أتعلمين .. الشامة أبداً لا تُخلق شفَّافة ببريق إلا على وجنتيك أيتها الحمراء .. حقاً بعد كل شفق ! أي نعم أنتِ .. لا تنظري خلفك ، فالألوان الستة الباقية حاشيتك إن كانت ورود ..!! الندى عليكِ شامة ..!! و الشذى همس .. إذا ارتحل الهواء و خاطر .. و الرحيق فيكِ خمر للزاهدين !! إذا ما تاب القدر وصلى و تثاءب الحارس فطال النائمون السُهاد ..!! لا تخجلي .. لمَ تُخفين أشواكك خلف اخضرار الورق؟ و يبدو القلق لا تخجلي .. هنّ للعذراء سياج .. و للمُحبين بلسم الملل *** قد حرّمتُك يا خجولة النسيم على النسيم فلا يَشمكْ ! حرّمتُ على الشمس شَامَتك إلا أن تُضِيء و تنسف أساطير الظلام حولك حرّمتك .. على جانيات الرحيق ! فلهن المقابر ! و لملكاتها الجواري الست خلفك . حرّمتك على أكاليل المراسم .. فلستِ للموتى ونيس ، و لا وجبةٌ للعين عند المحافل . ودعي الفُل يزهو ! لم تُخلق كي تُجهدي نفسك في إخفاء البشاعة ، أو ينتهي بك المطاف في قوارير العطور .. أو للفراشات حدائق ! بل حرّمتك .. على الصور .. على الأقلام لا ترسمك .. على العيون ! أنت ترمقك .. و يلفظ الطرف أنفاسهُ فتُقتلي قبل أن يرتد البصر !! حرّمتك على رب البساتين الجلف و إن روّضك ..!! حرّمتك على الشعر .. إلا معي !! *** أيتها الحمراء الجميلة .. لم تُخلق عبثاً .. لم تخلق لتذبلي على المزاهر . قد أجرم من يقطفك ! إلا أنا ..!! خُلِقتُ لأقتل فيكِ السكون ! كي تعيشي .. لخدمة عاشق .. يهوى من تمُنّ عليكِ ببعض الجمال!! و أنتِ وميض من نورها فأعطيكِ لها ..!! مُترجمةً للعاشقِ ما يُريد بفصحى القلوب ! فإن قَّبَلَتكِ بأنفاسها ، أو داعبتك أو حتى زينت شعرها فبشراكِ .. يموت الذبول و أحيا لها .