حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية على المستوى العالمي. وقالت المنظمة :ان الارتفاع الكبير في الأسعار ربما سيدوم في ظل تزايد الطلب من الدول النامية على المواد الغذائية وارتفاع كلفة الإنتاج. وأضافت المنظمة: ان الارتفاع الصاروخي في أسعار المواد الغذائية هو أعلى من الأرقام القياسية السابقة، مشيرة إلى ان ذلك يعود جزئياً إلى سوء الأحوال الجوية التي أدت إلى تدمير المحاصيل. وأضافت المنظمة العالمية إلى انه رغم ان الارتفاع في الأسعار قد يتراجع قليلاً، إلا أن عوامل أخرى مثل الطلب على الوقود الحيوي، والمضاربات وما تؤدي إليه من اضطراب الأسواق، تسهم في الإبقاء على الأسعار المرتفعة. وتنبأ التقرير السنوي للمنظمة أن أسعار لحوم الخنزير والأبقار ربما سترتفع بمقدار %20 في الفترة من 2008 إلى 2017، وأن ترتفع أسعار الدقيق بنسبة %60 كما يتوقع ان ترتفع أسعار الزيوت النباتية بنسبة %80. يشار إلى أن أسعار الدقيق والذرة والمحاصيل التي تستخرج منها الزيوت قد تضاعفت في الفترة من 2005 إلى 2007، وبينما تتوقع الفاو أن تتراجع هذه الأسعار إلا ان التراجع قد يكون أبطأ إثر الارتفاعات الكبيرة السابقة. بالإضافة إلى العوامل الأساسية المؤثرة في الأسعار مثل العرض والطلب وسوء الأحوال المناخية وتكلفة الطاقة، فإن المضاربين أيضاً يسهمون في اضطراب أحوال سوق السلع الغذائية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها. كما عبرت المنظمة أيضاً عن قلقها من التوسع في استخدام المحاصيل لأغراض استخراج الوقود الحيوي. وقال ميرت كلف وهو أحد الذين أعدوا التقرير: إن الوقود الحيوي هو أكبر مصدر جديد في الطلب على المحاصيل الزراعية ، وهو يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. يشار إلى أن عدداً من المنظمات الدولية قد تعالت تحذيراتها في الآونة الأخيرة من الارتفاع الصاروخي الذي شهدته أسعار المواد الغذائية في العالم في السنتين الأخيرتين. وقد حذر صندوق النقد الدولي في أبريل نيسان الماضي من أن مئات الآلاف من الأشخاص سيعانون من المجاعة إذا استمرت أسعار الغذاء العالمية ارتفاعها. وقال الصندق : إن الاضطراب الاجتماعي الناشيء عن استمرار التضخم في أسعار الغذاء قد يؤدي إلى نشوب صراعات. وقد تسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية في كثير من الاضطرابات في كثير من الدول الفقيرة في شتى أرجاء العالم، من بينها هايتي ومصر والفلبين.