محافظة البيضاء كغيرها من محافظات الجمهورية حظيت بنصيب كبير في مجال بناء وتشييد المرافق الصحية موزعة على مختلف مديريات ومناطق المحافظة ورغم إمكاناتها المتواضعة استطاعت أن توفر جزءاً لا بأس به من الخدمات. صحيفة (الجمهورية) التقت الدكتور محمد عبدالولي السماوي مدير عام الصحة والسكان بالمحافظة في حوار تناول عدداً من الجوانب المتعلقة بمستوى الخدمات والتجهيزات والانجازات والسياسات الصحية. ماذا عن واقع القطاع الصحي في البيضاء وماهي الإنجازات التي تحققت بالمحافظة ؟ }} بداية نقدم الشكر والتقدير لصحيفة (الجمهورية) على اهتمامها الدائم بأوضاع محافظة البيضاء والأنشطة المختلفة في العديد من المجالات المرتبطة بحياة المواطن وحقيقة إن واقع الانجازات للقطاع الصحي التي تحققت للمحافظة كبيرة ، حيث شهد القطاع الصحي بالمحافظة نمواً وتطوراً ملموساً ،شهدت المحافظة خلال هذه الفترة توسعاً كبيراً في تقديم الخدمات الصحية وفي جميع مديريات ومناطق المحافظة بعد أن كانت قاصرة على مدينة البيضاء ورداع وتم تشييد وبناء العديد من المرافق الصحية موزعة على مديريات المحافظة وتنوعت وتوسعت حزمة الخدمات الصحية وخاصة خدمات الرعاية الصحية الأولية كالتحصين والصحة الانجابية وتنظيم الأسرة ومكافحة السل والإيدز والملاريا ...الخ. مشاريع منجزة وتحت التنفيذ وأضاف : بأن هناك عدداً من المشاريع تقدم خدماتها للمواطنين منها : مستشفيان عامان. 8 مستشفيات ريفية. 36 مركزاً صحياً و7 مراكز قيد التنفيذ. 90 وحدة صحية ثابتة ومؤقتة. وبلغت تكلفة المشاريع المنفذة منذ العام 2000م سبعمائة وواحداً واربعين مليوناً وستمائة وسبعة عشر ألفاً وخمسمائة وسبعة واربعين ريالاً وتكلفة المشاريع الصحية الجاري تنفيذها بلغت مئتين وتسعة عشر مليوناً وثلاثمائة وأربعين الفاً وسبعمائة وثلاثة وثلاثين ريالاً. عدالة التوزيع ماهي الأولويات التي تضمنتها البرامج الاستثمارية للمحافظة ؟ }} من خلال التوجه نحو حكم محلي واسع الصلاحيات، تنفيذاً لتطبيق نظام اللامركزية نضع في أولوياتنا تحقيق عدالة التوزيع من خلال التنسيق والتعاون والتكامل مع قيادة السلطة المحلية بحيث تشمل وتصل الخدمات جميع مناطق المحافظة وخاصة المناطق النائية والمحرومة. ووضعنا ضمن خططنا القادمة لتحسين وتطوير الخدمات الصحية إنشاء مستشفى للطوارئ التوليدية في كل من البيضاء ورداع. أجهزة تكلفتها 170 مليوناً ماذا عن التجهيزات للمرافق الصحية ؟ }} عملنا في السنوات الماضية على تأثيث وتجهيز المرافق الصحية من خلال التنسيق والدعم المركزي من وزارة الصحة العامة أو من خلال الدعم المحلي وخلال العامين الماضيين فقط تم تجهيز وتغطية عدد من المرافق الصحية وخاصة المستشفيات العامة والريفية بالأجهزة والمعدات الطبية وخاصة التشخيصية بكلفة تقديرية تجاوزت المائة وسبعين مليون ريال .. وهذا سيوفر التقنيات الحديثة للتشخيص ويأتي كل ذلك ضمن سياسة واستراتيجية وزارة الصحة العامة والسكان وتنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، حفظه الله ، من أجل توفير الخدمات الصحية المناسبة للمجتمع. نقص الكوادر المتخصصة وحول الكادر الطبي والفني المتخصص يقول الدكتور السماوي : }} للأسف الشديد لازالت المحافظة في مرافقها الصحية على كافة المستويات تعاني نقصاً شديداً في الكوادر الصحية المتخصصة والفنية والمساعدة وهذه من أكبر الصعوبات والمعوقات التي تواجهها المرافق الصحية ويزيد من المعاناة قلة المخرجات التعليمية من أبناء المحافظة ونسعى باستمرار لسد الفجوة القائمة من خلال تشجيع الكوادر لمواصلة التأهيل والتخصص ولمواصلة الدراسات العليا في المجالات الحيوية ،التي تحتاجها المحافظة وتشجيع حملة الدبلوم لمواصلة تعزيز مهاراتهم وقدراتهم العلمية ورفع مستوى تأهيلهم إلى درجة البكالوريوس وتشجيع الكوادر من غير حملة الشهادات الفنية للالتحاق بالمعاهد الصحية وإعطائهم الأولوية في القبول والتسجيل... ونشير هنا إلى دور المعهد الصحي بالمحافظة الذي يرفد المرافق الصحية بالخبرات الفنية والمساعدة في مجال التمريض العام والمساعدين والأطباء وتدريب وتأهيل القابلات والمرشدات ونأمل من هذه المعطيات أن تسد جزءاً من الفجوة فيما هو مطلوب وما هو متوفر والذي قد تصل نسبة العجز فيه إلى أكثر من %50. تحسن الرعاية الصحية كيف تقيمون مستوى الخدمات الصحية الأولية ..؟ }} خدمات الرعاية الصحية الأولية تنمو وتتحسن من حين لآخر وخاصة في مجال التحصين الصحي الموسع لتوافره في جميع المرافق الصحية بصفة مستمرة وخارج المرافق الصحية في برنامجها السكاني في فترات النشاطات الايصالية وقد بلغت نسبة التغطية (%83).. ويبقى أن خدمات الرعاية الصحية وخاصة الصحة الانجابية وتنظيم الأسرة والتثقيف الصحي تتحسن ولكن بخطى بطيئة لاعتمادها على مستوى الوعي لدى المجتمع وتحتاج لجهود كبيرة ومتكاملة مع منظمات المجتمع وقادته وشخصياته وامكانيات أكبر واهتمام متزايد من الجهات الرسمية لرفع مستوى وعي المواطن ليصبح فاعلاً في خفض نسبة الأمراض والوفيات. حماية من الأمراض القاتلة ويقول مدير عام الصحة بصنعاء : }} البرامج الصحية تسهم بدرجات متفاوتة في الوقاية وعلاج كثير من الأمراض فعلى سبيل المثال نسبة التغطية بالتحصين والتي وصلت كما ذكرنا إلى %83 وإلى معظم مناطق المحافظة تقي وتخفف من نسبة وفيات الأطفال وتحميهم من الأمراض القاتلة... وأيضاً برنامج السل حيث وصلت نسبة الشفاء من المصابين بهذا المرض في الحالات المكتشفة خلال العام 2007م %85 وبرنامج الملاريا في التخفيف من الوفيات بسبب الملاريا من خلال حملات الرش الدائمة في المناطق الموبوءة والرش في مواسم تكاثر البعوض .. وبرنامج الترصد الوبائي لمكافحة الأمراض الوبائية لترصد الأمراض والرفع لتشكيل الفرق الصحية لمكافحة المرض والحد من انتشاره. %100 نفقات تشغيلية ماذا عن موازنات النفقات التشغيلية ؟ }} بالنسبة للموازنات التشغيلية حقيقة كانت من الصعوبات والمشاكل الكبيرة نتيجة لشحتها وضآلتها ولقد كان للجهود الكبيرة لمعالي الأخ وزير الصحة العامة والسكان ابتداء من النصف الثاني للعام 2007م برفع نفقات التشغيل للمرافق الصحية والتي وصلت نسبة الزيادة إلى %100 أثر ايجابي نحو تحسن الأداء وساعدت في حل جزء من المعوقات والصعوبات من زيادة عدد المترددين على المرافق الصحية وبتضافر الجهود والتعاون ومشاركة المجالس المحلية في الرقابة والاشراف والمتابعة سوف يسهم في تحسين الأداء والدفع بالخدمات الصحية نحو الأفضل فالصحة للجميع . والله من وراء القصد ومنه التوفيق.