرره واسع جداً، على المجتمع ، وعلى التنمية وعلى الإنسان والشباب والطفل وكل شيء في المجتمع وأخطر شيء أن ضرره على المستقبل وهذا هو المهم حتى المستقبل الذي يتفاءل به الناس فهو مهدد بأنه لن يكون سهل الارتقاء باليمن. القضاء على ثقافة الفساد ضرورة من جانبه الزميل عمر أحمد باعشن نائب رئيس فرع نقاية الصحفيين بعدن قال : - لطالما وأننا اعترفنا بالفساد كظاهرة ، فهذا كلام جميل .. ولكن الأجمل أن نبدأ جميعاً في محاربة هذه الآفة ، بل ونسعى إلى القضاء على ثقافة الفساد ، وهذا هو الأساس إذا أردنا أن نكافح ونحارب الفساد.. وأضاف باعشن : باعتقادي ليست المهمة سهلة ، وبالمقابل ليست صعبة ايضاً .. لابد من توفر أولاً الصدق صوب الهدف المراد تحقيقه فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة .. والخطوة الأولى قد بدأت بالفعل من خلال منظمات المجتمع المدني القريبة من نبضات فئات الشعب بالتحالف والتشابك مع أطراف أخرى مثل منظمة برلمانيون ضد الفساد .. وكذا الهيئة العليا لمكافحة الفساد.. وأضاف الأخ عمر : لابد من فتح المجال أيضاً لشخصيات وجهات أخرى في الشراكة .. كما نجدها فرصة هنا لندعو كل الزملاء والزميلات الصحفيين في الاشتراك مع الكل في هذه المهمة النبيلة وتمنياتنا للكل تحقيق النجاحات على الدرب الطويل والشاق.