كانت الوحدة اليمنية محوراً رئيسياً للفكر الثقافي،ومهمة أساسية من مهام المؤسسات العلمية،وتزداد أهمية تلك المؤسسات العلمية اليوم في سياق التصدي الواعي لكافة الأخطار المحدقة بالوحدة اليمنية بعد أن شبت عن الطوق وامتلكت زمام أمرها،وصار لها في زمانها صولة وجولة لايستهان بها فباتت محط أنظار الطامعين ومحبي السيطرة الاستعمارية،ومع ذلك بات التحصين الثقافي للوحدة درعاً أساسياً في سلاح الحماية الوطنية الشاملة لدولة الوحدة اليمنية.. .ومن هذا المنطلق الذي ينم عن استشعار المسؤولية الوطنية،والفهم العميق للدور الوطني للمؤسسات العلمية.. جاءت مبادرة جامعة إب إلى عقد الندوة الفكرية المهمة التي انعقدت تحت شعار «الوحدة اليمنية.. تحديات الحاضر وآفاق المستقبل».. اليمن الواحد الأستاذ الدكتور أحمد محمد شجاع الدين رئيس جامعة إب تحدث في البداية عن أهمية إقامة هذه الندوة حيث قال: إن جامعة إب تدرك أنها إذ تقيم أعمال هذه الندوة في هذه الذكرى الوطنية الخالدة وقد تحققت لليمن بقيادة فخامة الأخ المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية العديد من المنجزات الذي جسد بتعامله اليومي منذ اليوم الأول لتوليه السلطة مبدأ الحوار والتسامح مع الآخرين،وانتهج سياسة وطنية عقلانية معتدلة مستهدفاً بهذا النهج تحقيق مصالح اليمن العليا فعمل ويعمل على تمتين أواصر الوحدة اليمنية من أجل اليمن من أقصاه إلى أقصاه وللأجيال القادمة،وفي سبيل ذلك فقد تم انتخاب المحافظين من قبل أعضاء المجالس المحلية الذين تم انتخابهم من قبل أعضاء الشعب اليمني في انتخابات العام 6002م وتعد هذه الخطوة متقدمة في مسيرة التطور والتقدم على مستوى الوطن اليمني،وهذا بفضل الله وبفضل القيادة السياسية بزعامة رئيس الجمهورية الذي أوفى بعهده الذي قطعه على نفسه في برنامجه الانتخابي،وبموجبه نال ثقة الجماهير اليمنية. لقد تم تحديد محاور هذه الندوة بمحورين رئيسين وهما،المحور الأول،ويتناول اليمن الواحد تاريخياً وسياسياً وديمقراطياً،أما المحور الثاني فيتناول اليمن الواحد ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً،وبجانب هذين المحورين اللذين تم إعداد أوراق العمل الخاصة بهما من قبل مناضلي الثورة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة. الحقيقة الوحدوية التاريخية ٭وعن موقع الوحدة في الاهتمام الوطني يقول رئيس جامعة إب: لقد ارتبطت الوحدة اليمنية التي تم تحقيقها أرضاً وإنساناً بوجدان وروح وضمير أبناء الشعب اليمني على مدى التاريخ،ومن المؤكد أنها ظلت عبر مراحل التاريخ المختلفة وستظل تستوطن العقول والنفوس والمشاعر والأمل والتفاؤل بالمستقبل الذي يتطلع إليه جميع فئات الشعب اليمني منذ أن تم إعادة تحقيق الوحدة في الثاني والعشرين من مايو في العام 0991م،ولذلك فإن أبناء الشعب اليمني ينظرون إلى مسألة الوحدة كحقيقة اجتماعية تاريخية واقتصادية وسياسية وحضارية في حياتهم منذ فجر التاريخ وفي مختلف مراحل نضال الشعب اليمني الحضاري والسياسي. لقد مثلت الوحدة في حياة أبناء وطننا الواحد الأصل والقاعدة. والانفصال كان الحالة الاستثنائية،وهذه الحالة لم تكن نتيجة العوامل الداخلية،بل نتجت عن العوامل الخارجية ، ومنها:الاحتلال الروماني،الاحتلال الحبشي،الاحتلال الفارسي،الاحتلال العثماني،الحكم الإمامي في المحافظات الشمالية،وحكم المستعمر في المحافظات الجنوبية والشرقية،وخلال تلك الفترات التي حكمت اليمن فيها بفعل العوامل الخارجية ، كانت سبباً رئيسياً في تشطير الوطن الواحد إلى دولة في الشمال وأخرى في الجنوب،ولكن نضالات الشعب اليمني وواحدية الثورة اليمنية أعادت للوطن وحدته وعزته وكرامته في الثاني والعشرين من مايو 0991م. للتذكير فقط ٭وأضاف رئيس جامعة إب قائلاً: إننا عندما نعطي هذه اللمحة البسيطة عن تشكيل لجان العمل الوحدوي،والجهود التي بذلت من قبل النظامين ومعهما كل المخلصين والأوفياء وماتخللها من حوارات من أجل أن نذكر الجميع في الذكرى الثامنة عشرة لإعادة تحقيق الوحدة المباركة كرد طبيعي على أولئك الذين يشككون بوحدة الوطن،ويرددون أن الاعداد والتهيئة لقيام الوحدة لم يكن كافياً،وأن الأمور لم تكن قد نضجت عند إعلانها في الثاني والعشرين من مايو 1991م،لذا نقول: هؤلاء عليهم أن يقرؤوا التاريخ وعندها سيجدون أن الشعب اليمني منذ القدم موحد، له حضارته وتقاليده وخصائصه التي جعلت منه كياناً واحداً متميزاً عبر مراحل التاريخ المختلفة،لقد ناضل الشعب اليمني عبر مرور الزمن من أجل إعادة وحدة الوطن،وأصبحت اليوم هذه الوحدة تعيش في وجدان كل أبناء الوطن انطلاقاً من الايمان العميق بأن قوة اليمن وعزته وكرامته في وحدته،لقد ناضلت الحركة الوطنية بمختلف أطيافها السياسية من أجل تحقيق الوحدة اليمنية،وكانت تضحيات أبناء اليمن جسيمة في سبيل الوحدة والدفاع عنها ومكتسباتها العظيمة،الوحدة اليوم تمثل للقوى السياسية جميعاً ولرجال القوات المسلحة والأمن ولكل مثقف ومسؤول ومواطن مصدر عزة وكرامة وشموخ وإباء وعطاء من أجل المستقبل الذي ننشده جميعاً لأبنائنا. بناء المستقبل ٭وعن ماتعنيه الوحدة للمستقبل العام للوطن اليمني يقول رئيس جامعة إب: في ظل الوحدة سيتمكن الشعب اليمني من صناعة المستقبل الذي ينشده أبناء الوطن جميعاً،ويعملون بدون كلل وهم أكثر تفاؤلاً نحو الغد المشرق،فقد أصبحت الثقافة تزدهر،وواقع حياة الناس يتغير نحو الأفضل،ويتعزز دور مؤسسات الدولة،وكذلك تحقيق المنجزات في المجالات العلمية والاقتصادية والصحية والتعليمية والبيئية وفي مختلف جوانب الحياة،ونجد في هذا السياق تحسن الخدمات المقدمة للمواطنين،وتعزز دور اليمن الاقليمي والدولي. رسوخ الوحدة ٭وفيما يخص محاولات الجدل حول الوحدة يقول رئيس جامعة إب: لقد تحققت الوحدة في الثاني والعشرين من مايو وكان النقاش جائزاً قبل تحقيقها بثمانية عشر عاماً،أما اليوم فلا نقاش حولها ولامساومة،ولايجوز أن ينسب للوحدة أي أفعال أو تصرفات من قبل أي فئة أو جماعة أو أشخاص تسيء للوحدة اليمنية،فالوحدة راسخة في عقول أبناء الشعب اليمني رسوخ جبال عيبان وبعدان والتعكر وشمسان وردفان وجبل صبر،وباقية ماحيينا على ظهر هذه الأرض الطاهرة،ولابد أن نتذكر أن الوحدة خلال ثمانية عشر عاماً من عمرها قد حققت الانجازات العظيمة والتي تتعزز من سنة إلى أخرى وفي مختلف المحافظات والمديريات والعزل والقرى،وهذه الانجازات تعود بعد الله سبحانه وتعالى إلى الجهود المخلصة للقيادة السياسية بزعامة باني نهضة اليمن ومحقق التنمية المشير علي عبدالله صالح. الحصان قبل العربة ٭القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ محافظة إب تحدث بقوله: أنا سعيد جداً ومتفائل بأن تكون هذه الندوة بمثابة لقاء التدشين في لقاءات المحافظة،وتؤكد مانحن مؤمنون به دائماً من ضرورة أن تكون الحصان قبل العربة حتى تكون المسيرة صحيحة وبالتالي تكون الكوادر والقيادات والمؤسسات العلمية في المقدمة لقيادة مسيرة العمل والبناء في مختلف أنحاء الوطن وفي جميع المجالات،كما أن الجامعة من أهم العوامل وتعد رافعة مهمة جداً في مختلف جوانب النهضة سواء على مستوى المحافظة أو الوطن بشكل عام،حيث إن عطاءها وأداءها يكون متميزاً،يمكن الوطن من جني ثمار مسيرة التعليم من خلالها في مختلف المناحي،ولذلك فأنا متفائل بحيث ستكون أيدينا في أيدي بعض في هذه المسيرة التنموية التي يقودها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي وفر الظروف والمناخات والامكانيات التي مكنتنا من الوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم. التحولات الكبرى ٭وأشار المحافظ الحجري إلى المنجزات التي تحققت في الفترة الماضية حيث قال: مما لاشك فيه أن متطلباتنا واحتياجاتنا موجودة لكن الفرق كبير عند المقارنة بين فترة وأخرى،ففي محافظة إب لم يكن هناك سوى العشرات من الذين كانوا يعرفون القراءة والكتابة قبل الثورة،بل إن الناس كانوا ينتقلون من قرية إلى أخرى من أجل العبور على أحد من الناس ليقرأ لهم رسالة مغترب أو ماشابه،أما اليوم فإب غير ذلك تماماً،ففي حين كنا نبحث عن موظفين وكتبة مؤهلين بصعوبة،أما اليوم نعاني أزمة من عدم توافر فرص العمل اللازمة لتشغيل المؤهلين علمياً،وبطبيعة الحال فالفرق كبير جداً،وهذا لايعني أننا قد أصبحنا جميعاً علماء، بل على العكس مازلنا في الطريق ونحتاج إلى فترة طويلة حتى نصل إلى مستوى جيد،ولكن ما من شك أن لدينا اليوم كوادر علمية في مستوى العلماء غير أن الآخرين منا مازالوا تلاميذ في مسيرة العلم والمعرفة مقارنة بمن قطعوا أشواطاً كبيرة قبلنا في المجتمعات الأخرى. مبدأ ثابت وبشأن الحضور الوحدوي في المكون الشعبي والثقافي يقول القاضي الحجري: الوحدة اليمنية اليوم يرسخها إيماننا بها كمبدأ متوارث عبر الأجيال عبر نضال طويل حتى وصلنا إليها، ومع ذلك فلا زالت الوحدة بحاجة ماسة للكثير من العمل نتجاوز عوامل القطيعة والفرقة والتخلف والتشطير وكذلك تضارب المشارب التي أخذنا عنها جميعاً وفيما يتعلق بتلك المشارب الخاصة بالشمال على حدة، والجنوب على حدة، فقد جاءت فترة مررنا بها حيث سيطر فيها الجهل والفقر والمرض، ومن أجل التخلص من كل ذلك اتجه العرب جميعاً ومنهم اليمنيون إلى مشارب مختلفة في العالم فدرس البعض في الدول الشرقية على تنوعها، وكذلك البعض درس في الدول الغربية على تنوعها، وهذه كلها صبت في البلد وأوجدت مخاضاً فكان لها ايجابياتها وسلبياتها، ومن الممكن أن تتحول السلبيات إلى إيجابيات كلما اتسعت مداركنا وعلومنا وخبراتنا واحتكاكنا بمن حولنا وتواصلنا الدائم خصوصاً أن وسائل التواصل في عصرنا قد أصبحت من الاتساع بحيث استعصت على الحصر، ولم يعد هناك أي نوع من الحواجز، وهي بالتالي تسهم في تذويب كل عوامل الفرقة والتعصب داخل الوطن والقرية العالمية حيث توجد نوعاً من وحدة المشاعر والهدف. لامجال للمساومة وأضاف القاضي الحجري موضحاً انعدام فرص المساومة على الوحدة قائلاً: الوحدة راسخة ولايوجد يمني غير مستعد للقتال في سبيل الدفاع عنها، غير أن حمى الوحدة الأكبر يتمثل في كونها ليست مجالاً للمساومة، فنحن نتقبل كل المناقشات في شتى الموضوعات لكن عندما يمتد الحديث إلى الوحدة يتنفض كل الناس، وهذه جربناها بعد عمل سيئ وسلبي بعد إعادة تحقيق الوحدة مباشرة دخلنا في مماحاكات تؤدي إلى فرقة وتهدم الوحدة الوطنية، بل إنه يمتد إلى تهديد العمود الفقري للوحدة، ومع ذلك فبمجرد الشعور بأن الوحدة في خطر التف الناس جميعهم على مختلف مشاربهم حول راية الوحدة، حتى أولئك الذين حاربوا في صفوف الانفصال كنا نشعر أنهم يؤمنون بعدم وجود قضية وهو الأمر الذي حجم مدة المعركة في فترة زمنية، وفي أماكن محدودة، وهذا الشعور الوطني يعد ضمانة، لكن ذلك وحده غير كاف فهناك عمل كثير مطلوب خاصة في الجانب الثقافي والعلمي من قبل من يعدون الحصان قبل العربة، لأن من خلال هذا الدور الثقافي يمكننا الاستفادة من رصيد التجربة التاريخية على مستوى الوطن اليمني والعالم والتجارب المختلفة في شتى البقاع، وكذلك تجارب الأحزاب العربية التي كانت حتى وقت قريب أحزاباً قبلية أكثر من كونها أحزاباً سياسية، أما اليوم فقد صرنا في واقع آخر حيث أصبحت الأحزاب تعمل في العلن وفوق الطاولة وفي مناخ عالمي يقبل التعددية والتواصل الإعلامي والعلمي في عهد الانترنت، والاستفادة من كل هذه الأمور تمدنا برؤية واسعة الافق وبالتالي سعة الصدر ونحتاج إلى الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وعلينا أن نعترف أن الايجابيات كثيرة وكذلك السلبيات كثيرة، ونحن اليمنيين قد وصفنا بالحكمة والإيمان وهذا عامل مساعد لنا في اللحاق بالآخرين وهو مايعني أن تأخرنا بقدر ماكان سلبياً فقد كان إيجابياً في وجه آخر حيث مكننا من الاستفادة من تجارب وأخطاء الآخرين. واحدية الثورة المناضل اللواء علي محمد السعيدي تحدث عن واحدية النضال اليمني الذي قاد إلى الوحدة فقال: لايعرف أحد منا قيمة واحدية الثورة إلا من عرف ماخلفه فينا التشطير فمنذ أن وضعت بريطانيا يدها على عدن عام 9381 ومدت نفوذها إلى المحميات الشرقية والغربية الذي أمتد إلى العام 6791م عملت على بث الفرقة بين شمال الوطن المستقل وجنوبه وبين أبناء الجنوب أنفسهم، وماحصل عام 8191م يوم استقلال الشمال وبين السلطات البريطانية وبين نظام الإمام يحيى حميد الدين وولده أحمد من اختلاف واتفاق لم يكن ذا أثر حيث إن الشعور بالوحدة والحمية إليها كان متواجداً في ضمير كل يمني في الشمال والجنوب والدليل على ذلك ماظهر من نشاط وحراك سياسي في أوائل الخمسينيات في عدن عندما بدأت القوى الوطنية المثقفة بتأسيس النقابات العمالية والأحزاب السياسية والتي احتضنت الشخصيات السياسية المعارضة الوافدة من الشمال وكانت الوحدة الوطنية القاسم المشترك بين الجميع وأسست أحزاباً متأسية بثورة الثالث والعشرين من يوليو 2591م وتوجهها القومي الذي وجه لرغبة في استعادة المجد الذي أقامته الأمة العربية منذ زمن، فاندلعت الثورة في كل قطر عربي مستعمر وتهاوت بعض الأنظمة المتخلفة والمتحالفة مع الاستعمار،وتوحدت مصر وسوريا وظهرت حركات وتنظيمات ثورية في كل أنحاء العالم العربي فبدأ تأثيرها يصل إلى اليمن عبر عدن ومن ثم إلى تعز وصنعاء والحديدة وإب وغيرها،وبالتالي فقد أيقظت ثورة يوليو كل الخلايا النائمة في الساحة اليمنية ودعمتها بالوعي القومي الذي شكل دافعاً للثورة اليمنية في السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر. الشعور الوحدوي الذي أذهل الاستعمار ٭وأضاف اللواء السعيدي قائلاً: تجلت الوحدة في الواقع وانتقلت من النظرية إلى التطبيق إثر قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر،حيث عمت الفرحة التي عبرت عنها الجماهير المتظاهرة من عدن جنوباً إلى حضرموت شرقاً وصعدة والحديدة وتعز،والتي أذهلت الاستعمار وعملاءه المتخوفين من الوحدة والتي لو تحققت لقضت على مصالحهم،وكانت هذه الثورة جديدة في شكلها ومضمونها عما سبقها من حركات،حيث قام بها شباب من الضباط الأحرار وهبوا حياتهم من أجل إنقاذ الوطن بعد أن توفرت لهم نسبياً من أسباب القوة مالم يتوفر لغيرهم وهيأت لهم الظروف عوامل النجاح داخلياً وخارجياً،ورغم هذا لم تنج البلاد من التآمر فقد حشد الاستعمار البريطاني عملاءه في عدن وبقية السلطنات والامارات في الجنوب وتحالفوا مع دول عربية وغربية للاطاحة بثورة السادس والعشرين من سبتمبر،وقامت القوى الوطنية الوحدوية في عدن وفي الجنوب بالوقوف مع ثورة صنعاء والدفاع عنها للعمل على إفشال المخطط الاستعماري، كما اندلعت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 3691م وانتصرت في الثلاثين من نوفمبر 7691م بإجلاء الاحتلال البريطاني عن عدن والجنوب المحتل وهزمت فلول الرجعية الملكية بعد حصار السبعين يوماً في صنعاء،وكل هذا تحقق بجهود مشتركة بين أبناء الجنوب والشمال وتضحياتهم الهادفة إلى تحقيق الوحدة أولاً،لكن الرياح جاءت بما لم تشته السفن. الإرهاب وخطره على الأمن والاستقرار ٭ المناضل الدكتور عبدالله حسين الزرقة مدير أمن جامعة إب تحدث عن خطر الإرهاب على دولة الوحدة حيث قال: لعل من نافلة القول التأكيد على أن الإرهاب ليس ظاهرة تعاني منها دولة بعينها أو مجتمع بذاته،وإنما امتد ليشمل العالم كله حتى أصبح جزءاً من حياتنا وأصبحت هذه الظاهرة تلامس واقعنا وحياتنا اليومية، وحيال مانراه ونلمسه نجد أن ظاهرة الإرهاب، لاتخضع لمعيار ديني أو اجتماعي أو سياسي وإنما اختطلت حيالها المفاهيم وإلتبست الرؤى، وأصبح كل كيان سياسي سواءً كان دولة أو منظمة يسلط الضوء على هذه الظاهرة بما ينسجم والتوجه السياسي الوطني أو القومي لذلك الكيان..ونحن في اليمن لم ولن نكون استثناءً مما أصاب العالم من ويلات الإرهاب. وعلى وجه التحديد الدول والشعوب العربية فقد دفعنا أثماناً باهظة من استقرارها السياسي والأمني، وتعرضت العديد من المصالح الوطنية والسياسية منها والاقتصادية والتنموية بفعل الضربات الحاقدة الخبيثة الخارجة عن كل المعاني الإنسانية والقانونية والدينية، تمثل ذلك الضرر في المساس بسمعة اليمن التي كنا نفاخر بها حتى وقت قريب ورغم الضرر الجسيم الذي أوقعه الحاقدون بأمن الدولة والمجتمع واقتصادنا فإننا وبكل ثقة نرى أن من خرج عن قيم ومثل بلد الإيمان والحكمة ليسوا إلا حالة استثنائية شاذة تم احتواؤها وكبح جماح الشر الناتج عن أفعالها بالنهج الحكيم للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية، وفي اعتقادي أن هذه الحالة آيلة للزوال حيث إن البيئة اليمنية لاتقبل مثل هذه الانحرافات والشذوذ عما ألف عليه اليمانيون ولابد من التأكيد على أن الارهاب في اليمن مازال في بداياته الأولى ولايشكل تهديداً كبيراً لوحدة الوطن. الخلفية التاريخية للوحدة اليمنية ٭ أما د.عارف الرعوي نائب عميد كلية الآداب بجامعة إب فتطرق إلى المنظور التاريخي للوحدة اليمنية وفي هذا السياق يقول: شهد اليمن طوال تاريخه ظهور دول يمنية قوية وحدت اليمن في فترات طويلة من التاريخ، ورافق ذلك نهضة علمية وسياسية واقتصادية واجتماعية وظهرت الكثير من التيارات الفكرية التي عملت على قيام حركة فكرية ثقافية فاشتهر اليمن بالعلم ومدارسه وأصبحت مبادؤه العلمية قبلة العلماء والطلاب من خارج اليمن، ويواكب ذلك نفوذ سياسي يمتد إلى شمال الجزيرة العربية وإلى الحبشة، وبالرغم من هذا الازدهار إلا أنه ظهرت حركات انفصالية عن اليمن في بعض الفترات التاريخية في مناطق الأطراف حيث تضعف الحكومة المركزية، ورافق ذلك نزاعات وحروب وانعدام الأمن وتخلف في جميع المجالات. وعلى الرغم من ظهور النزاعات الانفصالية المختلفة إلا أنها فشلت لأنها غالباً ماتكون مرتبطة بمصالح شخصية ضيقة أو خدمة لأعداء اليمن، وكان جانب الوحدة هو الذي يغلب لاقتناع الجميع بها ولأنها سنة الله الغالبة. واقع المرأة في ظل الوحدة اليمنية ٭ الدكتورة نادية محمد علي العطاب الأستاذ المساعد بكلية التربية في جامعة إب تحدثت عن موقع المرأة في عهد دولة الوحدة حيث قالت: ترتبط التنمية في أي بلد بمدى مشاركة جميع فئاته في عمليات التنمية الاقتصادية والسياسية فالتنمية تعني معالجة الفقر وتوفير فرص العمل ومحو الأمية وتحقيق العدالة في توزيع الثروات، وضمان الحرية وكفالة حق التعبير عن الرأي واعتماد مبدأ التداول السلمي للسلطة والمشاركة في صنع القرار..ولايمكن أن نتحدث عن التنمية الشاملة التي تعتمد على مبدأ المشاركة بعيداً عن دور المرأة فهي شريك فاعل تتقاسم مع أخيها الرجل أعباء الحياة وتبعاتها، ومشاركة المرأة تعد مقياساً ومؤشراً لأي مجتمع فقد عقدت الكثير من المؤتمرات والندوات والحملات لتعزيز روح القابلية والاستعداد وتهيئة مناخ يشجع متخذي القرارات والنهوض بأوضاع المرأة، ويمكن القول بأن تنمية المرأة وإدماجها في التنمية كشريك فاعل وأساسي ومستفيد من معطياتها اكتسبت أبعاداً ورؤى جديدة منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو والتي ترتبت عليها العديد من التحولات الديمقراطية فأصبحت خيار المجتمع اليمني في الحاضر والمستقبل حيث صدرت العديد من التشريعات والقوانين التي تنظم عملية إدماج المرأة كشريك أساسي في التنمية فقد تضمنت الدساتير والقوانين اليمنية الحقوق العامة للمرأة بشكل عام والمرأة العاملة بشكل خاص، كما صادقت اليمن على معظم الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تقضي على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وتأتي مهمة إدماج المرأة في التنمية نتيجة قناعة القيادة السياسية بدور المرأة في نهضة المجتمع. وتضيف الدكتورة نادية : يمكن الإشارة أن هناك اتجاهاً تصاعدياً من خلال أعداد المشاركات في العملية الانتخابية ويعتبر ذلك مؤشراً ايجابياً للمشاركة أما المؤشر الآخر فهو تناقص أعداد المرشحات ويعتبر ذلك مؤشراً سلبياً نحو مشاركة المرأة سياسياً ويرجع في اعتقادي إلى جملة من المعوقات والتحديات. تطور السلطة المحلية في ظل دولة الوحدة ٭ الدكتور/طارق أحمد المنصوب أستاذ القانون الدستوري وعلم السياسة المساعد في كلية التجارة والعلوم الإدارية بجامعة إب تحدث حول مسار التطور الذي شهدته السلطة المحلية في عهد دولة الوحدة حيث قال: شهدت اليمن منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 0991 تحولاً استراتيجياً هاماً على صعيد نظام الحكم المطبق في كافة أنحاء البلاد حيث تم تطبيق نظام السلطة المحلية الذي بدأ من العام 1002 وحتى العام الحالي الذي شهد الدورة الأولى لانتخاب أمين العاصمة ومحافظي المحافظات وبتلك الخطوة دلف نظام السلطة المحلية نحو مرحلة جديدة تتمثل في توسيع نطاق صلاحياته على طريق تطبيق نظام الحكم المحلي الشامل، وإذا ماأردنا تقييم تجربة السلطة المحلية فسنجد أنها حققت العديد من المنجزات منها: أن هذه التجربة ساهمت في تعميق الممارسة الديمقراطية على المستوى المحلي وتعزيز المشاركة الشعبية في انتخاب أعضاء المجالس المحلية، وانتخاب المحافظين من قبل أعضاء المجالس المحلية المنتخبة، كما عززت روح المبادرة الفاعلة لدى السكان، وشكلت تجربة السلطة المحلية مجالاً لتحقيق المساواة بين المواطنين وتعزيز مبدأ دولة النظام والقانون بمنح المواطن اليمني حق الترشيح والانتخاب للمجالس المحلية بغض النظر عن النوع الاجتماعي ولعبت دوراً لايستهان به في التخفيف من أعباء أجهزة الدولة المركزية على كافة المستويات وكان لها دور لاينكر في نقل الخدمة إلى حيث يعيش المواطن، الأمر الذي ساهم في تعزيز ثقة المواطن بالسلطة وحبه للوطن، وهذه نقطة يمكن أن تسهم في تقوية أواصر الوحدة الوطنية كما ساهمت السلطة المحلية في تخطيط البرامج الواقعية للتنمية التي تلبي احتياجات الناس الذين هم أقدر على تحديدها وبلورتها وأقدر على معرفة مشكلاتهم وسبل علاجها، وتقدير إمكاناتهم، كما ساهمت في تقليص الفوارق الموجودة بين المديريات والمحافظات اليمنية على مستوى مشاريع التنمية المنجزة، كما كان لتجربة السلطة المحلية عظيم الأثر في إبراز قيادات محلية قادرة على إدارة الشؤون المحلية بكفاءة، وأدت إلى اكتساب الكوادر المحلية خبرة متزايدة نتيجة مشاركتها في عملية اتخاذ القرارات، وهو الأمر الذي من شأنه مستقبلاً القضاء على العديد من جوانب القصور التي صاحبت تطبيق هذه التربة لأول مرة في الجمهورية اليمنية وتيسير سبل الانتقال إلى الحكم المحلي الواسع الصلاحيات. الأمن الغذائي في الجمهورية اليمنية ٭ الدكتورمحمد علي الأشول عميد كلية الزراعة بجامعة إب تطرق إلى الأمن الغذائي في الجمهورية اليمنية حيث قال: قضية الأمن الغذائي أصبحت مشكلة عالمية تعاني منها الكثير من دول العالم وخصوصاً النامية ومنها اليمن التي تتصف بأعلى معدل نمو سكاني بلغ 7.3% إذا استمر هذا المعدل بالثبات فتشير التوقعات إلى أن عدد سكان اليمن سيصل في العام 0102 إلى سبعة وعشرين مليوناً ونصف المليون نسمة تقريباً، ويعد التزايد السكاني من العوامل الأساسية في زيادة الطلب على السلع الغذائية بما فيها الحبوب الذي يمثل الدعامة الأساسية لغذاء الشعب اليمني بعد تحسن الأوضاع الاقتصادية وزيادة دخل الفرد في السنوات الماضية واعتماد المواطن اليمني في غذائه على القمح وتغير نمط غذائه علماً أن ماتنتجه اليمن من الحبوب «القمح» يعادل سبعة بالمائة من إجمالي الاستهلاك، وهو مايعني أن الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك كبيرة، وهناك جهود بذلت خلال العقدين الماضيين لزيادة الرقعة الزراعية من القمح وزيادة إنتاجيته من وحدة المساحة بإدخال أصناف وسلالات جديدة من القمح والحبوب الأخرى، وارتفعت المساحة المزروعة من القمح من 257،996 هكتاراً في عام 5002 إلى 169،657 هكتاراً في العام 6002 وارتفع الإنتاج الكلي للقمح من 369.211 طناً في العام 5002 إلى 371،941 طناً من القمح في العام 6002 ومن خلال الأصناف المسماة صرواح ومأرب 69 التي تم اختبارها في محافظة مأرب في الفترة من العام 0002 إلى العام 6002 والتي أثبتت نجاحاً كبيراً حيث حققت إنتاجاً عالياً في الهكتار إذ بلغ 016،4 طن هكتار للصنف صرواح و017،4 طن/هكتار للصنف مأرب، وعليه تحققت الزيادة الرأسية والأفقية للإنتاج في حين كانت الأصناف التقليدية التي تجري عليها التجارب حالياً لتحسينها تنتج 052،1 طن/هكتار أي أن الأرض واعدة بالخير وبتضافر الجهود من الدولة ممثلاً بتوفير المستلزمات الزراعية ودعم السلعة وتشجيع البحث العلمي والخدمات البحثية الإرشادية والحد من زراعة القات وبعودة المواطن إلى زراعة الحبوب والتغير التدريجي في نمط غذائه وإدخال المكملات الغذائية إلى مائدته، لاشك أننا سنحقق قفزات نوعية في توفير مايحتاجه المواطن من مادة القمح تدريجياً من سبعة بالمائة إلى خمسة عشر بالمائة خلال سنوات محددة مخطط لها أي بزيادة نسبية متوالية حتى نصل في النهاية إلى الهدف المنشود وهو تحقيق الأمن الغذائي الذي يعرف بأنه قدرة المجتمع على توفير احتياجات التغذية الأساسية لأفراد الشعب وضمان حد أدنى من تلك الاحتياجات بانتظام. الاقتصاد اليمني في ظل دولة الوحدة ٭ الدكتور محمد محمد القطيبي رئيس قسم العلوم المالية والمصرفية بكلية تجارة جامعة إب تحدث عن مسيرة الاقتصاد اليمني في العهد الوحدوي بقوله: كان للتشطير مساوئه وتراكماته السلبية اقتصادياً واجتماعياً وجغرافياً على اليمن، فقد انطوت اليمن في عهد التشطير على تجزئة وتشتت لكل الموارد، الإمكانيات الاقتصادية والاجتماعية ولما كانت اليمن في زمن التشطير الذي دام أكثر من مائة وستين عاماً تعاني من التخلف والجمود والتشتت لكل موارده الاقتصادية والجغرافية، وقد كان تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 0991 من أهم المنجزات في تاريخ اليمن المعاصر، وقد أصبحت اليمن بعد ذلك التاريخ تتمتع بالعديد من المزايا والإمكانيات الكبيرة، وتتمتع بمكانة مرموقة بين دول العالم وبين القوى الاقليمية المؤثرة في المنطقة. النفط في الجمهورية اليمنية ٭ الدكتور محمد صالح النزيلي الأستاذ المشارك بكلية العلوم في جامعة إب تحدث حول موقع النفط في الخارطة الاقتصادية لدولة الوحدة حيث قال: يشكل النفط في دولة الوحدة اليمنية المصدر الأساسي لموارد الدولة من النقد الأجنبي حيث تقدر نسبة إيرادات الدولة من النفط الخام في الموازنة العامة للدولة بحوالي سبعين بالمائة كما يعد النفط المصدر الرئيسي للطاقة في الجمهورية اليمنية وبشكل عام يمكن القول بأن النفط والغاز يشكلان عصب الحياة والمحرك الأساسي لكافة عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعود بداية أعمال الاستكشاف والتنقيب عن النفط في اليمن إلى ثلاثينيات القرن الماضي وتحديداً عام 8391 عندما قامت شركة بترول العراق بمسوحات زلزالية في بعض المناطق اليمنية ثم تلا ذلك القيام بأعمال مسوحات متقطعة من قبل بعض الشركات الأجنبية في بداية الخمسينيات والستينيات ثم تواصلت الأعمال الاستكشافية خلال السبعينيات وبداية الثمانينيات أثمرت تلك الأعمال الاستكشافية عن قيام شركة هنت الأمريكية بالإعلان عن أول اكتشاف تجاري في اليمن في صيف عام 8491تم الإعلان عن تأسيس الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية حيث توصلت إلى اتفاقية مشاركة في الانتاج مع الشركات العالمية هنت توتال، كوفبيك، وشركتين روسيتين، وقد ساهمت الشركة اليمنية بنسبة عشرين بالمائة مع تجمع الشركات وتم العمل في قطاع جنة رقم خمسة حيث أثمرت الأعمال الاستكشافية عن اكتشاف النفط في حقلي حليوه والنصر، وتم بناء المنشآت السطحية وربط ا لإنتاج في هذا القطاع بأنبوب يمتد إلى منطقة امتياز شركة هنت العاملة في مأرب/الجوف ليتم التصدير عبر أنبوب شركة هنت اليمنية الممتد إلى البحر. الباب المفتوح ٭ وعن التطور الذي شهده القطاع النفطي في أعقاب نصر مايو المجيد يقول النزيلي: لقد كان لتحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 0991 أثر كبير في تطور أعمال الاستكشاف والتنقيب عن النفط حيث شهدت الجمهورية اليمنية قدوم عدد كبير من الشركات النفطية العالمية للعمل في مختلف مناطق الجمهورية التي تم تقسيمها إلى قطاعات نفطية كما تحققت اكتشافات نفطية جديدة وتوسعت الأنشطة المرتبطة بها حيث بلغ عدد الشركات النفطية العاملة في الجمهورية اليمنية حتى نهاية العام 6002 اثنتين وثلاثين شركة نفطية استكشافية وانتاجية تعمل في قطاعات نفطية كثيرة حيث تعمل بعض الشركات في أكثر من قطاع، أما فيما يتعلق بالشركات النفطية المنتجة فيبلغ عددها عشر شركات نفطية وتعمل الشركات الاستكشافية في أعمال المسح والحفر والتقييم وفقاً لخطط وبرامج متفق عليها بين الشركات والوزارة واعتباراً من العام 7991 انتهجت الوزارة سياسة جديدة تمثلت بدخول المؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز شريكاً أساسياً مع الشركات النفطية الراغبة في الاستثمار في التنقيب عن النفط بنسب مختلفة تتراوح بين خمسة وخمسة وعشرين بالمائة وقد بلغ عدد الشركات التي تساهم فيها المؤسسة ثلاث وعشرين شركة استكشافية وانتاجية حتى نهاية العام 5002 توصلت سبع شركات منها إلى مرحلة إنتاج النفط، وبحلول الرابع عشر من نوفمبر 5002 انتهت اتفاقية المشاركة في الانتاج الموقعة مع شركة هنت الأمريكية لمرور عشرين عاماً على توقيعها وهو عمر تلك الاتفاقية، وأصبح القطاع رقم ثمانية عشر مأرب/ الجوف يدار من قبل شركة صافر لعمليات الاستكشاف والانتاج اليمنية اعتباراً من يوم الخامس عشر من نوفمبر 5002، ويقدر الانتاج اليومي من هذا القطاع بحوالي خمسة وسبعين ألف برميل يومياً ملكاً خالصاً للدولة. الهوية الثقافية.. صمام أمان الوحدة اليمنية الدكتور محمد عبدالله الزهيري رئيس قسم اللغة العربية بآداب جامعة إب تطرق إلى قضية الهوية الثقافية وموقعها في خريطة الحماية المجتمعية للوحدة اليمنية حيث قال: تعد الوحدة اليمنية شمعة مضيئة في تاريخ العرب والمسلمين المظلم في العصر الحديث، ينبغي على الجميع ان يعضوا عليها بالنواجذ، وأن يتعاونوا على إبراز مايقويها ويعمقها ويتجنبوا كل مايضعفها ويوهنها، لأن الوحدة فريضة شرعية، وضرورة بشرية، كما أنها مسلمة تاريخية وحقيقة جغرافية وواقع متحقق، وقد حبا الله اليمن بكل خصائص ومقومات وعناصر الوحدة، والمتمثلة في وحدة الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد، فكل اليمنيين مسلمون عرب، تاريخهم واحد، وعاداتهم وتقاليدهم واحدة، ويعيشون في بقعة جغرافية واحدة، فليس في اليمن عرقيات، أو طوائف، وهذه هي مقومات الشخصية اليمنية وعناصر وحدتها ومكونات ثقافتها التي ينبغي إبرازها كهوية وطنية يجتمع عليها اليمنيون ويحرم المساس بها أو اختراقها من قبل الفرق الشاذة التي تعمل على بث الفرقة والتطرف والغلو، أو من قبل النظريات الغربية التي تحاول المساس بالنسيج الاجتماعي الموحد للشعب اليمني وقيمه وأخلاقه ولغته وعاداته وتقاليده لصالح ثقافة الغالب الغربي، لأن القلوب لن تجتمع على أفكار ونظريات مستحدثة وإنما تجتمع على ما اجتمعت عليه عبر القرون لأنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وتجارب التاريخ المعاصر تثبت أن الشعوب التي نهضت هي الشعوب التي انطلقت من خصوصياتها الثقافية وهويتها المحلية وأن الشعوب التي عملت على تقليد الآخر لازالت تتكئ في سيرها على عكازين ومثلها مثل الغراب الذي أعجبته مشية الطاووس فأراد أن يقلده فلم يستطع ونسي مشيته الأصلية فصار كلما أراد أن يقف سقط. الوحدة وتقنية الاتصالات الدكتور عبدالسلام الإرياني الأستاذ المساعد بكلية الآداب بجامعة إب تحدث عن التطور الذي شهده قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في عهد دولة الوحدة حيث قال: تشير المعطيات إلى أن الاهتمام الفعلي بالأنظمة المعلوماتية الحديثة استخداماتها في اليمن لم يبدأ إلا في يعقد التسعينيات من القرن المنصرم، ونتيجة لذلك بالإضافة إلى العديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية فقد ظل انتشار أجهزة الحاسوب في اليمن محدوداً ومتدنياً حتى وقت قريب بحيث عدت اليمن من بين دول العالم التي يقل فيها انتشار الحاسوب والانترنت إلا أن الاهتمام الواضح للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء بهذا المجال الهام والحيوي وكذلك التوجهات الجديدة لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والمؤسسة العامة للاتصالات والتي جاءت مترجمة لهذا النوع من الاهتمام من خلال تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة وكذا الإجراءات المتعلقة بنشر الوعي التقني وتبسيط إجراءات الحصول على الخدمات المرتبطة بتقنية المعلومات لجميع أفراد المجتمع كل ذلك له الأثر الواضح في نمو الوعي التقني في أوساط المجتمع فقد أخذ الشارع اليمني يشهد بعض التحول على صعيد استخدامات الحاسوب والانترنت. تطور التعليم الدكتور أكرم عطران أستاذ مساعد بكلية التربية بجامعة إب أبرز المسيرة التطويرية للقطاع التعليمي في ظل دولة الوحدة خلال السنوات المنصرمة حيث قال: يعد التعليم أهم وأبرز الجوانب التي حظيت باهتمام كبير في ظل دولة الوحدة حيث الكثير من التغييرات والتحديثات التربوية والتعليمية على المستوى الكمي والنوعي، ومن خلال الاحصائيات التفصيلية يتبين أن دولة الوحدة قد أولت كل نوع من أنواع التعليم والمتمثل بالتعليم العام، التعليم العالي، التعليم المهني، اهتماماً خاصاً، بل وتشرف على كل نوع من أنواع التعليم وزارة مختصة به مما يؤدي إلى مزيد من النوعية والتخصص غير أن التطور الذي شهده التعليم في عهد دولة الوحدة رافقته الكثير من السلبيات كظاهرة المعلم الشبح، وعدم وصول الكتاب المدرسي في موعده، أو عدم وصوله على الإطلاق إلى بعض المدارس، وانحدار تأهيل المعلمين، وتعقيد المنهج وعدم مناسبته للمراحل المقرر فيها وهي أمور تتطلب إعادة النظر فيها لتقييم الأخطاء وتصحيح الخلل بما يخدم أجيال الوحدة. تصحيح الأخطاء لتعميق القيمة الوحدوية الأستاذ الدكتور عبدالشافي صديق محمد عميد كلية الآداب بجامعة إب تحدث حول انفراد اليمن بالتجانس الثقافي الذي يعمق الوحدة حيث قال: تعد وحدة الثقافة كعنوان للهوية قيمة مهمة ومتفردة لليمن الموحد ينبغي الحفاظ عليها والذي بدوره يقود إلى اخلاء اليمن من المشكلات التي تحدث لدى الآخرين وباعتقادي أن القيمة الأساسية للوحدة اليمنية كإنجاز يمني يفترض أن تنصب في ثلاثة أشياء هامة هي التعليم والصحة والبطالة،فالتعليم الذي شهد تطوراً في عهد الوحدة أفرز مشكلات كبيرة ومنها الكثافة الطلابية حيث يتواجد في الفصل الدراسي الواحد مثلاً تسعون طالباً وهذا العدد يصعب على المعلم أن يتعامل معه بشكل صحيح في خمس وأربعين دقيقة،فضلاً عن وجودهم في غرفة مكونة من أربعة في ثمانية أمتار،وهذا الوضع ضار أكثر مما هو مفيد في السياق التعليمي،فالمعلم أصبح يوقع ويذهب ليعمل على باص أو في ورشته الخاصة،وهذه ظاهرة ينبغي التخلص منها ليكون للتوحد إنجازه الكبير،خصوصاً مع التحول في مرتب المعلم،كما أن المنهج المدرسي مليء بالكثير من الكلام الفارغ الذي يتم حشو دماغ التلميذ بها بدون أدنى فائدة . مهم لمتطلبات العصر، وينبغي نزع هذا الحشو الذي يتجاوز الخمسين بالمائة من قوام المنهج المدرسي. الأمن المائي لجيل الوحدة الأستاذ هاشم علوي مدير عام مكتب الإعلام الجامعي بجامعة إب تطرق إلى ترابط الأمن الغذائي بالأمن المائي في الوطن الموحد حيث قال: ممالاشك فيه أن الأمن الغذائي يشكل هماً كبيراً في عهد دولة الوحدة، وهذا الأمن يواجه أخطاراً عديدة من بينها القات الذي يستنزف الكمية الأكبر من المياه والعالم يحذر من أزمة القمح التي ستستمر في السنوات القادمة ونحن جزء من هذا العالم، فكيف نبقى دون القيام بخطوات عملية لمواجهة التحديات الخطيرة كي نضمن أمننا المائي والغذائي على امتداد وطن الثاني والعشرين من مايو.