يقع سكن الطالبات في الجامعة الجديدة وأنشئ لاحتواء طالبات جامعة صنعاء من المحافظات الأخرى، يتكون السكن من (3) أدوار، كل دور يحوي جناحين، وكل جناح فيه (31) غرفة و(16) حمام غسيل، و(16) حمام، وضوء إلى جانب غرفة خاصة بالتلفزيون وغرفة مخصصة للأمانات .. ويوجد مصلى ومطعم وغرفة مخصصة للكمبيوتر لجميع طالبات السكن أي أن عدد الغرف يصل إلى 192 غرفة كل غرفة تحوي ثلاث طالبات. كل طالبة تدفع رسوم تسجيل 10.000 (عشرة ألف ريال)، وألفين وخمسمئة لمن يدرس في أيام العطلة كمبلغ إضافي خاص بالترم الصيفي.هذا مجرد الوضع العام للسكن، وإذا ما طفنا في أجنحته المختلفة فإنه يئن من وطأة الإهمال والتسيب، ويعاني من إشكاليات لا حصر لها. لا يوجد في السكن عيادة مؤهلة لاستدراك الحالات الطارئة، ,وأقتصر الأمر على تكليف أحدى الأخوات من طالبات الطب للقيام بالمهمة , رغم أنه من المفترض وجود أكثر من مشرفة صحية ولو في كل جناح مشرفة واحدة لمتابعة حالات الطالبات الصحية سيما أيام الامتحانات ، حيث تزداد حالة الطالبات توتراً ما يؤدي لتدهور حالتهن الصحية. ليس هذا فحسب بل لا يوجد مشرفة نفسانية أو أخصائية اجتماعية، وكم تكون بعض الطالبات في حاجة لذلك . غرفة الكمبيوتر هي تبرع من شركة كمران عبر الرياضية المعروفة نظمية عبدالسلام، لم تتعامل إدارة السكن مع أجهزة الكمبيوتر على أنها هدية بل أرغمت الطالبات على التوقيع على ورقة يتنازلن فيها عن رسوم التأمين (2500 ريال) بحجة شراء أجهزة كمبيوتر فأين الرقابة إذاً..الأدهى من ذلك أن ثمة مشرفات في السكن باسم الكمبيوتر ، غير أنهن لا يفتحن إلا أيام محدودة جداً وتكون ساعة في اليوم، وليس لأي طالبة بل للمقربات وذات العلاقة بالمشرفات، كما أن طالبات الماجستير يلزمهن دائماً للكمبيوتر، وهذا يعرقل مواعيد مناقشتهن للرسائل بسبب عدم وجود جهاز للطباعة ومراجعة الرسالة والأبحاث، ولا تسخر لهن الأجهزة المتوفرة في السكن وإمكانيتهن الشخصية لا تسمح بذلك. المطابخ المطبخ له حكاية أخرى طالبة قديمة:(كان هناك مطعم ويصرف لنا وجبات غذائية مثل أي سكن) غير أن طالبات اليوم تتزاحم في المطبخ الذي يحوي أكثر من دولاب حديدي«لكل ثلاث طالبات دولاب واحد»، وهناك ثلاث ثلاجات تستخدم للتبريد وفي أغلب الأحيان نجدها معطله، و لا تكفي لتغطية الاحتياجات. ونجد الفوضى والضجيج يصدر من كل مطبخ ، وذلك بسبب عدم وجود شول للطبخ ويمنع استخدام الشول الكهربائية ، فأحياناً قد نجد جناحاً يحوي 31 غرفة كل غرفة 3 طالبات، ولا يوجد لهن سوى عين واحدة للطبخ «تخيلوا الوضع !» ومع ذلك فإن الغاز ينقطع الساعة (11) ليلاً ليعاد صباح اليوم التالي، وهذا ما جعل الطالبات يتعودن على أكل المطاعم والسندوتشات فقط . - شخصياً أعتمد على السندوتشات الجاهزه فترة وجودي في السكن وأن حدث ولم أخرج، عندها أظل أنتظر الزميلات لأدبر حالي معهم في الأكل - .. ما يستغرب له فعلاً هو صرف التغذية في شهر رمضان، ومعروف أن هناك العديد من الجهات التي ستتولى الأمر غير أن الجامعة تبنت الفكرة -ربما بدعم أو بتعاون جهة معينة - ولكن هذا العام لم تكلف الجامعة حالها في صرف أي وجبة غذائية للطالبات ، وكانت المواعيد من يوم إلى يوم بأن التغذية ستصل ولم تصل بأية حال. دورات مياه مغلقة وخالية من المياه أما ما يتعلق بالحمامات -فحدث ولا حرج- فلا توجد سخانات تلبي احتياجات الطالبات، ومعروف عن صنعاء برودة جوها. ليس هذا فحسب بل أن المياه تنقطع فيها، وتصل فترة الانقطاع أحياناً ثلاثة أيام حتى أن الطالبات ذات مرة تجمعن واشتكين الحال لرئيس الجامعة غير أن الأمر لم يتغير – وعود معتادة - .. ولا يوجد صيانة للحمامات وأكثر الحنفيات فيها مكسرة وهذا وضع بعض المطابخ أيضاً . غرف مزدحمة وتخصصات مختلفة الغرفة الواحدة في السكن بطول 4×3 متر يسكن فيها 3 طالبات ، وعندما رفض ذلك أفادت مديرة السكن للطالبات المحتجات بأن (نظام 3 طالبات سوف يطبق خلال السنوات القادمة أيضاً ولا مجال للمساومة ). طبعاً المبلغ المحصل 30 ألف ريال للغرفة الواحدة . ولكن ماذا بداخل الغرفة !!؟؟؟ أولاً: تدخل الطالبات الغرف على البلاط ولا يوجد فرش أرضي، فمن يتحمل هذا في الجو الصنعاني شديد البرودة سيما أن الطالبات في الأغلب من المحافظات الأخرى ؟. ثانياً: تحشر في الغرفة ثلاث طالبات من ثقافات مختلفة ، ومناطق متعددة وتكون تخصصاتهن متفرقة، فكيف تتخيلون وضع الطالبة ؟؟.. كيف ستذاكر أو تنام أو تأخذ حريتها في الغرفة سيما بنات الطب.. ألا يستدعي هذا شيئاً من الحسرة . يصرف لكل طالبة سرير حديدي وبطانية وفراش ويكون الفراش أحياناً مستعمل، أما البطانية فلا تكفي لأن تحمي الطالبة من البرد القارس ما يجعل الطالبات يعتمدن على دعم أهاليهن في توفير البطانيات .. هناك مشكلة تواجهها طالبات السكن تتمثل في تغيير «اللمبات» باستمرار، ولا تلتزم إدارة السكن بتوفير كهارب، وتغيير الأعمدة العاطلة. وما تعاني منه الطالبات أكثر هو التغير المتكرر، حيث أنه سبب الانقطاع المتكررة للكهرباء. لا يوجد تقدير لطالبات الماجستير والدراسات العليا ، حيث تحشر معهن طالبات من مختلف التخصصات، ولا تحترم مكانتهن، ولا يأبه أحد بأوضاعهن التعليمية فكيف ندعي أننا نهتم بالتعليم أو نخلق أجيالاً. مسكن فائض بالقطط! القطط حكاية أخرى لها شأن كبير، فالقطط في عددها قد توازي عدد الطالبات في السكن، وتسبب مشاكل كثيرة للطالبات من خلال برازها العشوائي على أدواتهن إلى جانب تسللهن أحياناً إلى الغرف بالإضافة إلى الخوف الذي يبدو على الطالبات... إذا ما حصرنا قضايا السكن ومشكلاته، فلن نستطيع الإلمام بها، فهل نتحدث عن عدم إرجاع مبلغ التأمين للطالبات ؟ لا يجود خط تلفون في السكن حتى ولو استقبال ؟ أم عن المكتبة التي لا يوجد فيها كتاب واحد ولا طاولات كافية ومغلقة للمذاكرة ؟؟.. الحال فعلاً يرثى له فإلى متى نظل مشاهدين لهذا المسرح الموغل في تمادية لإمتهان الطالبة التي لأحول لها ولا قوة ولا ذنب لها سواء أن الأقدار نزلت بها في هذا المكان وهدفها الأول طلب العلم لا أكثر . تغلق البوابة الخارجية للسكن في السابعة مساءً، وأحياناً يغلق الباب أمام قدوم الطالبات ما يجعلهن يقطعن مسافات طويلة للدخول من البوابة الرئسية للجامعة وأمام الجميع وهن يحملن أغراضهن ومستلزمات المأكل..فكيف هذا؟. أما البوابة الثانية فتغلق مع تلك الأولى، غير أن مرور الطالبة منها بعد كتابة تعهد يضاف إلى ملفها ويرفع للجهات المسئولة ووالي أمرها.. في السكن باب رئيسي تنفذ منه الطالبات إلى «الحوش» غير أنه يغلق في تمام الحادية عشر ليلاً ويتزامن ذلك مع إغلاق الغاز على المطابخ .. ومع ذلك فإن الطالبة هنا تظل مغلوبة على أمرها، فهي تحرم حتى من البقاء بعد اختبارات الترم الأخير فتغادر السكن حال إكمال الاختبارات رغم أن هناك دورات تدريبية تتطلب حضورها، وتصب في مجالها التعليمي إلا أن إدارة السكن أخرجتهن بحجة الترميمات ، وعندما عدنا من العطلة الصيفية تفاجأن بأن السكن لم يرمم بل دمر دماراً أشبه بالشامل في الأبواب والغرف والدواليب ولم يرمم أي جزء فيه وما زالت الأثار شاهدة.