فجرت دراسة حول (حالة الفساد في اليمن) إستعرضتها منظمة برلمانيون ضد الفساد (يمن باك)، إنتقادات لاذعة للمنظمة، بعد أن وصفها برلمانيون وسياسيون من الحزب الحاكم واللفقاء المشترك بأنها "أشبه بالتقارير الأمنية"، في نفس الوقت الذي دفعت السيد ديمتروف رئيس المعهد الوطني الديمقراطي (الامريكي) إلى الانسحاب بعد أن كان أدرج إسمه طالباص الحديث. جاء ذلك خلال حلقة نقاشية نظمتها (يمن باك)، صباح اليوم الخميس على قاعة فندق "تاج سبأ"، وشارك فيها اعضاء منظمة برلمانيون يمنيون ضد الفساد، ومعهم عدد من المثقفين والشخصيات الاجتماعية، واستعرض فيها الدكتور عيدروس النقيب، الدراسة الاستبيانية الموسومة ب(حالة الفساد في اليمن). وشملت الدراسة بحث: الفساد: المفهوم والاسباب، وعوامل الفساد في المجتمع اليمني، وتجليات ومظاهر الفساد، ولماذا تكافح الحكومة الفساد، وتداعيات ونتائج الفساد، ومكافحة الفساد في التشريعات اليمنية، والمبادرات والبرامج الرسمية الخاصة بمكافحة الفساد في اليمن، واختتمت بتوصيات عامة، ثم التقرير النهائي للاستطلاع حول الفساد في اليمن. وفيما لاقت الدراسة ما نسبته 60% من عدم الرضا لما شملته في العديد من مجالات الرصد الميداني، او من حيث المنهج البحثي العلمي كنمط استبياني؛ فقد انسحب السيد ديمتروف- رئيس المعهد الوطني الديمقراطي "الامريكي" من حلقة النقاش بعد تسجيل اسمه ضمن طالبي الحديث، الأمر الذي تم تفسيره من قبل عدد من المشاركين على انه عدم رضا على المداخلات النقاشية للمشاركين التي لم تكن في محلها، وإنحرفت عن خط الحلقة النقاشية إلى مقاصد سياسية. ووصف غالبية المشاركين الدراسة موضوع حلقة النقاش، بانها "أشبه بالتقارير الامنية"، خصوصاً من قبل برلمانيين مستقلين، ومن أعضاء في المشترك والحزب الحاكم؛ فيما أعربت الدكتورة ابتسام راشد – باحثة بجامعة صنعاء- عن استغرابها لما جاء في الدراسة،كما انتقدت عدم تدوينها تواريخ وفترات زمنية محددة لما ورد فيها، وافتقارها لنهج التحليل البحثي العلمي لما شملته من أبواب! ومن جهة أخرى طرح عدة متحدثين اضافة الفساد القائم في المؤسسة العسكرية والامنية، وما يحدث في الجنوب من احتقانات ناتجة عن الفساد وعدم المساواة في الحقوق العامة، واستغلال القيادات الحكومية لمناصبها لاغراضها الخاصة. النائب الدكتور عبد الباري دغيش، بدوره قال خلال حلقة النقاش: أننا بدأنا نلتمس الواقع المعاش لما يعيشه المجتمع اليمني من خلال كشف كل مظاهر الفساد بمختلف جوانبها ومجالاتها، وخصوصا في التشريعات القانونية. أما الاستاذ اكرم عطية- نائب رئيس مجلس النواب- فقد أكد بأن الفساد عالمي، وان اليمن وقعت اتفاقية دولية قبل سنوات، وصدر قانون مكافحة الفساد، وقانون المناقصات، ولكنه يجب علينا العمل على ترجمتها وتفعيلها ونشر الوعي بين العامة لمكافحة الفساد، مشيراً الى انه وزميله النائب محمد الشدادي عندما تم انتخابهما كنواب للبرلمان قال لهم رئيس الجمهورية وبالحرف الواحد: لا تخافوا من مساءلة اي شخص مرتكب للفساد، ولا من تهديداته، واصفاً المهمة التي أوكلت للنواب بالقول: "هذه مسئولية في أعناقنا ونعتز بها"، مؤكداً في الختام بانهم جميعا يد واحدة ضد غول الفساد. هذا وترأس حلقة النقاش الاخ علي جباري، والنائب صخر الوجيه رئيس المنظمة، وعلى العمران ، وعيدروس النقيب، وترأسها نائب رئيس مجلس النواب اكرم عطية ومحمد الشدادي، فيما أثرى النقاش الدكتور طه الفسيل أحد معدي الدراسة.