تحولت مباهج الفرح والابتسامات التي كان يتبادلها كل يوم الطفلان الصديقان محسن ياسر وأوسان محمد اسماعيل، البالغان من العمر 6سنوات ويدرسان في الفصل الثاني بإحدى مدارسي مدينة جعار م/أبين إلى صراخ وبكاء وعويل وحزن عميق حلّ بأسرتيهما وذويهما وكل الجيران من سكان الحي، وخيّم الحزن على مدينة جعار حال تناول الخبر الذي انتشر في أوساط الناس كالنار في الهشيم. حدث ذلك يوم أمس عندما كان الطفلان محسن وأوسان يلهوان في اللعب بمسدسات من الألعاب النارية العادية؛ إلا أن الأول وجد بعد لحظات مسدس والده نوع "شيكي" ولا يعرف خطورته حين خرج على صديقه يعرضه عليه ولا يعرف ما بداخله، فضغط على زر الزناد لتخرج منه رصاصة اخترقت قلب أوسان فهرع الجميع على دوي صوت الرصاصة ليجدوا أوسان مضرجاً بدمائه، ولم تفد محاولة إسعافه إلى مستشفى الرازي؛ فلفظ أنفاسه مودعاً صديقه الذي قتله عن طريق الخطأ ونتيجة الإهمال بترك السلاح في متناول الأطفال. الرائد عبدالله العويداني، مدير البحث الجنائي في أمن مديرية خنفر الذي تابع وأشراف على الحادثة أفاد أن رجال الأمن والبحث قد نزلوا إلى موقع الحادثة وتمت معاينة المكان وضبط آلة الجريمة وأجري تحقيق حول ملابساتها واتخذت الإجراءات القانونية بشأنها. وذكر أن والد المجنى عليه قد تنازل عن القضية وأعلن عفوه وتسامحه عن الجاني الذي تربط بينه وولده علاقات إخاء حميمة. وأرجع الرائد العويداني أسباب الحادثة إلى الإهمال من قبل الأب الذي لم يضع المسدس في مكان بعيد عن متناول الأطفال.. داعياً الآباء إلى أخذ العبر والدروس تجنباً لحدوث مثل هذه المآسي الأليمة والمؤسفة.