بعيدون عني كالمجرات انما هم الآن من حولي وأنفاسهم عندي أراهم متى عانقت وعيي بجانبي وإن غبت ساروا من أمامي ومن بعدي يمرون عبري يستقلون وجهتي يعيشون في صمتي ويفنون في وجدي وقفت أناجيهم ولما فرغت من مناجاتهم أدركت أني هنا وحدي سلام عليهم هم أنا.. إنما أنا أعيش بهم ، بل هم حياتي وهم لحدي طرقت معانيهم ولما تفتقت فتوحاتها بعثرت قلبي على خدي مناراتهم نوري ومحرابهم فمي وهم قبل لام البعد في القرب والبعد صعدت إليهم عبر معراجهم وقد تفاجأت بالمعراج يمتد في مدي طريقي إليهم داخلي طال طوله أعاني به من قيظ حري ومن بردي هم الآن مابيني وبيني مسافة تهامية من نجد نجد إلى نجد مدارج إيمانٍ وروحي تسيرها وصولاً إلى حد التوحد بالفرد متى سوف ألقاهم؟ لقد نلت مرة مرادي وعاد الصد يشكو من الصد لهم ضعف ما للحب في حب نفسه إلى مايفوق الضعف من طاقة العد شربت النياق إليهم ضوءاً وساقني إليهم حنين الماء للعرش والسد ولما وصلت الحضرة الأم زادني مثولي فناءً في بقاء بلا حد تصفحتهم وجهاً فوجهاً وذقتهم تسابيح لاتخلو من الشكر والحمد تلقنتهم هم «منطق الطير» نفحة وحاورت حتى جاءني مفحماً ردي صخوري ارتوت من حال شلال حبهم وما عاد بعدي عن مقاماتهم يجدي فهم ذكر أذكاري وهم همس خلوتي وهم مذ اقاموا في دمي وردهم وردي.