إن إدارة مكافحة الأمراض والترصد الوبائي في محافظة الحديدة هي إحدى الإدارات الفاعلة في نطاق عملها الدؤوب تأسست عام 1998م وهي من أوائل المحافظات التي تعمل على التقصي والترصد لقائمة من الأمراض الوبائية المعدية .. 34 مرضاً معدياً أوضح الدكتور. سلطان محمد المقطري منسق الرصد الوبائي بمحافظة الحديدة بأن إدارة مكافحة الأمراض والترصد الوبائي يتوسع نشاطها في مختلف المواسم السنوية ببرامج عمل ميدانية اسبوعية وشهرية لرصد قائمة من الأمراض الوبائية المعدية تصل إلى أكثر من 34 مرضاً معدياً وقال :إن أهم هذه الأمراض والتي هي مجموعة من الأمراض الوبائية المعدية يتربع على عرشها مرض شلل الأطفال .. ثم أضيفت إلى القائمة مجموعة أخرى تبلغ حالياً أكثر من 34 مرضاً معدياً وبعض هذه الأمراض ذات طابع عالي الأهمية وهو ما يلزم الإبلاغ عنه فوراً إلى الإدارة العامة لمكافحة الأمراض والترصد الوبائي وبعضها ذات إبلاغ أسبوعي. مواقع الرصد الوبائي كيف تحددون مواقع الرصد ميدانياً ؟ }} بالنسبة للمواقع تقسم إلى مواقع عالية الأهمية ومتوسطة وأخرى قليلة الأهمية ونعتمد في ذلك على معيار تردد المرضى على ذلك الموقع وهذه المواقع تشمل المرافق الحكومية والأهلية وبعض مراكز التداوي. فيما يبلغ عدد مواقع الترصد الوبائي النشط في محافظة الحديدة (35) موقعاً صحياً يتم زيارتها جميعاً بمعدل (4-1) زيارة شهرياً لكل موقع، وأثناء هذه الزيارات يتم الاجتماع واللقاء مع الأطباء والمسئولين وضباط الترصد والبحث في سجلات المرضى المترددين عن حالات الاشتباه وتوزيع استمارة الزيارة والتوقيع على تلك السجلات التي تم التحري عليها كما يتم عقد اجتماعات تحسبية لشرح أهمية الترصد الوبائي والاطلاع على حالات الشلل الرخو الحاد بالدرجة الأولى وكذا عن بقية قائمة الأمراض. إبلاغ وتواصل هل يوجد لديكم في تلك المواقع كوادر ؟ وكيف يتم التواصل معها ؟ }} بالتأكيد فلدينا في كل تلك المواقع كوادر تتبع الترصد الوبائي وهي تتمتع بأعلى درجات الخبرة والتجربة عن كيفية الترصد والتقصي الوبائي وكذا سرعة الإبلاغ عن الاشتباه الوبائي بحيث يتم معرفة أي حالة وبائية ذات طابع معد وتنطبق عليها معايير الإبلاغ الفوري عن طريق الهاتف والنداء المباشر. كما أن محافظة الحديدة مقسمة إلى مواقع صفرية في كل مديرية ويوجد في كل موقع ضابط ترصد وبائي مهمته التواصل مع الطواقم الطبية في تلك المواقع وهو همزة الوصل بين الترصد والموقع ويقوم بجمع الاحصائيات والبيانات عن وجود أو عدم وجود حالات اشتباه بالأمراض وعددها ، وعمرها ، ووقت وقوعها ، وعنوانها ، ويتم ارسال تلك التقارير بشكل أسبوعي كل يوم إثنين وتجمع هذه البلاغات ويتم تسجيل بياناتها وأرقامها ومن ثم رفعها بشكل موجز إلى الإدارة العامة للترصد الوبائي بالعاصمة صنعاء كل يوم أربعاء. مستقبل للأوبئة محافظة الحديدة مؤشر مرتفع للحالات الوبائية ؟ ما الأسباب ؟ }} محافظة الحديدة واسعة المساحة حيث تزيد مساحتها على (15.000كم2 وذات تعدد سكاني كبير حيث يبلغ عدد سكانها ما يقارب مليوني ونصف المليون نسمة ، وهي ذات طابع جغرافي متعدد ومناخ حار رطب طوال العام وكذا موقعها الجغرافي المحتل سواحل اليمن الغربية ....... المستقبل لكل وافد ونازح من الجانب الأفريقي وهو ما سبب في استقبال الكثير من الأمراض المعدية الغريبة عن بلادنا كما يستدعي التعامل مع هذه المحافظة بشكل استثنائي وخاص حتى تكون على مقدرة في مواجهة هذه الأوبئة الوافدة والمنقولة .. كما أن الصيادين اليمنيين واحتكاكهم بالصيادين الأجانب (الأفارقة) يشكلون عاملاً من عوامل الزيادة في نقل هذه الأوبئة ، لذلك ركزت وزارة الصحة العامة والسكان ومكتبها بالمحافظة وإدارة الترصد الوبائي بمكافحة الأمراض وأولتها أهمية خاصة في التقصي والرصد والتحري وسرعة الإبلاغ والمعالجة السريعة منعاً لتفاقم الوضع. أوبئة وافدة وقد تعرضت المحافظة منذ أواخر القرن الماضي وبالذات العشر السنوات الماضية لموجات من الأوبئة الوافدة كحمى الوادي المتصدع (2000-2001م) وكذا حمى الضنك (2004-2005م) إلى 2008م وشلل الأطفال البري وسجلت المحافظة الرقم القياسي في عدد الحالات بحكم أنها المنطقة الأولى التي تلقت الضربة الوبائية الوافدة بحكم قربها من الجانب الأفريقي ولكن تلك الجائحات والأوبئة اكتسبت خلالها كوادر الرصد الوبائي والعاملون في المرافق والمواقع والمدربون الكثير من الخبرة والاحساس العالي بالتنبؤ عن أي وباء قبل استفحاله والقضاء عليه في مهده كما يتم تلقي (66) بلاغاً أسبوعياً من المواقع في كل المديريات جعلنا نستطيع تحليل المنحنى الوبائي على الخارطة الوبائية ومراقبة وجود أي حالة مرضية تزيد وجودها ونوعها عن المعدل المألوف سنوياً وعلاقته وقربه من مواقع الوباء وعلاقته بالطقس والحرارة والأمطار والرطوبة وربطه بالواقع الصحي البيئي ورغم تلك الأهمية العالية لمحافظة الحديدة وتحملها هذا العبء إلا أننا نسعى ونطمح إلى زيادة التكرم والتقدير ورفع الجاهزية اللازمة لمواجهة الأوبئة عبر زيادة النفقات اللازمة وتسخير الامكانيات وفتح مراكز للترصد الوبائي واعتماد كوادره وإلحاق البرامج ذات الطابع الوبائي بالترصد والتعاون بين الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في بلورة التوعية السليمة وبناء جسر تعاوني مشترك فيما بينهم وصولاً إلى رفع مستوى الوعي بين الناس لتسهيل مهام المكافحة. كلمة أخيرة شكر وتقدير لوزارة الصحة والسكان ومكتبها في محافظة الحديدة ممثلة بالأخ الوزير الأخ عبدالكريم يحيى راصع واهتمامه ومتابعته المستمرة لتحركاتنا ودعمه المتواصل وكذا لمحافظ المحافظة الأخ أحمد سالم الجبلي لتعاونه منذ الوهلة الأولى لتوليه مهام عمله في المحافظة وللإدارة العامة لمكافحة الأمراض والترصد الوبائي ممثلة بالأخ الدكتور عبدالحكيم علي الكحلاني.