تطمح الفتيات لاستكمال دراستهن العالية بمختلف التخصصات ولأن الجامعات محصورة في بعض المحافظات " المدن الرئيسية" فإن هذا الأمر يتطلب وجود سكن لتأمين حياة الطالبة خلال أيام الدراسة. ومن هنا كان لنا النزول إلى سكن الطالبات، في صنعاء وتعز لمعرفة نظامه وماذا يوفر للطالبات من خدمات ثم نقترب من دهاليزه للكشف عن واقعه، وما الذي يدور فيه . في سكن طالبات جامعة تعز كانت البداية حيث استقبلتنا الأستاذة أ/ وداد الرميمة التي تم اختيارها بعناية من بين عدد من المرشحات لتكون مديرة للسكن ، وقد رحبت بالصحيفة وطافت بناء في أرجاء السكن المختلفة وهي تجيب عن كل التساؤلات دونما تحفظ . وقد خرجنا بحصيلة جيدة حيث الطالبة هناك تدخل بعد دراسة حالتها( اجتماعياً وصحياً ونفسيا). ويكون لها ولي أمر أو وكالة شرعية معمدة من قسم شرطة لأي شخص يقوم بالواجب ترشحه أسرة الطالبة. يوفر للطالبة عدداً من الخدمات منها: سرير خشبي دولاب وتسريحة وكمدينو وبطانيات ووسائد وتكون غرفتها مفروشة بموكيت " راق " ولأن النظام هناك قائم على "الفندقي" فإن الشقة هناك تحتوي على حمامين وغرفتين ومطبخ .. ويوفر للطالبات مستلزمات المطبخ من " ثلاجة ، أدوات، صحون، ملاعق ، سكاكين" وغيره . فلا تدخل الطالبة إلا بمستلزماتها الخاصة دون العناء للتأثيث المنزلي . وبحسب الأستاذة / وداد الرميمة فأنه يترك للطالبة حرية اختيار زميلاتها بالغرفة أو يتم التوافق بين الزميلات وفقاً للتخصص أو المنطقة الجغرافية وإذا كانت الطالبة لا تتأقلم مع زميلاتها فإنها تدفع مبلغ الإيجار مضاعفاً للاستحواذ على الغرفة ألف ريال شهرياً تتم مضاعفتها حتى تتمكن الطالبة من إيجاد جو ملائم للمذاكرة . تتعامل مديرة السكن مع الطالبات بلطف حتى أصبحن يحملن لها كل التقدير والحب ، وتكرس إدارة السكن بين الطالبات أن يتعاملن مع بعض كأخوات . توضح الأستاذة / وداد :- أتعامل مع الطالبات كصديقة وأخت وبنفس الوقت مسئولة عنهن وأضطر ً للحضور ليلاً إلى السكن حتى أكون قريبة جداً منهن ، وهذا يساعد على خلق تفاهم واحترام . وفيما يتعلق بمستوى انضباط الطالبات والتزامهن بقواعد إدارة السكن تؤكد : الطالبات حريصات على مصلحة السكن ويطبقن كل ما يقال لهن من قواعد ونظم لشعورهن بالأنتماء لهذا المكان ، وأشارت إلى إن أكثر المقيمات هن من ضواحي تعز وعدد قليل منهن مغتربات . تهتم إدارة سكن طالبات جامعة تعز الذي لم يفتتح رسمياً بعد بالجانب الصحي للطالبات حيث إن هناك سيارة إسعاف تنقل الطالبة فوراً إلى المستشفى وتتحمل الإدارة " الجامعة" نفقات المعاينة والأجهزة والعلاج هذا فضلاً عن وجود عيادة داخلية ومشرفة صحية تتولى الحالات العادية، وقسم العيادة النفسية ،والأخصائية الاجتماعية . وتضيف الأستاذة / مديرة السكن :- في سكن طالبات تعز توجد صالات مخصصة لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة " شطرنج ، طاولة، تنس ، وبليا ردوا وغيرها. وتوجد قاعة خاصة بالمواهب الإبداعية " رسم بأنواعه وممارسة الهوايات الأخرى" . إلى جانب وجود مكتبة تحوي عدداً من العناوين الثقافية والعلمية والتعليمية وتسهل على الطالبات عملية البحث . ولم يغفل الجانب الحرفي بل أن هناك قاعة خاصة بالحرف اليدوية للخياطة والتطريز والنقش وغيره .. مازال الطموح أكبر في افتتاح صالة خاصة بالكمبيوتر وهذا ما سيتم قريباً كما صرحت الأستاذة وداد الرميمة مديرة سكن الطالبات في الحالمة تعز. ومن الصالات أيضاً يوجد " مصلى " وصالتان خاصة بالتلفزيون لمتابعة البرامج والترفيه والاطلاع على المستجدات محلياً ودولياً بحيث لا تكون الطالبة معزولة عن العالم . وعن النظافة تقول الأخت / الرميمه تكون الطالبة مسئولة على نظافة غرفتها ومطبخها وتعمل شركة النظافة من خلال عمالها على تنظيف الطواريد والمرافق الخاصة بالسكن. وعن الإصلاحات واستكمال التجهيزات تقول مديرة السكن / هناك تعاون كبير من قبل الدكتور / محمد الشعيبي عميد شئون الطلاب الذي يقدم كل التسهيلات في سبيل توفير درجة عالية من راحة الطالبات، و حرص من الدكتور / محمد الصوفي رئيس الجامعة لهذا لا نتأخر في المعاملات كثيراً .. وفيما يتعلق بعدد الطالبات في سكن جامعة تعز فقد بلغ (170 )طالبة وهناك عدد من الموظفات المشرفات والأخصائيات . وتلتزم الطالبة بعدد من الضوابط منها الهدوء وعدم التأخير في الدخول ليلاً وغيره. كان أخر حديثنا مع مديرة سكن تعز عن أولياء أمور الطالبات ومدى تعاونهم مع إدارة السكن حيث أردفت قائلة" أحب أن أوجه شكري وقبل هذا إعجابي بأولياء أمور الطالبات في شرعب" لأنهم فعلاً نموذج في تعليم بناتهم والحرص على إكمال تعليمهن الجامعي رغم ظروفهن المادية الصعبة ومع ذلك فهم حريصون على مستقبلهن التعليمي وأرجو من الجميع أن يقتدوا بهم فهم فعلا ً نموذجا جميلا في تعليم بناتهم .. كانت هذه الشهادة من الفنانة التشكيلية وداد الرميمة وهي تثني على أباء طالبات شرعب وتدعو الجميع للاقتداء بهم ، ونحن نشهد للأستاذة / وداد بأنها التربوية المثالية والمعلمة القديرة والمسئولة الجديرة ونأمل أن يقتدي بها الآخرون..كان هذا ما هو في جامعة تعز غير أن الأمر مختلف تماماً في جامعة صنعاء فرغم أن صنعاء " مركزية " ومعروف أن توافد الطالبات إليها من جميع المحافظات أكثر إلا أنها " قيادة الجامعة" لم تعط ذلك الاهتمام للسكن " طلاب + طالبات" . في أعداد قادمة سنتناول سكن جامعة صنعاء من حيث تجهيزاته والخدمات التي يقدمها ونقف على نقطه هامه تتعلق بسمعة الطالبات جزاء دخولهن السكن . لإن السيئة تعم عند من لا يفرق ..