ُخلق لشباب اليوم أزواج من أنفسهم، فلماذا لا يسكن إليها ويفضي بعضهم إلى بعض، على الرغم من الحنين الذي يبتلع لظلال الاسقف الوارفة بالمودة والرحمة، وقد أوشك العراء أن يفتك بهم ؟؟؟؟ شباب اليوم يكتنزون الشيء من الشعور بمعدومية الأهلية والباع من الانكسار وضمور الوازع الذي لم يعد يسعفهم على الاطلالة بخلقتهم المدموغة بالانهيار ولو توجساً على مشارف الاصطلاح «البيت المرة» إذ سرعان ما تدب الارتجافة في حناجرهم كلما استحضروا أبعاد مدلولات المصطلح في معاجم امكاناتهم والمادية على وجه الخصوص، فكثيراً ما يسفر عن ذلك إما رغبات في الموت أو جموع نحو العته وأخرى كلما تمعنوا في احجام المفارقات بين الحلم والواقع، حيث ان تواضع الطموح يقابله تضعضع الأرض من تحت الاقدام، فالمهم أن يستقر هيكل الهوة التي تحول دون دونهم، وكأنما يقذف الشيطان حتى في امانيهم الزهيدة. وان من يمرر بصره عبر عدسة واعية صوب الدائرة الواسعة والتي يعد الشباب إحدى حلقاتها، حتماً سيدرك بكتيريا الخبث الآدمي بشكل واضح مهما بلغت دقتها في خلجات المتطفلين على البشرية وسينقشع له الغطاءأن الهوة التي يعكف جنود «الهبرة» على التوغل بها برعاية صناديد الاتجارب بالاثنى سيلحظ الغبارات المتصاعدة على اثر تهاوي معاول الفتنة الهدامة للقيم تلك تستقر فوق رؤوسنا كسحب معتمة هي ما تمطرنا بما يهتك أشغفة القلوب ويسلخ اخلاب الاكباد. كم من الآباء والأمهات يحرصون على الزج بمفردات الفتوة لزمن يطول أو يقصر في اصلاحيات العنوسة حسب التعبير، وما ثمة من شيء من الصلاح، حيث لا يزيد وصفها بقماقم تغلى فيها الاجساد حتى تستنفر فيها نعرات التمرد ويفصح عنها هوس الانتقام من الذات والآخرين. وكم أولياء الغواني الدائبين على نحو غير مباشر في محورة قوله صلى الله عليه وسلم : «تزوجوا ولو بخاتم من حديد» لتصبح وبحجة المواكبة ولو بخزانة ورصيد وقصر مشيد. ليس من الخطأ أن يحلم الشباب بنوعية، إنما ان يحالوا إلى محكمة اللا ممكن بتهمة التطاول والتعدي على المألوف المستحدث وبدون ذنب يقادون اسراباً جاثية ليدينوا بالطاعة لعمى التقليدي ويثبتوا ولاءهم لسلاطين القول المستهلك.. احتزم والتزم واعمل لنفسك عزائم، ما يشم الكعوب إلا غزير الدراهم. كأول بند يقره المتنفذين في دستور الحياة الزوجية، أو شرط من شروط الزواج. وبين ممنوع الاختلاط، وممنوع التحاور، الكلام الهمس، اللمس، الخروج الحب.. و... وغيرها مما يرد في قائمة الممنوعات المرفقة طي مجلد المصروفات وتكاليف القرطاسية، وحسابات النثريات، ينزف الشباب اعمارهم ذكوراً واناثاً وحتى الحين الذي لم يعد صوم العفة كواحد من مبررات كبح الشهوات، إنما لمن يروم التعويض عن نقص يعتريه، كأن يعبر الذكر بالامساك عن فرط فحولته والانثى عن طغيان خصوبتها وان لم يكن ثمة من امرهما ما يستدعي صيام ساعة واحدة، إنما لا اثم على من يفتح باباً للمواساة ونافذة لجبر الخواطر.