سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكن طالبات تعز..حياة جامعية بأقل تكلفة تتوافر فيه مكتبة بلا كتب، وقاعة للإنترنت تخلو من الأجهزة..فيغدو الجامع الوجهة الأكثر زيارة، يليه السوق، ثم الصديقة حسب إحصائية السكن
متاعب الطالب الجامعي ومشاكله المعيشية حرمت الكثير من الشباب من التعليم العالي الذي لا يمكن لأحد أن يكون منتجاً بدونه.. وتهدد الكثير بالتوقف والمزيد بالحرمان.. وأرى أنها السبب الرئيس لانعزال المجتمع عن التطور العلمي.. والوصف العام لأزمة التعليم في معظم البلدان العربية!! السكن الجامعي للطالبات. السكن الخيري الجامعي. قرطبة. الإيثار. المنار... مساكن طلابية في مدينة تعز.. تستوعب عدداً ضئيلاً من الطلاب الجامعيين.. لكنها استطاعت أن تجعل من الحياة الجامعية لمن استوعبتهم أقل تكلفه!.. عطاء له مدلول إنساني وثمرته الحصاد العلمي.. غير هذا؟ تعالوا نستطلع معاً.. السكن الجامعي للطالبات.. لم يفتتح رسمياً! لنبدأ من جامعة تعز.. مبنى السكن الجامعي للطالبات يقوم بطوابقه الخمسة في أطراف سور المجمع الجامعي بحبيل سلمان، لم يفتتح رسمياً بعد، غير أن أبوابه فتحت أمام 181 طالبة (ثمان منهن غير يمنيات) ومنذ نهاية العام 2007م وفق إفادة الأستاذة وداد الرميمة مدير عام السكن الجامعي للطالبات في جامعة تعز، وهو عدد ضئيل مقارنة بعدد الطالبات اللاتي يبحثن عن سكن، ولم يستوعبهن السكن الجامعي للطالبات ولا حتى أبنية الحي المجاور للجامعة! المبنى من الداخل! طوابق أربعة فقط مأهولة بالطالبات، وهي مكونة من اثنين وثلاثين جناحاً بأربعة وستين غرفة وأربعة وستين حماماَ واثنين وثلاثين مطبخاً مجهزاً، فيما خصصت غرفة في الطابق الأول للمشرفتين اللتين يبتن في السكن، وأخرى جهزت ببعض الأجهزة والمستلزمات الطبية وخصصت كعيادة تشرف عليها إحدى طالبات الامتياز في الطب، وهي تقيم في السكن أيضاً، أما بقية الأجنحة في الطابق الأول فلقد خصصتها الإدارة للطالبات الوافدات من الجامعات الأخرى، بينما يظل الطابق الأرضي (القبو) مطموراً وتأمل وداد الرميمة مدير عام السكن أن تُفتح إليه منافذ ليتحول بعدئذ إلى “ورشة عمل” تمارس فيها الطالبات الأشغال والهوايات اللاتي يجدنها أو يرغبن في تعلمها. مرافق خدمية داخلية! في الطابق الأول.. مكتبة رفوفها تكاد تخلو من الكتب، قاعة مخصصة للانترنت ولا تتوفر الحاسبات فيها حتى الآن، ثلاثة مخازن: الأول للقرطاسية، وآخر للمفروشات، وثالث للأثاث والموبيليا؛ صالتان لمشاهدة التلفزيون في الطابقين الثاني والرابع، مصلى في الطابق الثالث، وصالة مطالعة في الطابق الرابع. سياسة الإسكان تخضع الطالبة المتقدمة بطلب السكن في السكن الجامعي للطالبات لمقابلة باحثات اجتماعيات يقيمن حالتها الاجتماعية لتُسكن الإدارة بعدئذ الحالات الأكثر حاجة، وقد تقدمن في العام الماضي 301 طالبة بينما تقدمن في هذا العام 112 طالبة تنافسن على 40 سريراً.. ومن الممكن للطالبات اللاتي يرغبن بالسكن ولم يستوعبن في حال موافقة المقيمات في الغرفة أن تنضم إليهن الحصول على موافقة الإدارة والتي تقوم بصرف “فراش وبطانية” للمقيمة الإضافية. رسوم شهرية!! ووفقاً للائحة يتوجب على الطالبة اليمنية الملتحقة بالسكن دفع مبلغ قدره ألف ريال شهرياً إضافة إلى مبلغ التأمين الذي يدفع لمرة واحدة ويعاد عند مغادرة الطالبة للسكن، بينما يتوجب على غير اليمنيات دفع مبلغ قدره أربعة آلاف ريال إضافة إلى رسوم التأمين، أما الراغبات بالسكن في غرف خاصة فيتوجب عليهن دفع تسعة آلاف ريال شهرياً لا تشمل التأمين. الحضور والانصراف! يسمح للطالبات القاطنات في السكن مغادرته منذ الساعة السادسة والنصف صباحاً بعد أن تملأ استمارة الانصراف والتي تبين فيها الوجهة وزمن العودة، وفي حالة مغادرة الطالبة للسكن مساءً تسحب منها المشرفة المتواجدة عند بوابة السكن البطاقة إلى أن تعود، كما لا يجوز بأي حال من الأحوال المبيت خارج السكن أو التأخر عن موعد الإغلاق المحدد بالسادسة والنصف مساءً إلا بإذن مسبق من ولي الأمر أو من ينوبه، يتطلب ملء استمارة الحضور عند العودة. ارتهان لولي الأمر! وحتى تحصل الطالبة المقيمة في السكن الجامعي للطالبات على إجازة مفتوحة يتطلب حضور ولي الأمر أو من ينوبه، إلا أنه قد يكتفى بالتواصل الهاتفي مع ولي الأمر في حال التقدم بطلب الحصول على إجازة محدودة وقصيرة. الجامع والسوق.. الأكثر زيارة!! تقوم إدارة السكن الجامعي للطالبات بعمل إحصاءات يومية وشهرية لوجهات الطالبات خارج الحرم الجامعي، وفي النماذج التي اطلعنا عليها وجدنا أن الجامع هو الوجهة الأكثر زيارة، يليه السوق، ثم الصديقة، ..... بينما تنعدم من السجلات أي حالة خروج في نزهة. جولات يومية!! يقتصر واجب شركة النظافة على تنظيف أروقة السكن الجامعي للطالبات، لتتكفل كل غرفة بنظافتها الذاتية تحت إشراف مسئولة الجناح (من الطالبات فيه)، بينما تقوم مشرفات في السكن بجولات تفقدية يومية.. يطلعن فيها على مستوى النظافة وأحوال الطالبات. إشكالات!! لا يخلو السكن الجامعي للطالبات من بعض الإشكالات والسلبيات التي تحدث عادة داخل أي أسرة كما تقول الأستاذة وداد الرميمة، غير أنها ليست بمستوى من الأهمية أو القلق حتى تستحق الذكر، لأنها عادة ما تحتوى حتى قبل وصولها إلى الإدارة وتتلاشى تماماً، وبينما أشارت إحدى الطالبات إلى حدوث حوادث سرقة داخل السكن.. نفت الكثير منهن هذا الأمر واستبعدن حدوثه! شكاوى!! انقطاع التيار الكهربائي –على فترات- لمدة متوسطها ست ساعات يومياً، نضوب المياة من الخزانات، إشكالان كانا محط شكوى الجميع بلا استثناء للمعنيين بالأمر.. وغير المعنيين!! حظر قنوات تلفزيونية، ومنع الهواتف المزودة بكاميرا!! بعض الطالبات شكون من افتقار السكن لصالة استقبال للزوار، غير أن وداد الرميمة أوضحت بأنه يتم حالياً تجهيز غرفة خارجية لذات الغرض؛ وأخريات شكون من حظر قنوات تلفزيونية، وعزلتهن عن العالم الخارجي! يمنع منعاً باتاً: استقبال الزوار في الغرف أو الأجنحة؛ اصطحاب الهاتف الخلّوي المزود بكاميرا إلا في الضرورات القصوى وبتصريح من عمادة شئون الطلاب (إحدى الطالبات همست: والحواسيب المحمولة أيضاً)؛ الحضور أو الانصراف دون تعبئة الاستمارة؛ وكما أسلفنا: المبيت خارج السكن إلا بإذن من ولي الأمر.