دعا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - الحكومة إلى وضع استراتيجية كاملة للسلطة المحلية بغرض توسيع الصلاحيات وإنزال الاعتمادات إلى السلطة المحلية، بحيث لا يبقى للحكومة إلا الرقابة والمتابعة لأدائها والمشاريع ذات الطابع المركزي، وبحيث تعود كل الصلاحيات لصالح السلطة المحلية واسعة الصلاحيات. جاء ذلك أثناء رئاسته أمس بدار الرئاسة الاجتماع المشترك لمجلس الوزراء ومحافظي المحافظات، بعد إجراء التعديل الحكومي الأخير في حكومة الدكتور علي محمد مجوّر - رئيس مجلس الوزراء، وانتخاب أمين العاصمة ومحافظي المحافظات. وأكد فخامة الرئيس أن انتخابات محافظي المحافظات سيحد من المركزية وسيعطي صلاحيات أوسع لرؤساء الوحدات الإدارية «المحافظين» .. معرباً عن أمله أن تعمل الحكومة مع السلطة المحلية بروح الفريق الواحد بتحمل كامل المسئولية دون منازعة للصلاحيات ورمي كل طرف بالأعباء على الطرف الآخر، بمعنى إن كل من أداؤه ضعيف يحمل المسئولية على الآخرين.. ودعا فخامة الرئيس محافظي المحافظات إلى عدم العمل بعقول فردية، وإلى تحمل كامل المسئولية وعدم التدخل في شئون السلطة القضائية على الإطلاق، وكذا مقارعة الفساد والمفسدين في كل مرافق الدولة، والابتعاد عن المجاملات. وأكد أن انتخاب محافظي المحافظات سيحد من المركزية ويعطي صلاحيات أوسع للإخوة رؤساء الوحدات الإدارية (محافظي المحافظات). وقال: «على الحكومة وضع استراتيجية كاملة للسلطة المحلية بغرض توسيع الصلاحيات وإنزال الاعتمادات إلى السلطة المحلية بحيث لا يبقى للحكومة إلا الرقابة والمتابعة لأداء السلطة المحلية والمشاريع ذات الطابع المركزي، وبحيث تعود كل الصلاحيات لصالح السلطة المحلية واسعة الصلاحيات». وأضاف: «وسيتعزز ذلك أكثر فأكثر بعد إجراء بعض التعديلات الدستورية». وعبر فخامة رئيس الجمهورية عن الشكر لمن شملهم التعديل الوزاري على أدائهم للواجب الحكومي». وقال: «وقد اقتضت المصلحة الوطنية العليا أن نأتي بحقائب جديدة تضاف إلى حقائب مجلس الوزراء، ونبارك للاخوة الذين حصلوا على الثقة بالحقائب الجديدة في مجلس الوزراء». معرباً عن أمله في أن تعمل الحكومة مع السلطة المحلية بروح الفريق الواحد بتحمل كامل المسؤولية دون منازعة للصلاحيات ورمي كل طرف بالأعباء على الطرف الآخر؛ بمعنى أن كل من أداؤه ضعيف يحمل المسؤولية على الآخرين. وأضاف: «على الجميع أداء واجباتهم طبقاً للقانون وطبقاً للدستور، وعلى الحكومة ممثلة برئيس مجلس الوزراء ونوابه متابعة هذا الأمر وإعطاء الصلاحيات، وعلى وزارة المالية التواصل مع الحكومة ومناقشة موضوع المخصصات الخاصة بالسلطة المحلية وتصرف فوراً».. موجهاً بوضع موازنة جديدة للعام القادم تتضمن الموارد وكيفية تحسينها في المحافظات. وأضاف فخامته: «فإذا تحسنت الموارد في المحافظات بشكل جيد وملحوظ من خلال أداء السلطة المحلية، فيمكن أن تنظر الحكومة في إمكانية زيادة موازنات السلطة المحلية بقدر ما تحقق هذه السلطة أو تلك من إيرادات، وكلما زادت موارد السلطة المحلية زادت الاعتمادات المصروفة لها، وكلما تحسن أداء جباية الموارد المحلية المخصصة في القانون مكن ذلك الحكومة من إضافة اعتمادات جديدة إلى الاعتماد الحالي». وتابع رئيس الجمهورية: «ما نحث الحكومة عليه هو أن تدع السلطة المحلية تتحمل مسؤولية الأمن والاستقرار والتنمية والخدمات في المحافظات». وقال: «تقيدوا بالنظام والقانون بعيداً عن التحكيم والوساطات والتلفونات والأحكام العرفية، طبقوا سلطة النظام والقانون». وأضاف: «القضاء مستقل، والنيابة العامة مستقلة، ولا يسمح لأحد أن يتدخل في شؤون السلطة القضائية». وخاطب محافظي المحافظات: «أنتم محافظو المحافظات، عملكم هو إدارة وتنمية وأمن، لا تتدخلوا في شؤون السلطة القضائية على الإطلاق، فأنتم الآن في نظام حكم محلي واسع الصلاحيات، وتبقى بعض الأشياء، ونحن في طريقنا إلى إجراء بعض التعديلات على الدستور وقانون الحكم المحلي، وعليكم تحمل كامل المسؤولية بروح الفريق الواحد، وعليكم أيضاً مقارعة الفساد ومحاربة الفاسدين والمفسدين في كل مرافق الدولة، فهذا واجبكم، ابتعدوا عن المجاملات في السلطة المحلية وحافظوا على الأمن». وأضاف: «أنا متأكد أنه إذا عملتم بعزيمة الرجال الصادقين الذين يقدرون المسؤولية سيعم الأمن والاستقرار في المحافظة، وكلما تعزز الأمن والاستقرار في المحافظة ساعدنا ذلك على بناء المزيد من المشاريع التنموية والخدمية والاستراتيجية». وقال فخامته: «لا تعملوا بعقول فردية، بل اعملوا بعقول جماعية وتنسيق من خلال إعطاء السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية صلاحيات أوسع، وابتعدوا عن القرارات الفردية، فهناك قيادات جماعية اسمها السلطة المحلية ممثلة برئيس السلطة المحلية وأمين عام السلطة المحلية وأعضاء مجلس السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية في المحافظة». وأضاف: «تحملوا كامل المسؤولية، فهذه نقلة جميلة ورائعة في اليمن وإذا عملنا بمسؤولية خلال المرحلة القادمة، فسيكون ذلك حديث المنطقة، وستكون هذه التجربة مكسباً وطنياً يقتدي بها الآخرون». واستشهد فخامة الأخ رئيس الجمهورية بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «الإيمان يمان، والحكمة يمانية». وقال: «اليمانيون أصحاب حكمة ولا قلق، فالأوضاع الأمنية بعض المناطق يتعاطى معها رجال الأمن، وقد عيّنا نائباً لرئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن، وهو بذلك يكون رئيساً للجنة الأمنية التي سيكون مقرها في مبنى الأمن القومي، لمتابعة الجوانب الأمنية». وخاطب نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن قائلاً: «أنت المسؤول الأول في الإشراف والمتابعة والتقييم لأداء وزارتي الداخلية والدفاع، وتتحمل كامل المسؤولية عن ذلك أمام رئيس الوزراء». وجدد الأخ الرئيس التهاني للوزراء والمحافظين، معرباً عن ثقته في أن يكون الجميع عند حسن ظن القيادة وثقة الناخبين الذين منحوهم الثقة في انتخابات المحافظين التي تعد خطوة هامة أتاحت الفرصة لأعضاء المجالس المحلية المنتخبين من الشعب أن تنتخب المحافظين. وكشف الأخ رئيس الجمهورية عن توجهات جدية لتعديل القانون خلال المرحلة القادمة بما يحقق الأهداف المنشودة للحكم المحلي ويكفل الانتخاب المباشر لرؤساء الوحدات الإدارية. وتمنى الأخ الرئيس في ختام كلمته للجميع التوفيق والنجاح، وكرر تهانيه لجماهير شعبنا اليمني بالعيد الوطني.