محمد بن مهدي بن أحمد الضمدي. القرن الذي عاش فيه 13ه / 19م ولدعام 1191 ه / 1777 م وتوفى عام 1269 ه / 853 م الحماطي؛ ولد في قرية (الشقيري) بين مدينتي: (صبيا)، و(أبي عريش) في بلاد (المخلاف السليماني)، الذي هو اليوم ضمن مملكة (آل سعود)، وتوفي في مدينة صنعاء. فقيه، محدث، حافظ، شاعر. درس على المؤرخ الشهير (أحمد بن عبدالله الضمدي)، ثم رحل إلى مدينة صنعاء فدرس على جماعة من علمائها؛ منهم: (إبراهيم بن عبدالقادر)، و(عبدالله بن محمد بن إسماعيل الأمير)، و(محمد بن علي الشوكاني)، و(أحمد بن حسين الوزان)، و(إبراهيم بن عبدالله الحوثي)، و(علي بن عبدالله الجلال)، و(محمد بن عبدالربِّ بن محمد)، و(محمد بن علي العمراني)، و(عبدالرحمن بن سليمان الأهدل). حجّ بيت الله، ثم عاد إلى بلده، وعزم على الاستقرار فيها، إلا أنه اختلف مع العلامة (الحسن بن خالد الحازمي)، وزير (حمود بن محمد) أمير (المخلاف السليماني)؛ بسبب أن العلامة (الحسن بن خالد)، كان يرى الإسرار ب(البسملة) أثناء قراءة القرآن الكريم في الصلاة، وقد ألزم الناس بالإسرار فعارضه صاحب الترجمة الذي كان يرى أن (البسملة) في الصلاة يجوز فيها الجهر والإسرار، وقد وقع بسبب ذلك وحشة ومنافرة بين الرجلين، فرحل صاحب الترجمة إلى مدينة صنعاء، فتلقاه الإمام (عبدالله بن أحمد)، وجعله جليسًا له، ودرس عليه. من مؤلفاته: رسالة في حكم الجهر ب(البسملة). وله شعر؛ منه قوله في الحنين إلى بلده: إلى متى الصبر؟ لهفي طال مصطبري وخاب من كنت أرجوه من البشرِ وضجَّ من ضيق حالي صبيتي وبكت أراملي في دجى الأسحار والبكرِ هل من مغيث لملهوفين طال بهم هذا الطويل؟ أما للطول من قصرِ؟ وقوله: يا من تملك في قلبي محبته فليس لي عنه مهما عشت سلوانُ جد لي بوصل فإني فيك ذو كلف واعطف عليَّ فلي في الحب أزمانُ كم ذا أقاسي من الهجران واأسفي تنام أنت وطرفي فيك وسنانُ أطوي ضلوعي وأحشائي على كمدٍ والدمع في الخد يجري وهو ألوانُ لا آخذ الله مَن أهوى بجفوته ولا دهته مدى الأزمان أحزانُ