الشباب..من أين أبدأ في خوض معترك الثقافة باعتبارها فعلاً تراكمياً..يبدأ من سنوات الطفولة الأولى..مروراً بسن الشباب الذي يتميز بكونه أكثر سنوات الإنسان مقدرةً على العطاء..والبحث والتنقيب..لذا كانت الثقافة فعلاً شبابياً بحتاً. في هذا المنعطف الذي سأصفه بالخطير ويجب التنبه له..سيكون لزاماً علينا أن ننمي ذواتنا بطرقٍ غدت كثيرة..والوقوف أمامها كما لا يجب هو نوع من السلبية المفرطة التي نعيشها كشباب بكل ما أوتينا من قوة..وكسل!!. التنمية الثقافية..على اعتبار أن الثقافة مصطلح يضم بين جنباته كل هذا الشتات من المعرفة..السياسية..الأدبية..الاجتماعية...الخ..كون من يلم بكل جزئيات هذه المعرفة..يصبح في عداد المثقفين.!! الشباب..كيف تتشكل ثقافتهم؟.. يمكن أن نعتبر ثقافة الشباب هي نتاج لتعرضهم المستمر لكل شيء في الواقع..فالأسرة تشكل ثقافة الأبناء..مروراً بالشارع..والتلفاز..والمدرسة..والكتاب..والإنترنت..وصولاً إلى الثقافة التي نسعى إليها أو بالأصح نتوصل لها عبر تجاربنا الحياتية التي لا تنتهي..لنكون بعد ذلك ثقافة معرفية هي إلى حدٍ بعيد صحيحة..كونها تأتي بعد خوض جزئياتها بتركيز كبير على مكوناتها. الثقافة الشبابية اليوم..هي نتاج مزيج من المتناقضات..فما يعيشه الشاب في البيت مغاير لما يشاهده في الشارع..وما يشاهده في الشارع مغاير للتلفاز..وهكذا..إلى أن يجد الشاب نفسه يعيش التناقض ذاتياً بكل تفاصيله..ليصاب بعد ذلك بانفصام في الشخصية. الصنمية..والخشبية كثقافة يستمدها الشباب من مرجعياتهم الأسرية..الدينية..السياسية..تمثل عائقاً آخر في الحيلولة دون ولوج الشباب عصر يبدو مغايراً للثقافة الماضوية..وهي وجه آخر في أن يعيش الشباب حالة من التناقض..والمتمثلة هذه المرة في الانكماش إلى الثقافة المسحوبة من القبيلة والتخلف..وما بين ثقافة عصر يركل خارج زريبته كل من لا يعيشه!!. في هذا العدد من شباب نتعرض للثقافة..والمعرفة..من جوانب معينة..حيث الفضاء المعرفي..الإنترنت..يعد منافساً قوياً في تشكيل ثقافة يسميها الناقد العزيز"محمد ناجي أحمد" ثقافة سطحية..وأجدني أتفق معه وأختلف في آن ..الإعلام هو الآخر وبالأخص الوافد يعمل كمحرك حقيقي في بلورة وعي الشباب العربي..بإعلاناته..وأجساد إناثه الموغلة في التعري!..حيث الفضائيات المكتظة بالكليبات..والأغاني التي تعمل على إلهاء الشباب..وغسل أدمغتهم... الشباب كأدوات صناعة للمستقبل..هم أكثر من يجب أن يشكلوا ثقافتهم..وفضاءهم المعرفي بعيداً عن القبيلة..وما يجعلنا ننشد إلى الأفكار الصنمية..لماذا لا نصنع ثقافتنا بأدواتنا المعرفية المتاحة؟؟.. لماذا لا نفعل ذلك؟؟ المحرر