كشفت القراءات الأولية للقطع الأثرية الخمس التي أودعتها هيئة الآثار أمس المتحف الوطني، عن رقي إحداها إلى العصر المعيني في القرن الثامن قبل الميلاد.. وتتمثل هذه القطع في: مقعد عرش صخري من حجر البلق يزن حوالي نصف طن ويصل ارتفاعه إلى متر و69سم، وعليه نقوش تشير قراءتها الأولية، بحسب باحث الآثار في المعهد الفرنسي بصنعاء منير خربش، إلى أنه يعود لملك معيني عاش في القرن الثامن قبل الميلاد. إضافة إلى مذبحين حجريين مستطيلي الشكل، مساحة الأول متر و9سم طولاً، وعرضه نصف متر، يبرز في مقدمته رأس ثور بارتفاع 17سم مقسوم إلى نصفين متساويين، يوجد بين النصفين ممر لدماء الأضاحي المقدمة للإله.. أما المذبح الآخر فهو عبارة عن مائدة قرابين ارتفاعها عن الأرض 14سم، وفي نهايتها يبرز عدد من رؤوس الوعول.. أما القطعتان الأخريتان فهما لوحان نقشيان مستطيلا الشكل، عليهما كتابات معينية بخط المسند. واقتنت الهيئة هذه القطع مؤخراً من أحد مواطني محافظة الجوف.. إضافة إلى مجموعة أخرى من القطع الأثرية لا تزال لدى لجنة المقتنيات في الهيئة تتمثل في أوانٍ فخارية وبعض القطع النقشية والزخرفية. وأكد مدير مكتب الآثار في محافظة صنعاء مهند السياني - الذي مثّل هيئة الآثار في اقتناء هذه القطع وإيداعها المتحف الوطني - لوكالة الأنباء اليمينة /سبأ/ أهمية هذه القطع الخمس، خاصة كرسي العرش بما تحتويه من نقوش قد تفيد في معرفة ترتيب العروش الملكية المعينية، وكذا الطقوس والتقاليد الملكية لحضارة اليمن في القرن الثامن قبل الميلاد. وقال: لو تم العثور على هذه القطع بواسطة فرق آثارية بحثية علمية لكانت فائدتها عظيمة إلا أنه للأسف الشديد حصلنا عليها بهذه الطريقة التي تعتمد النبش والتخريب. من جانبه أشار مدير عام المتحف الوطني إلى كثرة القطع الأثرية القادمة من الجوف، والتي يتم تسجيلها والاحتفاظ بها في المتحف الوطني إلى حين إنشاء متحف الجوف.. منوهاً بعددها الذي يزيد عن 420 قطعة أثرية، ضمها كتولوجان أصدرهما كل من المتحف الوطني واليونسكو والمعهد الفرنسي للآثار هذا العام، الأول صدر باللغتين الفرنسية والعربية، وضم 298 قطعة أثرية، والثاني صدر باللغتين العربية والإنجليزية، وضم 130 من القطع والنقوش الأثرية والحلي والتماثيل البرونزية.