لا تسقني من قبلهم يا ساقي فأنا سأرضى بالقليل الباقي آثرْ عليّ الشّاربين تلطّفاً فمحبّةُ النّدمان من أخلاقي الدّيكُ سوف يصيحُ بعد هنيهةٍ ويفرّق النّدمان بعد تلاقِ إن الحزانى الشاربين عشيرتي والعاشقين الموجعين رفاقي فإذا التقى إلفان أغدو عاشقاً وأقول لو حضنتهُما أحداقي فتكون عينني مخدعاً لهواهما وتكون أجفاني الحجاب الواقي إنّي لأكذب حين أغضى أعيني لا فرق بين تعفّفي ونفاقي إن نحنُ طأطأْنا العُيونَ تعفّفاً فقُلوبنا ممدودةٌ الأعناق إنّي ملأتُ الأرضَ فلتسألْ إذن ماذا تكون الأرضُ بعدَ فراقي فأنا عقدتُ على ثراها رايتي وأقمت فيها دولة العُشّاق وغداً سيمضي العاشقون جميعهم وأظلّ في الأرض المُحبّ الباقي