يرى مختصون في القطاع السياحي اليمني أن إنشاء وزارة خاصة للسياحة في اليمن كان خطوة أولى نحو تحريك المياه الراكدة في هذا القطاع وإعادة الاعتبار إليه بعد سنوات من الجمود والتراجع ويرون ان توجه الوزارة الى القيام بأعمال ظاهرية كعقد المؤتمرات والندوات والورش لايحرك الجمود الراهن لأن السياحة بحاجة إلى خدمات راقية وغير طاردة لتدفق السياح لزيارة المنتج السياحي اليمني الذي تزخر به البلاد أو للمشاركة في المهرجانات الفنية السياحية والشعبية التراثية.. {،، ولربما لا يكون من المبالغة القول: إنه بالتوازي مع ثورة المعلومات، التي اجتاحت عالمنا في العقدين الماضيين من الزمان، فقد واكبتها ثورة في صناعة السياحة العالمية وتصاعدت في السنوات الأخيرة مع بدايات الألفية الثالثة حيث تواجه اقتصاديات دول العالم تحديات العولمة وتحرير التجارة البينية الدولية وبخاصة تجارة الخدمات وعلى رأسها صناعة السياحة. وتعتمد صناعة السياحة على محور رئيسي هو جذب السائحين وأصبح هذا المحور فناً وعلماً يرتبط بكافة مرافق الخدمات في الدولة الواحدة وتنوعت سبل جذب السياح ولم تعد حكراً على زيارة المتاحف والأماكن الأثرية - وبخاصة في منطقتنا العربية - وأصبحت المقاصد السياحية شاملة مثل السياحة الدينية والعلاجية وسياحة الاستجمام والسياحة الرياضية، والثقافية والفنية ، وسياحة المؤتمرات والمهرجانات. وفي هذا السياق يقول أصحاب الوكالات السياحية: ان تدشين مهرجان صيف صنعاء السياحي 2008م في يوليو القادم، الذي اسند لأمانة العاصمة بعد ان اشرفت على تنظيمه وزارة السياحة عامين متتاليين إضافة الى إقامة مهرجانات يمنية سياحية سنوية كبرى، يتم تنظيمها كل شهرين ، وتستمر على مدار السنة، لجذب السياحة العربية من البلدان الخليجية يحتاج اولاً الى العمل بجدية في مجال تطوير الخدمات السياحية والارتقاء بطرق الاستضافة لتعزيز العمل السياحي وعلى اعتبار أن المهرجانات والمشاركات تستقطب وفوداً يحتاجون إلى الرعاية الخاصة من مواصلات مأمونة وفنادق راقية ووجبات ومقاه ولوكندات عالية المستوى ونظيفة. وتزداد اهمية القطاع السياحي في الوقت الذي تقول فيه الحكومة انها تسعى إلى البحث عن مصادر بديلة للدخل القومي للبلاد، وتعول على الجانب السياحي كمصدر هام يمكن الاعتماد عليه كمصدر بديل للدخل القومي. كما أن الوضع يحتاج الى تقديم المزيد من التسهيلات والتشجيع لأصحاب الوكالات السياحة والسفر التي تفتقر للكثير من الدعم والإرشاد لاستقبال الأفواج السياحية . ويضيف المختصون : إذا كانت التوجهات تشير الى اهمية تنظيم المهرجان السياحي صيف صنعاء الى جانب مهرجانات سياحية يمنية منها مهرجان البلدة السياحي بالمكلا والحسينية ومهرجان قرناو الذي انطلق عام 2005م فإن ذلك يعتبر خطوة جديدة لتحريك مخرجات القطاع السياحي لكن زيادة إيرادات هذا القطاع سوف تسجل مؤشرات كبيرة ، اذا جرى تحسين الخدمات وجذب السياح العرب والأجانب وخصوصاً أبناء الوطن في المهجر إلى البلاد. ويرى أصحاب الفنادق والمطاعم السياحية بصنعاء ان إيجاد شراكة فاعلة بين الخدمات السياحية ،والأنشطة المرتبطة بها سوف تسهم في خلق فرص حقيقية فاعلة للتسوق والاستثمار والعمل والمعرفة والتعارف والصداقة. ويؤكد المهتمون بمهرجانات الصيف : إن الجانب الايجابي في المهرجان الصيفي القادم يجب ان يتجلى من خلال العمل على تنفيذ فعاليات فنية ، بواقع فعالية يومياً ضمن المهرجان وعمل مسرحيات وعروض للأكروبات والألعاب الشعبية وفعاليات الأيام المفتوحة. ويرى المختصون ان ما يساعد على نجاح المهرجان ان توفرت له أدوات التنظيم والدراسة بغرض إيجاد جدوى اقتصادية منه هو ان صنعاء القديمة التي تحتضن المهرجان تعد إحدى أهم مدن التراث العالمي ، ويعتبرها علماء الآثار متحفاً حياً ومفتوحاً على الهواء الطلق قوامه مدينة بأكملها تضم كل ألوان الحياة الأصيلة، وتتمتع بجوها اللطيف الذي يجمع بين فصول العام في اليوم الواحد، وفن معماري أصيل فضلاً عن كونها تعد من أقدم مواطن ناطحات السحاب على مستوى العالم، ونموذج سكني قديم عصري تميز بارتفاعه الرأسي المطلق، وضيق مساحته السكنية، وتميز سكانه بملبسهم ومأكلهم ومشربهم المتأنق، مايجعلها تجمع بين حضور الإنسان وثقافة حضارية تمتد إلى غمدان، وريدان، وسبأ. وكان مهرجان صيف صنعاء السابق تضمن أوبريت لا بد من صنعاء وإن طال السفر ضمن لوحة غنائية استعراضية من كلمات والحان عدد من الشعراء اليمنيين ، وإخراج الفنان فريد الظاهري , وشارك في تقديم فقراتها أكثر من/600/ راقص وراقصة، وأكثر من /600/ طفل وطفلة من مدارس أمانة العاصمة. وعكست فقرات اللوحة الموروث الحضاري الأصيل لعاصمة التاريخ والحضارة صنعاء التي تعد من أقدم مدن العالم لكن من المؤكد ان القطاع السياحي اليمني يظل بحاجة إلى تطوير البنية الخدمية للمزيد من إنجاح مهرجانات الصيف القادم.