القات تحدى (العيني ودود مصر ) ويهدر20مليون ساعة يوميا العسل الدوعني الأفضل عالميا والقات مجرم متى سيتم إعدامه رهينة فى محبس الإمام حين ابتليت بمرض الغدة الليمفاوية ، كان للعلاج الكيماوي تأثيره الخطير علي ضعف المناعه ، واشهد ان هدايا الاصدقاء اليمنيين من العسل “الدوعني” ، كانت لها مفعول السحر في صمودي الجسماني والمعنوي على اجتياز فترة العلاج بأمان تام . والحقيقة انني بحكم زياراتي لليمن بت مدمنا للعسل الدوعاني وهو ينساب بلونه الاصفر الداكن على حلوى “بنت الصحن” التي نادرا ما تغيب عن موائد الضيافة والاحتفاليات في بيوت علية القوم ، دائما ما كنت اشعر بعدها بنوع من الحيوية والنشاط وصفاء الذهن . أسامة بن لادن والعسل الدوعنى اذكر ان جمهورية اليمن الديموقراطي سابقا كانت تحظر تصدير العسل الدوعاني الى الخارج لا بعد الحصول على تصريح خاص وبكميات محدودة ، وذلك ان انتاجه كان ايضا محدودا انذاك ، لكن بالدراسة والعلم والتجربة بات انتاجه وفيرا الان ، حيث تمتد مساحة مراعي نحل عسل “دو عن” الان حوالي مليون ونصف مليون هكتار في المنطقة الواقعة بين وادي الخون شرقا الى رملة السبعتين غربا بطول 140 كيلو متر ، حيث تنمو الاشجار والنباتات الجبلية التي تتغذى عبر التربة البكر وهطول الامطار ، خاصة اشجار العلب “السدر” واشجار السمر “الاكاسيا” التي يتغذى النحل على زهورها ، ثم يفرزه عسلا شهيا حلو المذاق. وتمتاز سلالات نحل العسل الدوعاني في وادي حضر موت بلونها الاصفر ومؤخرة البطن السوداء وهي قد اكتسبت صفاتها الوراثية عبر العصور ، وانسجامها مع جفاف البيئة، وقدرتها على مقاومة الاعاصير ، وهكذا يرتحل النحالون وراء النحل من مكان لاخر ، حيث تفرز العسل الدوعاني مرتين وثلاثة او اربعة في العام الواحد ، ويبلغ متوسط انتاج الخلية الواحدة 7.3 كيلو جرام ، ويعتبر عسل “السدر” الارقي جودة والاغلي سعرا حيث يصل ثمن الكيلو جرام زهاء 75 دولاراً وفي السعودية 500 ريال ، والمدهش انه يستقطب الضوء من اليمين وذلك بسبب احتوائه على نسبة عالية من السكر الثنائي “السكروز” ، بينما يستقطبه غيره من انواع العسل الضوء من الشمال ! ولا يقتصر تسمية العسل بالدوعاني على وادي “دعان” ، وانما يمتد كذلك الى وادي عهد ، وداي رضيه ، ووادي العين ، ثم تقل مناطق تربية النحل كلما اتجهنا شرق حضرموت ، بينما نجحت تربية النحل الذي يفرز عسلا اقل جودة من عسل “دوعن” مؤخرا في كثير من مناطق اليمن ، ولا يكاد يميز بينهما سوى الخبير والذواقة . ولان اسامة بن لادن موطنه حضرموت ، وكذلك العسل الدوعاني .. من هنا كانت اشاعة الترويج لاستثماره في تمويل العمليات الارهابية لتنظيم القاعدة ، عبر المحلات المتخصصة في بيعه على امتداد خريطة العالم .. ولم يكن ذلك صحيحا بالمرة ! ويعتبر العسل الدوعاني المفضل في دول الخليج وفي اسواق العالم ، ويباع في عبوات زجاجية او معدنية محكمة الاغلاق ومعها شهادة الضمان وجهة الانتاج وفوائده الجمه ، سواء كغذاء للانسان العادي وللرياضيين والاطفال نظرا لغناه بالبروتين والفيتامينات والاملاح المعدنية والانزيمات ، وعلاجه الاكيد للامراض الجلدية والجروح خاصة انه مقاوم للبكتيريا وقاتل للجراثيم ، وربما من هنا اسماه العرب الاقدمون “الحافظ الامين” . ويعتبر شمع العسل الدوعاني علاجا اكيدا لمرض الحساسية ، وقد استخدم الفراعنة شمع العسل في تحنيط الموتي ، واستخدمه الرومان في الكتابة والاضاءة صنع التماثيل ، واصبح يستخدم الان في صنع الاسنان الصناعية ، ومواد التجميل ، فيما يستخدم صمغ العسل في صناعة المراهم وعلاج الامراض السرطانية وتبطين الجروح . أما غذاء ملكة النحل الدوعاني فهو العلاج المثالي للضعف الجنسي ، وسوء التغذية وامراض الشيخوخة والواقي من مرض الزهايمر . والله الشافي المعافي !
الشجرة الملعونة تطرد الشجرة المحمودة كثيرا ما يظهر الرئيس اليمني على عبد الله صالح على شاشة التليفزيون في لباسه الرياضي وهو يمارس العدو والسباحة والغوص ، وربما وهو يتعامل مع الكمبيوتر والانترنت، تأكيداً على اقلاعه عن تعاطي القات ، وكيف أصبح هكذا موفور الصحة والحيوية والنشاط ، لعل الشعب اليمني يحتذي حذوه ، في اطار الدعاية للمشروع القومي الذي بدأه بنفسه واختار له شعار “يمن بلاقات” ! عن شجرة القات قال رجالات اليمن من السياسيين والعلماء والادباء والشعراء الكثير من النقد والذم والهجاء ، ونهضت جمعيات أهليه عديدة لمواجهة كوارث القات على كل صعيد منذ عام 1995 ، بل وخرجت أوائل عام 2003 مظاهرات شعبية ضخمة وغير مسبوقه في طول البلاد وعرضها ، قوامها نحو خمسة ملايين مواطن من بين تعداد سكان اليمن البالغ 20 مليون مواطن ، وتصدرها مختلف الوان الطيف الرسمي والشعبي ، فيما يشبه اعلان حرب المجتمع اليمني ضد ديكتاتورية القات ، ومع ذلك يظل التحرر والانعتاق من لعنة القات اشبه بالامنيات السعيدة واحلام اليقظة ، حيث لا تزال الشجرة الملعونة تتحدى الجميع، بل وتجتذب يوميا المزيد من الضحايا المتيمنين بها ، رغم ما يتواتر عن مضارها .. كونها تذهب بالعقول والجيوب ، وتفتك بالصحة العامة ، وتهدر الوقت والدخل القومي والخاص ! وتعجب للشعب اليمني الباسل كيف خاض الثورات والانتفاضات بإرادته الصلبة تباعا، ونجح في التحرر من حكم آئمة آل حميد الدين البغيض في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب ، حتى قوض أسوار عزلته عن العالم التي امتدت قرونا ، وشرع الى استعادة الوصال بموروثاته الحضارية ، وكيف حقق معجزة الوحدة اليمنية وعض عليها بالنواجذ حين دهمتها المؤامرة الانفصالية عام 1994 ، ثم يزداد العجب لانه نفس الشعب الذي يكابد وطأة الاستسلام والخضوع الطوعي لسلطان القات ! كنت في اليمن اثر اندلاع ثورة 26 سبتمبر عام 1962 ، وفجأة اوشك نجمها الساطع على الافول ، حين انبرى الرئيس عبد الله السلال الى التنديد بلعنة القات ، ودعا اليمنيين الى الاقلاع عن تعاطيه ، بل وتوعد باقتلاع اشجاره ، فلما ادرك انه يسبح ضد التيار سكت عن الكلام المباح ! جلب دود ة القطن من مصر في عام 1972 عاد الاستاذ محسن العيني رئيس الحكومة اليمنية انذاك الى تأجيج الحرب ضد القات عبر أسلوب مختلف ، لجأ اولا للقاضي عبد الرحمن الايرياني رئيس المجلس الجمهوري ، وهو كان شخصية تاريخية بارزة ومرجعية دينية وسياسية موضع احترام الجميع، واقنعه باصدار فتوى تؤكد ان القات مكروه شرعا ، بالنظر لمضاره العديدة ، في الوقت الذي صدر قرار العيني باقتلاع اشجار القات المزروعة في الاراضي المملوكة للدولة والتابعة للاوقاف ، بدعوى عدم مشروعية الصرف من ريعها على ايواء الايتام وتعمير المساجد ! لكن احدا من أصحاب مزارع القات لم يأبه لهذه المبادرات ولا اقتلع أشجاره ، خاصة انهم وجدوا من بين رجال الدين من يفتيهم في المقابل بمشروعية زراعة وبيع وشراء القات والاستمتاع بتخزينه عن قناعه وباطمئنان ! لم يعدم محسن العيني الوسيلة لمواصلة الحرب على القات ، جلب سرا من مصر شحنة من الصناديق التي تحتوي على كم هائل من دودة القطن التي تفتك بمحصولها القومي، ثم كلف من يسربها في الخفاء الى بعض مزارع القات ، لعلها وعساها تلعب دورا قوميا في القضاء على اشجاره الملعونة ، ولابد انها سوف تزحف وتلتهم أوراقها ، وان تبيض وتفرخ الملايين ، وبعدها سوف تنتشر في غيرها من مزارع القات بالتالي وتقتات أوراقها ، ايذانا بالنهاية المحتومة لهذا الداء الوبيل ! وعلي ما يبدو ان دودة القطن المصري – على حد سخريات اهل اليمن – رفضت التدخل فيما لا يعنيها ، ومن ثم امتنعت عن تنغيص المزاج اليمني ، وربما راق لها القات واستحلبته هنيئا مريئا كما لو انها المعنية في المثل القائل “جئتك يا عبد المعين تعيني .. وجدتك با عبد المعين في حاجة لمن يعينك ، وكما لو ان القات اخرج لسانه ساخرا من المثل القائل “وداوني بالتي ، كانت هي الداء” ! لكن العيني لم يتراجع ، دعا الادباء والشعراء والوعاظ الى مساندة حملته ضد القات وأجزل لهم العطاء ، ومن ثم انبرى أحدهم وهو الشاعر أحمد المعلمي يؤدي واجبه ، حيث نظم قصيدة عصماء يندد فيها بالقات مطلعها : ورأي ان يحارب القات فالقات بلاء دواؤه غير سهل انه سبة علينا وعار نحن منها ممرغون بوحل انه آفه أقل مساويها مضي ساعات من غير شغل قاتل للاوقات وهو بلاء لشباب فينا وشيخ كهل نحن نحيا عصر الفضا لم نعد نحيا بجهل حياة عير وبغل قد غزا عصرنا الكواكب بينما بعضنا فيه ماشيا دون نعل فلما سمع محسن العيني القصيدة أعجب بها ، وكاد يعمم تداولها في أجهزة الاعلام ، لكنه تراجع عندما عرف ان الشاعر كتبها وهو يخزن القات والقاها في أحد مجالس “تقويت”القات ! هكذا تأزمت العلاقة كما لو انها الثآر بين محسني العيني ومافيا القات ، حتى نال شرف وصفه ب”العدو الاول للقات” اثر قوله في حديث صحفي “لا يمكن ان نبقي تنابله السلطان .. تخزن ونوسوس ، نحلم ونتواكل ونكسل .. ونمد أيدينا للغير ، يقيمون لنا المدارس والمستشفيات ، ويقدمون لنا الطعام ، وينشئون المصانع ويستصلحون الارض ، ويفتحون لنا الجامعات ويقدمون المنح الدراسية لاولادنا .. وكأننا قرة عين الزمان ! على انه في حوار معه عبر الفضائية اليمنية ، استدرك وقع الصدمة في موقفه من القات ، وقال ان اليمنيين كانوا في الماضي لا يداومون التخزين كما هو حالهم اليوم ، اذ كانوا بين حين واخر يخزنون بعضا من أوراقه ، ثم استطرد قائلا “صحيح ان مجالس القات متعه للحوار ومبعثا للمسرات ، الا انها باتت ظاهرة خطيرة ، خاصة ان الشباب والاطفال راحوا ينضمون تباعا الى جموع المخزنين ، ومن هنا استشعاري للخطر الذي يتهددها حاضر اليمن ومستقبله” .. ولعله أقل وادل على مصداقية وضرورات تجسيد شعار الحملة القومية”يمن بلاقات” ! معروف ان الانجليز كانوا قد أصدروا قراراً يحرم القات لكنه لم يصمد ، وهناك تجربة الحزب الاشتراكي ابان حكمه للشطر الجنوبي من اليمن ، حيث صدر عام 1976 القانون الذي يجرم تعاطي القات خمسة أيام في الاسبوع ، وعندئذ لجأ عشاق القات للحفاظ عليها طازجا في الثلاجات . أبرهه فى طريقه لهدم الكعبة القات مصدره افريقيا ، واسمه في الصومال ، “تشات” ، وفي كينيا له عدة أسماء بحسب أنواعه .. “ميراء” كاث – ميرانجي – ليس – طمايات – ميلونجي – ماونج ، وفي يوغندا “موستات” ، وفي الحبشة ومنها دخل اليمن في ركاب ابرهه وهو في طريقه لهدم الكعبة يسميه الاثيوبيون تيج او توج ، وقد اكتشف الامام شرف الدين القات في اليمن على حد رواية بعض المؤرخين ، بينما يؤكد البعض الاخر ان الرعاة لاحظوا كم تنتشي أغنامهم كلما اقتاتت من أشجار برية معينة ، فلما مضغوا واستحلبوا أوراق تلك الاشجار أدركوا سرها ، ومن ثم ذاع صيتها وراح اليمنيون يقبلون على زراعتها وتعاطي أوراقها جيلا اثر جيل ، ومن المؤسف ان يقتلعوا الشجرة “المحمودة” بالملايين وهي شجرة البن الفاخر ، ويزرعون مكانها شجرة القات “الملعونة” ! والشاهد ان شهرة البن اليمني طبقت الافاق منذ قرون الى حد صدور عشرات الكتب الحديثة التي تتغني بأوصافه وشمائله بلغات العالم ، وبينها “كل شتي عن البن” الصادر عام 1935 لمؤلفه ويليام ايكرز .. يقول : “لعدة أجيال ظل بن المخا” نسبة الى تصديره للخارج عبر ميناء المخا – متميزا عن كل بن العالم بنكهته الحارة وعطره وقليل من حموضته المستحبة ، ويقول كيفن نوكس في كتابه “مباديء البن” الصادر عام 1957 “احتساء فنجان واحد من بن المخا يغنيك عن مذاق كل أنواع البن” ، ويقول جون ثورن في مؤلفه “كتاب البن” ان لبن اليمن طعم النبيذ المعتق برائحة العطر “ ، وفي معرض البن السنوي الذي أقيم في سان فرانسيسكو يوم 14 أبريل عام 2000 ، كانت النشرة الصادرة عن أكبر شركة لتوزيع البن في العالم تقول : نحن ننفرد بالتعامل الحضاري منذ ستين عاما مع بن المخا ، فهو أفضل بن على الاطلاق ، اذ يتميز بنكهة الفاكهة والبهارات وطعم الشيكولاته واريجا عطريا فريدا” . وكانت المساحة المزروعة بأشجار البن عام 1990 حوالي 24804 هكتاراً ثم وصلت أخيراً الى 34 ألف هكتار ، عبر التوعية الواسعة التي قامت بها وزارة الزراعة والاعلام ، بالتزامن مع توزيع 15 مليون شتلة بن على المزارعين بالمجان ، وهو ما أدي الى اقتلاع عدد كبير من المزارعين اشجار القات واستبدالها بأشجار البن في المحويت والحيمتين ! والمشكلة ان زراعات القات كما العملة الرديئة التي تطرد العملة الجيدة من السوق ، حيث بلغت مساحاته المزروعة زهاء %37 من الاراضي الخصبة ، وتؤكد نتائج الاحصاء الزراعي ان هذه المساحة كانت 8000 هكتار عام 1970 وزادت بنهاية عام 2000 نحو 102.934 هكتاراً ، أي ان نسبة التوسع في زراعة القات بلغت %1187 ، ومعظم هذه الاراضي كانت تزرع بالبن وشتى انواع البقول والفاكهة ، بينما يقدر عدد مزارع القات بحوالي 180 الف مزرعة ، موزعة بين أكثر المناطق ارتفاعا ما بين 800 الى 2600 متر عن سطح البحر ، ومعظمها في محافظات صنعاء وحجة والمحاويت وإب وتعز والبيضا وعمران والضالع . مشكلة ثانية وتتعلق بالسحب المتواصل للمياه الجوفية واستخدامها في ري اشجار القات بنحو 830 مليون متر مكعب سنويا ، وفي شربها كذلك خلال جلسات تخزين ومضغ القات ، مما قد يؤدي بالضرورة الى جفاف وملوحة الابار الجوفية ، والتهديد باستنزاف الاحتياطي الاستراتيجي من المياه ، وفاقم من خطورة التفريط في الثروة المائية ، زيادة حفر الابار عشوائيا ، خاصة وان البنوك تتباري في مد المزارعين بقروضٍ ميسرة لشراء معدات الحفر والضخ ! المشكلة الثالثة وتكمن في انعكاسات القات السلبية على العلاقات الاجتماعية حيث يلتهم شراء القات بين 30 الى %50 من ميزانية الاسرة ، بينما تتراوح نسبة المتعاطين بين الذكور 75 الى %85 ، وما بين 35 الى %45 بين الاناث ، ويرصد بحث اكاديمي ميداني قيمة ما يستهلكه اليمنيون سنويا على شراء القات زهاء مليارين ونصف مليار دولار بما يفوق ميزانية الدولة ، والادهي والامر يتمثل في ظواهر الانحراف الاخلاقي ، عبر تفشي جرائم الرشوة والاختلاس بين الموظفين محدودي الدخل لشراء ما يلزمهم من القات وارتياد مجالسه كمظهر للتفاخر والتواصل الاجتماعي مع الاصدقاء ، وقد يتعثر الزوج عن الوفاء بمتطلبات اسرته والقات معا ، وعندئذ قد يضغط على زوجته كي تبيع مصاغها ويحدث الشجار الذي يؤدي في النهاية الى الطلاق ! على ان القات فجر في السنوات الاخيرة مصيبة كبري ، حين استخدم المزارعون اصنافا مغشوشة من المبيدات الحشرية والاسمدة العضوية لاول مرة لتسريع نمو أشجاره والاكثار من أوراق ، مما ادي لزيادة أرباحهم بشكل غير مسبوق ، حتى انكشف مصدر انتاجها في اسرائيل رغم منع استخدامها دوليا مثل ال د.د.تي والتوباز والديوكسين والسما والحديدي ، مما ادى الى تصاعد نسبة مرضي السرطان والفشل الكلوي ، خاصة في مناطق زراعة القات مثل إب وماوية وشرعب وهمدان وجبل صبر، وهكذا أضيفت امراض جديدة الى جملة الامراض المعروفة للقات ، وبينها التليف الكبدي وتشوهات الاجنة وزيادة التوتر العصبي والمغص والاسهال والصداع والضعف الجنسي والجفاف العاطفي بين المتزوجين، الى غير ذلك من الاصابة بجلطة المخ لدى المصابين بتصلب الشرايين ، واحتمال الاصابة بالبواسير والقلق والاضطرابات النفسية والعصبية ، و تكسير الدهون وزيادة ضربات القلب والعقم ، فضلا عن تصاعد معدلات حوادث السيارات والسرقات والنهب المسلح ، وتقول احصائية رسمية ان كلفة العلاج من امراض القات تبلغ 2000 دولار للمريض ، وان العلاج في مستشفيات الاردن وحدها تجاوز مائه مليون دولار سنويا ! الحشيش اللبنانى ولعله من هنا يبرز السؤال الهام رغم بديهياته : فإذا كان اليمنيون يدركون الى أي حد مساويء ومفاسد ومضار القات الاجتماعية والاقتصادية والزراعية والصحية والنفسية .. فلماذا إذن كل هذا الاسراف في تعاطيه ؟ ولماذا يضيعون نحو 20 مليون ساعة يوميا في ممارسة هذه العادة المرذولة بلا طائل من العمل والانتاج او الابداع ؟ لماذا وتعاطي القات يمكن الاقلاع عنها بسهولة إذا ما توافرت الرغبة والارادة .. خاصة وان القات منبه لا يفضي للادمان كما هو الحال مع المخدرات النباتية والمصنعة ؟. لابد وان وراءه اذن سر لا يدرك وسحر طاغ يستبد بالافئدة والعقول والجيوب ، فهل يراه اليمنيون كذلك ؟ الاجابة دائما يختلف حولها اهل اليمن وعلي النقيض ، بين فريق لا يجد في القات سوى الضياع والهلاك ، وبين من يراه كذلك ولكن يظل أقل خطرا من الانزلاق الى هاوية المخدرات ، والدليل على ذلك ان اجهزة الامن في مصر نجحت الى حد كبير في اغلاق منافذ تهريب الحشيش اللبناني ، فكانت النتيجة اكثر وبالا عبر انتشار شم بودرة الهورايين والكوكايين الاخف وزنا والاكثر ربحا والافدح خطرا ، حيث الشفاء من ادمانها يحتاج الى وقت طويل وكلفه باهظه ، الى ذلك يضيف اصحاب هذا الرأي الاشارة الى ان زراعة وتجارة ونقل وبيع القات يستوعب ما يزيد عن مليون مواطن من العاملين في هذه المجالات ، فكيف يجوز في حالة منع القات ، اضافة هذا العدد الى نحو مليوني عاطل في اليمن بلا عمل ! يقول الشاعر اليمني الكبير ابراهيم الحضراني وهو من خصوم القات : قف معي يا من تخاف الازمات نضرب القات بسوط اللعنات ما رأينا مثله ضرر ينزل السوء بمجد العائلات يقتل الانسان مستقبله عندما يألف تدخينا وقات ويقول الشاعر السوري سليمان العيسي بعد ان جرب تخزين القات وعاش اجواء مجالسه : سم به وطن الاحرار يقتات سم يدمر من عاشوا ومن ماتوا متى ستنقض عنك الداء يا بلدي متى سيعدم هذا المجرم القات