واصل المؤتمر القومي العربي أعمال دوته ال19 أمس في صنعاء، بعقد جلستي عمل برئاسة المفكر العربي عزمي بشارة، كرستا لمناقشة القضية الفلسطينية وتقرير حول واقع المؤتمر القومي العربي .. وناقش المؤتمرون في الجلسة الأولى القضية الخاصة بالمؤتمر لهذه الدورة "فلسطين والأمة بعد 60سنة على النكبة" من خلال ورقة من إعداد شفيق الحوت وقدمها عضو الأمانة العامة للمؤتمر عوني فرسخ.. وتناولت الورقة القضية الفلسطينية منذ النكبة عام 1948م والمراحل التي مرت بها والدور البطولي لأبناء المقاومة في الصمود والتحدي ومواجهة المخططات الصهيونية.. وتضمنت الورقة استقراء للقضية الفلسطينية من ثلاثة محاور ركز الأول - المشهد الفلسطيني- الضوء على تسليط الضوء على الدور النضالي للمجتمع الفلسطيني وبداية مشواره في هذا الخضم منذ العام 1948م وما أكده من ثبات وتأكيد وجود في هذا المنحى البطولي. وتناول المحور الثاني القضية الفلسطينة -على الصعيد العربي- و تطرق إلى الغاية من الاحتلال وأهدافه الاستراتيجية في أن يمثل هذا الكيان الغاصب حاجز فصل يحول دون تحقيق الوحدة العربية وبينت الورقة في هذه الجزئية التناقض بين المشروع الاستيطاني الصهيوني والتطلع العربي لتحقيق الوحدة العربية.وتناول المحور الثالث - على الصعيد الصهيوني- ما يمثله حشد قادة وسياسيين من عدد من البلدان الغربية والكثير من الشخصيات الموالية لسياسة الكيان الصهيوني في مظاهرة استعراضية للاحتفال بالذكرى ال60 للاحتلال، معتبرا أن هذه التظاهرة تسعى إلى رفع معنويات الاحتلال الصهيوني التي أسقطت حرب العام 2006م اسطورتها المزعومة بأن جيش إسرائيل لايقهر، وكذا توجيه رسالة إلى المقاومة العربية بأن إسرائيل لها حماتها على جانبي الأطلسي.. ودعت مداخلات المشاركين التعقيبية على الورقة بإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تمثل كل الفصائل. وأكدت المشاركات أن قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية والتي انطلقت من مناطق الشتات قبل احتلال الأراضي الفلسطينية العام 1967م.. فيما تركزت مداولات الجلسة الثانية لمناقشة قضايا المؤتمر القومي العربي وتقييم أدائه وبلورة مقترحات لوسائل تعزيز دوره بمايحقق أهدافه المنشودة وذلك في ضوء مناقشة ورقة قدمها الأمين العام السابق للمؤتمر معن بشور.. واستعرضت الورقة مواقف ونجاحات المؤتمر ومراحل تطور أدائه منذ التأسيس في العام 1990م وما مثله من منطلق أساسي لكثير من المؤتمرات والمنظمات العربية والقومية في مقدمتها المؤتمر القومي الإسلامي والمنظمة العربية للترجمة، المنظمة العربية لمكافحة الفساد، وفكرة مؤسسة القدس وملتقى القدس الدولي في اسطنبول وملتقى الحق الدولي الذي سيقام نهاية العام الجاري.. ولفت بشور إلى بعض الإشكالات في جوانب عمل المؤتمر . وقال: نحن نطمع مع إخواننا في كل المؤتمرات والمنظمات العاملة في مجالنا أن نكون مرجعية عبر مواقف ومبادرات تحقق التطلعات في هذا النهج وذلك لن يتم إلا حين يقوم كل عضو من أعضاء المؤتمر بدوره الفاعل في الدولة التي يوجد فيها.. ولفت إلى إشكالية التمثيل في دورات المؤتمر من خلال الارتفاع المتزايد لأعضاء المؤتمر والذي بلغ 700 عضو وما يعانيه المؤتمر في المقابل من ضعف التمويل وقلة الدعم. وأكدت النقاشات في هذا الخصوص ضرورة العمل على رفد المؤتمر بدماء شابة وإيلاء اهتمام خاص بالعنصر النسائي.. وتضمنت المناقشات اقتراحات ورؤى لتفعيل المؤتمر والنهوض بدوره وما يعول عليه في النهوض بالمشروع القومي العربي على جميع المستويات. هذا وتواصلت أمس بصنعاء أعمال الدورة ال 19 للمؤتمر القومي العربي التي بدأت السبت الماضي.. وفي جلسة أمس المسائية ناقش المشاركون جملة من الموضوعات المتصلة بالأوضاع العربية المختلفة والتحديات التي تواجه الواقع العربي .. وتناول النقاش قضية الأمن الغذائي العربي ومجالات التعاون الاقتصادي وكيفية النهوض بالمستوى المعيشي المتدني لغالبية المواطنين العرب.. وطالب المؤتمرون بدعم المشاريع الزراعية العربية حتى تتمكن الأمة العربية من توفير الأمن الغذائي، والعمل على تنفيذ برامج فاعلة للتغلب على الفقر والبطالة وتبني استراتيجية قائمة على تعزيز التجارة الاقتصادية العربية البينية،وتوفير فرص للأيدي العامله العربية وإعطائها الأولوية في التوظيف . كما طالب المؤتمرون بتحقيق العدالة الاجتماعية ،ورفع متوسط دخل الفرد ومحاربة ظاهرة خروج رؤوس الأموال الوطنية للخارج،والاهتمام بالبحث العلمي وتطوير النظام التعليمي العربي الموحد والدعوة لتحرير الأراضي العربية المحتلة وعلى رأسها العراق و فلسطين باعتبار ذلك حقاً مشروعاً. وأكدوا ضرورة تحقيق الأمن القومي العربي وذلك من خلال تفعيل الاتفاقيات الدفاعية العربية المشتركة، وكذا الاهتمام بحقوق الإنسان العربي سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية.. وعبر المشاركون في المؤتمر عن الرفض لأي لون من ألوان الثقافة الطائفية والمذهبية التي تنخر في جسد الأمة العربية تحت مسميات مختلفة، والعمل على تعزيز الهوية القومية والحفاظ على اللغة العربية خاصة في المجال الإعلامي .