أفسد زوجان في العقد السادس من العمر فرحة الأبناء والأحفاد المعتادة في الالتقاء والاجتماع بهما نهاية كل أسبوعين، عندما وضعا بأمر طلاقهما نهاية غير متوقعة لعلاقة زوجية، استمرت بينهما لأكثر من 35 عاماً على خلفية شجار وقع بينهما على زجاجة عطر. وكانت اللحظة الأكثر إيلاماً وتأثيراً في نفوس مجموعة الأبناء والأحفاد ال(22) من بنين وبنات من مختلف الفئات العمرية، حينما وجدوا أنفسهم على غير العادة يجلسون على مائدة الغداء بمنزل العائلة الكائن بحي شيراتون في العاصمة صنعاء في ظل غياب عائلَي الأسرة. وحسب رواية عدد من الأبناء والأحفاد للواقعة، لمندوب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فإن الخلاف بين محمد حمود وزوجته الستينيين، بدأ بسبب زجاجة عطر فقدها الزوج، قبل أن يحتدم ويتحول إلى شجار لم يقتصر على تبادل الزوجين للشتائم فيما بينهما، بل امتد ليصل إلى اعتداء الزوج على الزوجة بالضرب وتوجيه اللكمات لها. وأمام إلحاح الوالدة (ع. ع) المجروحة بطلب إخلاء سبيلها من قبل الزوج، فإن الأخير لم يتردد في لحظة انفعال شديدة من ترديد عبارات الطلاق عدة مرات على زوجته المريضة بالسكر ليحسم بدلك أمر علاقة زوجية ظلت مهددة باستمرار الخلافات بينهما طيلة أكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد. ولم يتوقف الشجار بين الزوجين عند ذلك الحد، بل طال أحد الأبناء الذي استفزه تصرف والده واضطر للتدخل، قبل أن يعتدي عليه الأخير بالضرب ويطرده من منزله. وليست هده المرة الأولى التي يقدم فيها الأب على طلاق أم أبنائه، إذ سبق أن طلقها قبل عشر سنوات عندما رفضت الامتثال ليمينه عليها بالطلاق إذا زارت بيت أهلها. وهو ما يعني أنها الطلقة الثانية، وأنه بإمكان الأب الذي أحس بالندم فيما بعد استرجاعها، غير أن ذلك يبقى مرهوناً بموافقة الزوجة التي لا تزال تصر على رفضها الرجوع إليه، واعتبارها أن هذه اللحظة هي التي تنتظرها مند خمسة وثلاثين عاماً.