بسطاء يعيشون في قرية يمنية على الحدود، يقطنون بيوتاً من الطين والقش، إلا أن أغرب ما في هذه القرية أن معظم سكانها من العمي.. والمبصرون فيها لا يتعدون أصابع اليد، وتبلغ الغرابة في قرية «بني حسن» منتهاها إذا علمنا أن حتى مواليدهم لا يبصرون شيئاً بعد غروب الشمس.. ومتى ما وصل عمر أحدهم 6 سنوات يفقد بصره كلياً. إذا تزوج أحدهم من القرية وذهب بأبنائه خارجها لا يستطيعون الإبصار أيضاً على العكس من الذين يتزوجون من خارجها فأولادهم يشاهدون ويبصرون ولا أحد يجد تفسيراً لهذه الظاهرة المحيّرة حقاً!! بحسب ما نقلته صحيفة «الوطن». هادي أحمد صادفنا عند أحد أزقة القرية الضيقة وهو يقود ثلاثة من أبنائه وطفلة عمرها عام. يقول والحسرة تملأ قلبه: هذا هو حال أولادي الثلاثة الذين كانوا حتى سن السادسة يبصرون في النهار وعند غروب الشمس لا يبصرون حتى إذا تجاوزوا سن السادسة اختفى بصرهم نهائياً. علي أحمد شيخ أعمى في الثمانين من عمره، قال: إنه منذ ولادته وهو لا يبصر شيئاً وأن وسيلة التواصل الوحيدة بينه والآخرين بواسطة الحبال، فهو مثلاً يقوم بربط كرسيه بحبل يمتد إلى باب العشة التي يسكنها. ويروي هادي بن هادي "85 سنة" في سياق ذلك أنه في أحد الأيام انقطع الحبل الذي كان يصله بالآخرين فتتبع الحبل وظل يمشي ويمشي إلى أن استوقفه أحدهم قائلاً: إلى أين؟ وأخبره بأنه قد قطع مسافة 5 كيلومترات. وفي منزل من القش وجدنا علي عبده أحمد وقد تجاوز التسعين وبالكاد يستطيع الكلام وهو يشكو هوانه وفقدانه نعمة البصر كغيره من سكان القرية. وفي ختام جولتنا في هذه القرية استوقفنا رجل بصحبته طفلة صغيرة لا يزيد عمرها عن العام وهو يشير إلى الطفلة قائلاً: انظروا لحال هذه الطفلة المحرومة من نعمة البصر وهي في هذه السن الصغيرة