وقع أمس في تونس العاصمة على محضر الاجتماع الأول للجنة المشتركة للتعاون في مجال الشئون الدينية بين الجمهورية اليمنية والجمهورية التونسية الشقيقة. وقعه عن اليمن وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار، وعن الجانب التونسي وزير الشئون الدينية الدكتور بوبكر الأخزوري. تضمن المحضر تعزيز التعاون بين البلدين في مجال تبادل المنشورات والمصنفات والمعلومات والتجارب في مجال تكوين الأئمة والوعاظ والمرشدين الدينيين، وتأهيلهم في دورات تدريبية للارتقاء برسالتهم الحضارية في التوعية الدينية الرشيدة. كما تضمن التعاون في مجال البحوث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتبادل الزيارات بين المختصين في العلوم الدينية وتفعيل مشاركاتهم في الندوات والملتقيات المشتركة، وأيضاً تبادل الخبرات والأنظمة واللوائح المتعلقة بجمع المخطوطات وترميمها وصيانتها وفهرستها، وكذلك الأنظمة واللوائح المتعلقة بتنظيم عمليات الحج والعمرة. وأكد الجانبان أهمية التعاون في مجال ترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغات الأجنبية، والعمل على نشرها وتبادلها بما يتيح التعريف بالفكر الاجتهادي ويعمق الفهم الصحيح للدين الإسلامي الحنيف، إلى جانب تحقيق التراث الفكري الإسلامي بما يتيح نشرها على أوسع نطاق، وكذا إنجاز بحوث مشتركة تهدف إلى إبراز التراث الحضاري الإسلامي. وحث الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة من أجل دفع حوار الحضارات والأديان باعتباره وسيلة ناجعة لإشاعة قيم التسامح والتضامن والتفتح والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب.. حضر التوقيع سفير الجمهورية اليمنية في تونس حسين ضيف الله العواضي. وكان وزير الأوقاف والإرشاد حمود عبدالحميد الهتار قد وجه دعوة لوزير الشئون الدينية التونسي الدكتور بوبكر الأخزوري لزيارة اليمن لحضور افتتاح جامع الرئيس الصالح الذي سيفتتح في شهر رمضان القادم، وقد رحب الوزير التونسي بهذه الدعوة.. موضحاً أن هذه الزيارة ستكون رافداً أكبر للتعاون القائم بين الوزارتين، وفرصة لتقييم ما سينجز خلال الفترة اللاحقة لهذا الاتفاق.. وأهدى وزير الأوقاف والإرشاد الجانب التونسي ثلاثة مصاحف يمنية للرئيس التونسي زين العابدين بن علي، والوزير الأول محمد الغنوشي، ووزير الشئون الدينية بوبكر الأخزوري لها قيمتها التاريخية والدينية والفنية منسوخة بخط اليد، فيما أهدى وزير الشئون الدينية التونسي الجانب اليمني مصحف الجمهورية التونسية تعبيراً على روح الإخوة والصداقة والتعاون القائم بين البلدين الشقيقين. وكان الوفد اليمني قد زار العديد من المواقع الدينية التونسية كجامع الزيتونة بتونس، وجامع العابدين الذي يمثل تحفة معمارية فريدة، إضافة إلى زيارة دار الحرف التقليدية حيث اطلع على أهم المهن التقليدية التونسية التي لا تزال حية رغم قدمها التراثي الكبير.