الموانئ اليمنية .. تاريخ عريق في أعماق الحضارات القديمة ومصدر شهرتها تلك التجارة لفصلي الشتاء والصيف التي جابت ربوع الأرض في السند والهند فقد مثلت الموانئ اليمنية القديمة إحدى المحطات التاريخية الهامة لانتقال التجارة العربية واليمنية خصوصاً في شبه الجزيرة العربية إلى بلدان آسيا وافريقيا ومختلف بلدان العالم وشعوبه ولعل من أهم أنواع تلك التجارة هي تجارة البخور واللبان والتوابل وأصناف من البن اليمني وغيرها من السلع التي كانت تصدر وتدخل موانئ اليمن القديمة وغير خافٍ على أحد أن شهرة الموانئ اليمنية تعود إلى شهرة السلع وأنواع المواد التجارية السالفة الذكر والتي كانت متداولة بين التجار العرب والعجم ومن أشهر تلك الموانئ ميناء عدن على البحر العربي ومينائي المخا والحديدة على البحر الأحمر. توطئة وحديثاً أخذت الموانئ اليمنية تتطور شيئاً فشيئاً لمواكبة التطورات في شتى بلدان ودول العالم المختلفة. النشأة والتطور فعلى ضفاف البحر الأحمر ومن بوابة اليمن الغربية على شواطئنا اليمنية أنشئت حديثاً مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية حيث أنشئت هذه المؤسسة بموجب القرار الجمهوري رقم (63) ولعام 2007م والذي نص في مادته الأولى ( وتحل محل المؤسسة العامة للموانئ والشؤون البحرية بالحديدة وتتمتع بشخصية اعتبارية وذمة مالية مستقلة تخضع لإشراف وزارة النقل وتتبعها موانئ : الحديدة، المخا، الصليف وأي ميناء تجاري آخر مستحدث على الأراضي اليمنية الواقعة في إطار البحر الأحمر) وحدد في قرار الانشاء مهام وصلاحيات المؤسسة حيث تدار أعمال المؤسسة من المركز الرئيسي بميناء الحديدة ، وجاء انشاء مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية كامتداد للتطورات التي شهدتها موانئنا اليمنية بعد قيام الثورة اليمنية المباركة وكذا بعد إعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة حيث تم تطوير مركز المؤسسة الرئيس (ميناء الحديدة) الذي أصبح حديثاً قادراً على استقبال حاويات كبيرة على سبعة أرصفة بمجموع أطوال تصل إلى (1250) متر إضافة إلى كون ميناء الحديدة المركز الرئيس للمؤسسة يمتلك رصيفين لاستقبال ناقلات النفط بطول (260) متر في حوض الميناء..كما أن الميناء الحديدة شهد تطورات متسارعة مثل تعميق القناة الملاحية وتزويده بعدد من الآليات والمعدات البحرية ومعدات الشحن والتفريغ وحاويات ورافعات وحاضنات عديدة بما جعل القدرة الاستيعابية لميناء الحديدة ما تقارب ستة ملايين طن سنوياً وتم توسعة محطة الكهرباء لتصل الطاقة الكلية في الميناء إلى (3) ميجاوات بل وأصبح ميناء الحديدة بتيار كهربائي مستقل هذا بالإضافة إلى توسيع وتحديث المساحات المسفلتة لمواكبة حركة التطورات الملحوظة. مهام وتحديثات وكل تلك التطورات في ميناء الحديدة وبقية الموانئ اليمنية المطلة على البحر الأحمر ما كان لها لأن تكلل بالنجاح لولا اندراجها في إطار مؤسسة توحد الجهود وتحدد المهام وتتابع مسيرة التحديث والأداء ومن هذا المنطلق فقد جاء انشاء مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية كقرار سياسي يضمن تأهيل وتحديث الموانئ اليمنية على البحر الأحمر وأهمها ميناء الحديدة. يقول المهندس/ عيسى أحمد هاشم رئيس مجلس مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية الرئيس التنفيذي للمؤسسة : - لقد قامت المؤسسة منذ إنشائها بمهام عديدة حرصت في مقدمتها على القيام بعملية صيانة الآليات والمعدات حيث تم البدء بتنفيذ عملية الصيانة في النصف الثاني من العام 2007م المنصرم وبدأ ذلك بصيانة اللنش في رأس منطقة عيسى الذي دام توقفه سنتين وبلغت تكلفة صيانته (17.833.558) سبعة عشر مليوناً وثمانمائة وثلاثة وثلاثون ألفاً وخمسمائة وثمانية وخمسون ريالاً. واستمر برنامج الصيانة للآليات والمعدات والعائمات البحرية حيث أجريت صيانة كاملة وشاملة (للنش رقم (26) بلغت قرابة الخمسة ملايين ريال وهو يعمل الآن بصورة ممتازة بعد ما كان متوقفاً.إضافة إلى صيانة لنشات عديدة أخرى. إشادة الإجراءات والتحديثات التي تمت في موانئ البحر الأحمر وخصوصاً في ميناء الحديدة جعلته محط اهتمام الجميع لاسيما المتعاملة معه .. من خلال ما لمسوه من اجراءات منتظمة ودقيقة سواء على المستوى الأمني أو على مستو التعامل مع الشركات الملاحية.. ومنهم / حسن عبدالله مدير شركة الحديدة للملاحة الذي ثمن لقيادة الميناء إقدامها على الالتقاء المستمر مع الشركات الملاحية لدراسة مشاكلهم والاستماع لمقترحاتهم .. كما أن الاستاذ/ أحمد سالم الجبلي محافظ محافظة الحديدة رئيس المجلس المحلي الذي أكد أنه مطلع على نشاط وحركة الميناء الدؤوبة منذ أن كان رصيفاً بسيطاً.. وقد اشاد المحافظ عندما زار الميناء بالقيادات الفنية والادارية التي تدير الميناء وهو ما جعله في طليعة الموانئ اليمنية وهو ما قفز بالميناء قفزات كبيرة سواء من حيث تطوير البنى التحتية للميناء أو زيادة موارده التي تسهم في رفد الاقتصاد الوطني .. ومن شأنها التخفيف من الأعباء على المواطنين .. ودعا الجبلي قيادة الميناء ممثلة بالمهندس/ عيسى أحمد هاشم لمضاعفة الجهود للعمل على تطوير ميناء الحديدة .. وكذا الموانئ في الصليف والمخا .. مبدياً استعداد قيادة المحافظة لدعم جهود قيادة مؤسسة الموانئ بالحديدة.. أرقام أما الإحصائيات لنشاط موانئ البحر الأحمر (الحديدة ، المخا ، الصليف) حتى مايو الماضي فتؤكد على التطورات المتسارعة ، حيث بلغت اجمالي الواردات من مواد غذائية (دقيق ، سكر ، أرز ، قمح سائب ، ذرة) للموانئ التابعة لمؤسسة موانئ البحر الأحمر في (الصليف ، المخا ، الحديدة) (723.605) طن حتى نهاية مايو 2008م. كما بلغت الواردات من مواد البناء في الموانئ الثلاثة خلال نفس الفترة (68.666) طن. ومن المواد العامة المختلفة بلغت واردات الموانئ الثلاثة (1.065.266) طن من يناير إلى مايو 2008م . كما بلغت اجمالي الواردات من المحروقات حتى نهاية مايو 2008م في الموانئ الثلاثة (1.479.248) طن فيما بلغت الصادرات من موانئ المؤسسة حتى نهاية مايو 2008م (71،707) طن من مختلف البضائع . وقد بلغت عدد الحاويات الواصلة لميناء الحديدة حتى نهاية مايو 2008م (105.146) حاوية (T.E.U).