جوهر الدعوة في الإسلام هو حث الناس على الخير والهدى والاستقامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لذلك تعتبر الدعوة إلى الله من أهم الأعمال التي دعا الله إليها في عديد من الآيات في القرآن الكريم من ذلك قوله تعالى: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين» ويقول سبحانه: «فلذلك فادع واستقم كما أمرت»..ولأهمية الدعوة واعتبارها من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله يقول جل شأنه: «ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين». وقد وضح الله منهج الدعوة فقال سبحانه: «أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين». إنه رغم هذا المنهج الواضح في الدعوة إلا أن ما نشاهده في واقعنا المعاصر سواء في وطننا اليمني وفي غيره من البلاد الإسلامية من الانحراف عن المنهج الإسلامي في هذا المجال حيث أصبح العنف وقتل الأبرياء هو الأسلوب الذي تدعيه بعض الجهات باسم الإسلام في عملها هذا تعمل على نقيض تعاليم الإسلام ومنهجه في الدعوة فنجد بعضها يتخذ من العنف والقوة اسلوباً في سلوكه بجانب قيامه على إثارة النعرات العصبية والمذهبية كما هو مشاهد مما يحدث في صعدة من جماعة حسين الحوثي وهو ما يتعارض مع منهج الإسلام الذي يقوم على الدعوة إلى وحدة الصف وعدم الفتنة والاختلاف يقول تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تتفرقوا». إن مثل هذه الأحداث قد دعتني إلى إصدار كتاب بعنوان: الدعوة والدعاة.. لتبصير الناس حول الانحراف في مجال الدعوة، وقد تضمن الكتاب أربعة فصول: تضمن الفصل الأول: تعريف الدعوة وأهمية الحاجة إليها خاصة في واقعنا المعاصر كما تضمن الفصل الثاني: الصفات التي يجب أن تكون لدى الداعية وأهمها: الصلة بالله وإصلاح النفس، ودقة الفهم للدين وواقع الدنيا بجانب الرحمة وإخلاص الداعية عمله لله. أما الفصل الثالث- فقد تضمن اساليب الدعوة وأبرزها: الحكمة والموعظة الحسنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أما الفصل الرابع فقد خصص للعقبات التي تواجه الدعوة والدعاه. حيث تضمن الانحرفات من جانب دعاة الإسلام ومن ابرزها: الجهل بفقه الأحكام الإسلامية ومقاصده الحكيمة: إن الحاجة إلى الإجتهاد اليوم اصبحت ملحة وهامة، ذلك أن هناك وقائع أحداث استجدت لم تكن فيما مضى فلم يعرفها الفقهاء السابقون وربما لم تخطر ببالهم ولذلك ينادي اليوم كثير من العلماء «بفقه الواقع» الذي يتركز على النزول إلى الميدان ومعرفة الواقع الذي يعيشه الناس ومعرفة مشكلاتهم وكيفية تنزيل النصوص لحل تلك المشكلات وذلك في ضوء ضوابط الشريعة الإسلامية ومقاصدها الحكيمة. والقرآن الكريم يوجه في كثير من الآيات إلى فقه الواقع بالاعتبار والتدبر لما حل بالمجتمعات السابقة نظير واقعها الذي كانت تعيشه إن فقه الواقع هو الوسيلة المثلى لتفاعل النص مع الواقع لايجاد الأحكام الشرعية المناسبة، وهذا ما جعل الفقهاء يقرون وجوب تغيير الفتوى بتغير الزمان والمكان. وما احوجنا إلى الاجتهاد اليوم نظراً للتغير الكبير الذي طرأ على حياتنا في المجال الصناعي والتطور التكنولوجي والتواصل العالمي الذي جعل العالم كأنه قرية صغيرة. # دكتوراه في العلوم الإسلامية