تحت شعار «ثاني أكسيد الكربون .. فلنكسر العادة !» جاء الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للبيئة الذي يصادف الخامس من شهر يونيو من كل عام ، وبلادنا - كباقي دول العالم - احتفلت بهذه المناسبة من خلال إقامة حفل خطابي وفني نظمته الهيئة العامة لحماية البيئة بالعاصمة صنعاء ورافق الاحتفال باليوم العالمي للبيئة تدشين الحملة الوطنية للحد من استخدام الأكياس البلاستيكية الخفيفة السوداء عدوة البيئة .. على هامش فعاليات الاحتفال بيوم البيئة العالمي التقت (الجمهورية) كلاً من وزير المياه والبيئة وكذا رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة.. خصوصية وأهمية اليوم العالمي للبيئة بداية تحدث الأخ/ عبدالرحمن الإرياني وزير المياه والبيئة ل(الجمهورية) حول أهمية هذه المناسبة قائلاً : الاحتفال باليوم العالمي للبيئة هذا العام تحت شعار «ثاني أكسيد الكربون.. فلنكسر العادة» أي التخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، إذ إن العلماء والباحثين أثبتوا أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تسبب تغيرات المناخ ، ونحن في اليمن من الدول التي ستعاني كثيراً تغيرات المناخ لأنه يزداد التبخر وبالتالي تشح المياه ، وفي نفس الوقت فالأعاصير والأمطار الغزيرة غير المتوقعة في غير موسمها ستزداد ، بالإضافة إلى أن الجفاف سيكون أكثر حدة أيضاً ، كل المتناقضات والأشياء السيئة سوف تحدث بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، واليمن ستكون من الدول التي تتأثر بذلك. تحديات المتغيرات المناخية وأضاف وزير المياه والبيئة : - يجب أن نستعد من الآن ونبذل كل جهودنا لنساهم مع العالم في التخفيف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ، بالإضافة إلى وضع الاجراءات الاحترازية ومواجهة التغيرات المتوقعة من حيث التوقعات في تغير المواسم الزراعية وكميات السيول وطريقة البناء في السواحل لأن مياه البحر سترتفع ، وهذه الكوارث كلها اليمن معرضة لها ويجب أن نكون محتاطين من الآن. إجراءات احترازية ماهي الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لمواجهة التغيرات المناخية المتوقع حدوثها ؟ أهم شيء أننا نساهم في تشجيع الصناعات النظيفة بالإضافة إلى أنه يجب أن نضع في خططنا التنموية القادمة إجراءات احترازية ، مثلاً عندما نخطط لمدينة يجب أن نخطط لها بحيث تكون مدينة تستهلك طاقة أقل ومياهاً أقل وتكون محمية من السيول وبعيدة عن مجاري السيول وبعيدة عن مستويات البحر بحيث لا تتأثر بارتفاع مياه البحر هذه كلها ممكن تبرمج ضمن برامج التنمية المستقبلية للأعوام القادمة. تكنولوجيا نظيفة ماذا عن الأضرار البيئية التي تسببها السيارات والآليات التي تعمل بمادة الديزل ؟ الديزل هو بحد ذاته الآن في أوروبا يعتبر من أنواع الوقود النظيفة لأن المكائن الجديدة للديزل أقل تلويثاً للبيئة من أي مكائن أخرى ، لكننا مع الأسف في اليمن مازلنا نستخدم مكائن قديمة تلوث البيئة ، وطبعاً انبعاثات الديزل من المكائن القديمة خطيرة على الصحة وعلى البيئة ، فنحن يجب أن نركز على قضية أننا نستخدم التكنولوجيا النظيفة المتاحة الموجودة في العالم وتكلفتها أكثر بعض الشيء لكن كفاءتها أعلى واستهلاكها للوقود أقل وتلويثها للبيئة أقل ، فهذا الأمر نشجع القطاع الخاص والقطاع الحكومي أيضاً بأن يعتمدوا عليه. أعتقد أن اليمن لديها كافة القوانين واللوائح المناسبة لادارة الأمور سواء كانت البيئة أو المياه أو الصحة أو الأمن وغيره ، ولكن القضية الأساسية عندنا تتمثل في التطبيق ، فالتطبيق نحن الذي نعانيه في كل مجال. المكائن الحديثة ويستطرد وزير المياه والبيئة حديثة قائلاً : نحن نشجع دخول مكينة الديزل إلى البلاد لكن المكينة الحديثة التي هي الآن قل أو انخفض تلويثها للهواء إلى نسبة (98%) ، يعني الآن تعتبر مكائن الديزل الحديثة من أكثر المكائن حداثة ، لكن المكائن القديمة المستخدمة (السكندهاند) هذه هي المشكلة الأساسية ، أو المكائن المحورة وهي من أرخص المكائن لكنها ملوثة للبيئة بشكل كبير ، لكن المكائن الحديثة المنتجة بشكل جيد هي أكثر كفاءة من مكائن البنزين . فأنا قضيت أربعة أيام في المانيا ولاحظت أن معظم السيارات والشاحنات الكبيرة الآن تعمل بمادة الديزل لكن انبعاثاتها الغازية أقل ضرراً من السيارات البنزين ، إلى جانب أنها أكثر كفاءة من حيث استخدام أو استهلاك الوقود حيث تقطع مسافات أطول بليترات أقل ، فالقضية هي قضية تكنولوجيا. إحراق الغاز خلال لقائنا بالأخ وزير المياه والبيئة على هامش فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للبيئة ، تقدم المهندس ناصر اللهبي من إدارة البيئة بوزارة النفط ، بمداخلة قال فيها : طبعاً عندنا تقارير رسمية تقول إن الشركات التسع المنتجة تحرق يومياً (62) مليون قدم مكعب من الغاز المصاحب للنفط هذه الكمية الهائلة في اليوم كم ستولد غاز ثاني أكسيد الكربون ، بكميات هائلة وهذا إهدار للثروة وتدمير للبيئة وبالتالي لم تضع معالجات لحد الآن.. مواجهات لقضية إنتاج الغاز وهنا رد عليه وزير المياه والبيئة قائلاً : القضية الأساسية هي أن اتفاقيات المشاركة في انتاج النفط القديمة لم تكن تتعرض لقضية انتاج الغاز ، كان الغاز يعتبر انتاجاً مصاحباً وغير مفيد بالنسبة للشركات لأنه لايوجد فيما ينص عليه الاتفاق : كيف سيتم الاستفادة من الغاز فكان أسهل لهم أنهم يحرقونه ، الآن هناك توجيه من فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالاستفادة من هذا الغاز ، وشركة توتال ستكون هي أول شركة تسيطر على انبعاثات الغاز وتحويلها إلى إنتاج للطاقة الكهربائية الرخيصة وذلك من الغاز المصاحب لإنتاج النفط ، وستستفيد من هذا أيضاً من خلال آلية التنمية النظيفة في تجارة الكربون في العالم. هناك خطوات جيدة لكن لم تنفذ بعد ، مازال الآن المهم تنفيذها إذ إن عدم تنفيذ هذه الخطوات منذ سنوات عديدة كان نتيجة أنه لم يكن هناك إرادة سياسية ، لكن الآن الإرادة السياسية موجودة وأعتقد أنه سيتم تنفيذ هذا الأمر. الأكياس البلاستيكية بالنسبة للأكياس البلاستيكية التي كان من المقرر أن تكون اليمن في شهر ابريل من العام الحالي 2008م خالية من المواد البلاستيكية ومع ذلك ونحن الآن في شهر يونيو لم يحصل شيء من ذلك .. ما تعليقكم حول هذا الموضوع ؟ المشكلة الأساسية أن أصحاب المصانع التي تنتج الأكياس البلاستيكية ذهبوا إلى المحكمة وصدر حكم المحكمة لصالحهم. تغير المناخ أما المهندس محمود شديوه رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة فقد قال : طبعاً الاحتفال بيوم البيئة العالمي لهذا العام يأتي تحت شعار (ثاني أكسيد الكربون .. فلنكسر العادة» .. والمقصود بهذا الشعار هو تخفيف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لما له من آثار ضارة في تغير المناخ ، وبالتالي العمل على تقليل الانبعاثات من هذا الغاز ودرء مخاطر تغير المناخ. حملة وطنية } وأضاف شديوه : - يرافق الاحتفال بيوم البيئة العالمي تدشين حملة وطنية للتخلص من الأكياس البلاستيكية الخفيفة السوداء ، حيث أصدرت الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة مواصفات أفضل وكذلك تم الاتفاق مع هيئة المواصفات على منع استخدام الأكياس البلاستيكية السوداء الخفيفة والتي تتطاير في الهواء وتسبب مشاكل للتربة وللثروة الحيوانية وأيضاً للبيئة الجمالية في المناطق الحضرية والريفية. إحلال مرحلي حيث سيتم من خلال هذه الحملة وللمرة الأولى إنزال بدائل صديقة للبيئة بدلاً عن الأكياس البلاستيكية وسيتم إنزال أكياس ورقية وأكياس قماشية ، وكذلك سيتم التعميم على قطاعات مختلفة مثلاً قطاع المخابز وقطاع مخازن الأدوية (الصيدليات) وكذلك قطاع البقالات والمتاجر والاستهلاك اليومي ، بحيث يتم الاحلال المرحلي للأكياس البلاستيكية في إطار خطة قصيرة ومتوسطة المدى. وسيتم التدشين في أمانة العاصمة لهذه الحملة يلي ذلك محافظة عدن ومن ثم باقي محافظات الجمهورية للبدء في تطبيق الحد من الأكياس البلاستيكية وإنزال البدائل. 2010 القضاء على الأكياس البلاستيكية ويتابع المهندس محمد شديوه : سيتم هذا الأمر خلال فترة الخطة الخمسية التي تنتهي في 2010م ونتمنى أن نكون في 2010م قد انتهينا من الأكياس البلاستيكية ، وذلك من خلال وجود تعاون جاد من جميع الجهات سواء جهات رسمية أو شعبية ، منظمات مجتمع مدني، مجتمع محلي ، فعاليات شعبية ورسمية. بدائل صديقة للبيئة وعن دور المجالس المحلية قال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة : تم التعميم على المجالس المحلية بتطبيق القرار المتعلق بمنع استخدام الأكياس البلاستيكية السوداء الخفيفة وبالتالي سيتم إنزال بدائل ستعمل على الإحلال تدريجياً ، ومن خلال وعي المستهلك سيتم الاعتماد على البدائل الصديقة للبيئة. الأكياس السوداء ويبدي رئيس الهيئة العامة للبيئة ملاحظة حول حكم القضاء بعدم منع استخدام الأكياس البلاستيكية الذي كان مقرراً أن تكون بلادنا خالية منها في بداية الربع الثاني من العام الحالي ، ويقول: القاضي استند في حكمه الذي أصدره إلى صيانة الملكية الخاصة التي يكفلها الدستور بتعويض عادل ، ولكن تم إغفال مبدأ الضرر في حالة الضرر على المجتمع بأكمله. وبالتالي فإن البدائل هي التي ستفرض نفسها إن شاء الله ، وقد تجنبنا هذا العائق القانوني في هذه الحملة وأشركنا اتحاد الغرف التجارية والصناعية فالقطاع الخاص موجود معنا وبالتالي بإذن الله لدينا ثقة بأن هذه الحملة ستنجح .. وفي هذه الحملة تم التعامل مبدئياً مع الأكياس السوداء التي هي أساساً تصنع من مواد معاد تصنيعها. قانون جديد وينهي شديوه حديثه بقوله : - نحن شركاء أساسيون مع جميع الجهات الرسمية في جانب حماية البيئة وهنالك تعاون كبير من قبل كافة الجهات ، وبالنسبة للقوانين فإن قانون حماية البيئة حالياً قيد التعديل وقد تم رفع مقترح التعديل لمجلس الوزراء لإقراره ومن ثم سيتم تقديمه لمجلس النواب للمصادقة عليه. التعديل اشتمل على أكثر من (50 %) من القانون بحيث يكفل تطبيق القانون تطبيقاً صارماً وكذلك سد الثغرات الموجودة في القانون السابق.