أخاف البحر، كالذنب يترعرع في دمائي، يضاجع ضميري، ليتركني فارغة إلا منه. البحر عميق، كامرأة فاتنة، تبيع الفرح على ممراته. تعشق كثيراً، كنحلة نشيطة ، حينَ تقفز من زهرة لِ زهرة. البحر يقلقني كلما مر قلبي، بجواره. رائحته تُذيب أحجاري، النابتة على أطراف جسدي. كعصفور تمتد عيناه للسماء، بنصف جناح. الصياد الذي يجلس تحت الشجرة، يطأطئ رأسه، كلما مر سرب حمام. أيعلم البحر، أنّي أُحبه كرصاصة، تخلصني، من الموت. وأنّي ابتعد عن جواره، كلما نادى بأعلى موجه. الموجات التي تبعثني للوراء، تثير شهيتي للإنسانية. تجادلني كمسألة صعبة، لا أجد لها حلاً. أخاف البحر، عندما أنظر في عيون جدتي. لأجد الكثير من المعاناة، والحياة. وجهُها تذكرةٌ للجنة، رائحتها تُذكرني بالبقاء. جسدها يغري الموت، فيشتد خوفي أكثر. الآخرون القدماء، غرقوا في البحر. أصبحوا أسماكاً، لا تصل للشاطئ. قلبي، نورس بحر. يبحلق في الأرض، بحثاً عنه. أخاف البحر، كدوخة تنذرني بالسقوط. فأشتهي يديك، تلتقطني كقطعة قماش، تربطها على خاصرتكَ. فتدور بي، وأدوخ أكثر. عند الليل، البحر يتأهب لاستقبال الحب. يلبس لون القمر، يُزين عمقه بالقواقع. وأصوات اثنين يحاولان ارتكاب قُبلة. يشتد البحر وهجاً، حين يقرر الرجل النائم في قلبها، صيد الأمواج. «هي» تضحك، «هو» ما زال يحاول.